"ورقة ضغط على حزب الله" ..نضال السبع :أمريكا لن تسمح بإعادة إعمار الجنوب حتى الانتخابات النيابية
حزب الله يُهزَم… بالانتخابات
أمس، بات لكلّ طائفة من طوائف لبنان ضريحها. وأصبح من المفترض أن يكون لكل الطوائف القرار بدحرجة الحجر عن قبر الوطن ليقوم معافى، مستقراً ومستقلاً.
وبعيداً من لعبة الأعداد ومنطق "ساحتي أكبر من ساحتك"، فأمّا وقد انتهى الثالث والعشرون من شباط ٢٠٢٥، فالمطلوب التفكير بالعقل لا بالعاطفة، بالمنطق لا بالمبالغة.
في الواقع، لم يكن مشهد الأمس مفاجئاً. فالألم كبير عند محبّي السيد نصر الله فحضروا لوداعه. لكنّ الطائفة الشيعية لم تودّع أمس شخصية قيادية استثنائية، ورمزاً سياسياً تخطى بحضوره مساحة لبنان فقط، بل تراها تودّع كذلك، شيئاً من قوّتها، ومن مفهوم فائض القوة، الذي حاول بعض الشيعة فرضه، فوسموا غالبية الطائفة بالخروج عن منطق الدولة.
يُقال في هذا السياق إن الأمين العام الشهيد السيد حسن نصر الله لم يكن يؤيّد الممارسات الخاطئة، وينقل عنه مسؤولون التقوه في مراحل عدة، أنه يعلم تمام المعرفة، أن لا قدرة لطائفة على الطغيان على الطوائف الأخرى في لبنان، وهو ما علّمته تجربة ما بعد استقلال لبنان.
لكن الممارسات على الأرض كانت مختلفة في أكثر من مناسبة، والتجاوزات طغت على صفاء النيّات.
فمع اغتياله، ذهب البعض بعيداً في توصيف ما أضحى عليه حزب الله من ضعف. وفي ذلك مبالغة. فالأكيد، أن الشيعية السياسية لم تنتهِ، وإن أصابتها الحرب الاسرائيلية مقتلاً، وقد ضربتها بالصميم بضرب أبرز قادتها وترسانتها العسكرية، إلاّ أن زيادة الحضور السياسي أو تراجعه، تحدده الانتخابات النيابية المقبلة.
وحتى ذلك الموعد، اختار الشيعة ٢٧ نائباً لتمثيلهم، ينضوون تحت راية الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير. وأي مؤشّر على الازدياد في الرأي الشيعي المعترض على ممارسات أمل وحزب الله، يفترض أن يترجم في التصويت المضاد في الانتخابات، والسعي الى إحداث خرق انتخابي، يمكن عنده القول من تحت قبّة البرلمان، "هذا من اختارته الناس".
اليوم، تبدو مرحلة ما بعد ٢٣ شباط ٢٠٢٥ فرصة أمام الجميع لاتخاذ القرار الشجاع بالانخراط بالدولة حتى النهاية، حيث لا يُلغى أحد بقوة العدد والسلاح، إنما يتساوى الجميع تحت سقف الدستور والقانون، وما تقرره صناديق الاقتراع.
أمّا لعبة الإعلام والخطابات المرتفعة والتغريدات والجيوش الالكترونية، فلا تبدّل شيئاً في هذا السياق. هي وسيلة فقط لشدّ العصب. وشدّ العصب في هذا المجال سيف ذو حدّين، فمن يمارسه، بهدف زيادة شعبيته، يسهم في زيادة شعبية سواه. لأن المنطق يغيب في لعبة البروباغاندا، ليحل محلّه منطق "علّي وجيب جمهور".
أمس، قال الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه". لذلك، على الجميع، بمن فيهم حزب الله، العمل لكي يكون لهذا الوطن دولة واحدة، وجيش واحد، وسلاح واحد، وهدف واحد.
ضمانة الشعب بناء الدولة، والمصلحة الوطنية، والشيعية بالطبع، تكمن في تطبيق القرار ١٧٠١ من مختلف المعنيين به. وبما أن الدولة اللبنانية اختارت "المقاومة الديبلوماسية" سبيلاً لاستعادة الأرض المحتلة، فمسؤولية حزب الله الركون لمنطق الدولة، لأن للدولة الحق في حماية الأرض والدفاع عنها… وإذا لم تفعل، تخطىء في حق نفسها أولاً، وتفتح الباب للدويلات لتبعث من جديد.
حتى ذلك الحين، جهّزوا للانتخابات النيابية. فهي مفتاح القول "إنه الخيار الآخر للشيعة".
كبريال مراد - خاص موقع Mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|