3 سنوات على الحرب: عودة ترمب قرَّبت بوتين من إعلان النصر... وزيلينسكي يحتاج «معجزة»
حزب الله بعد نصرالله... خيارات صعبة بين المواجهة والتهدئة!
بعد الإنتهاء من مراسم تشييع الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، يبقى السؤال الأهم، كيف سيواجه الحزب الفراغ الذي تركه، خاصة في ظل الضغوط السياسية والأمنية التي يواجهها، هل سيستطيع الحفاظ على تماسكه الداخلي وتحديد سياسته المستقبلية؟
الدكتور خالد الحاج، الباحث في الشؤون الإيرانية، يوضح في هذا السياق التحديات التي قد يواجهها الحزب، بدءًا من الضغط الداخلي على قيادته وصولًا إلى التأثيرات الإقليمية والدولية.
ويرى الحاج،أن "التأثير الأول لغياب نصرالله سيكون على مستوى التنظيم الداخلي لحزب الله، إذ يترك هذا الغياب فراغًا لا يقتصر على القيادة فقط، بل يمتد إلى قدرة الحزب على الحفاظ على تماسكه الداخلي في ظل الاستقطاب السياسي الحاد في لبنان، فمن المعروف أن نصرالله كان يمثل شخصية توافقية داخل الحزب، رغم خطابه التصعيدي في الخارج، حيث تمكن من موازنة الأصوات المتشددة مع الأصوات البراغماتية".
ويُشير إلى أن "اليوم، يُطرح تساؤل حول قدرة القيادة المقبلة على تولي هذا الدور، خاصة في ظل الضغوط التي تمارسها بعض الأطراف اللبنانية، سواء من المعارضة السياسية أو من القوى التي تحمل الحزب مسؤولية الانخراط في حروب إقليمية قد لا تصب في المصلحة الوطنية".
وحول مستقبل حزب الله على الصعيد الأمني، يقول الحاج: "الحزب فقد عددًا من القادة البارزين في الفترة الأخيرة، مما يضعف بنيته التنظيمية ويثير تساؤلات حول قدرته على التعامل مع الاختراقات الأمنية، هذه المعطيات تجعل الحزب أكثر عرضة للتأثيرات الخارجية، وتفتح الباب أمام صراعات داخلية بين الأجنحة المختلفة، خاصة بين التيار العسكري الذي يدعو إلى التصعيد المستمر، والتيار السياسي الذي يدرك خطورة المرحلة ويسعى إلى التهدئة المرحلية، كما أن التأثير الإيراني وارتباطه بالمتغيرات الإيرانية الداخلية قد يضيف تحديات أخرى".
من وجهة نظر الحاج، "من المتوقع أن يواجه حزب الله خيارات صعبة، بين الاستمرار في سياسة المواجهة الإقليمية وبين تبني استراتيجية أكثر براغماتية تركز على الشأن اللبناني الداخلي، ومع تصاعد التهديدات الإسرائيلية والضغوط الأميركية، قد يسعى الحزب إلى إعادة ترتيب أوراقه، خاصة من خلال تعزيز تحالفاته الداخلية التي تراجعت نتيجة الشعور بتراجع قوته وخوفه من العقوبات الأميركية".
في الوقت ذاته، يلفت إلى أن "الحزب قد يضطر إلى إعادة النظر في انخراطه في الملفات الإقليمية مثل اليمن والعراق، خاصة مع تراجع الدعم الشعبي له في بعض الأوساط اللبنانية نتيجة التداعيات الاقتصادية والسياسية، هذا التراجع قد يدفعه لمحاولة استعادة هذه القاعدة الشعبية عبر خطاب يركز على الدفاع عن لبنان بدلًا من الأجندة الإقليمية، إضافة إلى محاولته التكيف مع خسارته في سوريا".
ويشدد على "مسألة مهمة وهي إشكالية التمويل التي تشكل اليوم أحد أبرز التحديات التي يواجهها حزب الله، خاصة في ظل الاستهداف الإسرائيلي المستمر للمسؤولين الماليين والشبكات المرتبطة بنقل الأموال، هذا الاستهداف يوضح أن الخرق لم يعد مقتصرًا على الجناح العسكري فقط، بل امتد إلى البنية المالية، ما يطرح تساؤلات جدية حول كيفية تأمين استمرارية تمويل الحزب".
ورغم هذه التحديات، يؤكد الحاج أن "حزب الله أثبت مرارًا قدرته العالية على التكيف والبراغماتية، وعلى تنويع مصادر تمويله، سواء عبر الدعم الإيراني المباشر أو من خلال شبكات اقتصادية محلية ودولية، وفي ظل الحديث عن احتمال إحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، قد تعود الأموال الإيرانية إلى الواجهة، ما قد يعيد رسم موازين القوى في المنطقة، خاصة إذا حصلت إيران على تسهيلات تسمح لها بدعم حلفائها، على رأسهم حزب الله، بشرط أن يكون ذلك في سياق القضايا السياسية وليس العسكرية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|