"كنّا سنشارك ولكن"... "الإشتراكي" يبرر مقاطعته لتشييع نصرالله!
فرنجية الابن ينتهج مسارا مغايراً ويؤسس لحالة سياسية مختلفة
الى صدمة اغتيال امين عام حزب الله وما سبقها وتلاها بالنسبة الى الحزب عموما من خسائر بشرية واقتصادية وفي الممتلكات، شكل السقوط المُدَوي لنظام بشار الأسد في سوريا الصدمة الخارجية الأعنف بالنسبة الى السياسة اللبنانية منذ اتفاق القاهرة والحرب الأهلية اللبنانية. حتى ان اللبنانيين السياديين وصّفوا ما جرى بالحلم، في حين اصيب مؤيدو النظام بالنكبة الاكثر سلبية عليهم، اذ جاء الاندحار السريع بمنزلة زلزال إستراتيجي لم يستوعبه بعض هؤلاء حتى اللحظة، وما زالوا يحاولون تلمُس اثاره لاعادة ترتيب مواقعهم في السلطة.
صحيح ان سوريا بعد الثورة في العام 2011 لم تعد كما قبلها حينما كان مصير السياسيين اللبنانيين والقرارات الكبرى المتعلقة بالسياسة في بيروت تُصنع في دمشق، الا انه بقي حاضرا ومؤثرا الى حدٍ ما، بعدما باتت الكلمة والقرار لحزب الله ومن خلفه راعيته الاقليمة ايران. اما وقد اندثر الاثنان معا، وبات لبنان على طريق استعادة قراره وسيادته مع انتخاب الرئيس جوزاف عون وتكليف نواف سلام رئاسة الحكومة ، فإن حلفاء دمشق الاستراتيجيين يجرون اعادة قراءة لمواقفهم ومواقعهم محاولين الانخراط مجدداً في لبنان الجديد الناشئ، وأبرز هؤلاء رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
"نحن امام مرحلة جديدة اسماها سليمان فرنجيه بـ "S0FTWARE " سوفت وير جديد.كلام قاله النائب طوني فرنجيه من بكركي بعيد مشاركته منذ اسبوع في قداس الاحد، معلناً ان لبنان دخل مرحلة سياسية جديدة. وقد رأينا ان تكون الانطلاقة من بكركي التي تمثل محطة وطنية مفصلية. طوينا صفحة وفتحنا اخرى". بحسب ما تقول مصادر سياسية متابعة لـ"المركزية" إن الخيار السياسي للنائب فرنجيه ليس نفسه خياروالده. هو ليس في محور ايران او الى جانب الثنائي الشيعي ، بل يتموضع مع العهد ووفق خيار سياسي يختلف عما انتهجه والده، متوقعاً ان يطلق النائب فرنجيه في المرحلة المقبلة مواقف لافتة تؤسس لحالة سياسية جديدة.
وفيما يبقى الترقب متسيداً المشهد ،لمعرفة اين يتموضع تيار المرده في العهد الجديد ومع مَن مِن القوى السياسية سيتحالف لاحقا لتشكيل نواة انتخابية سياسية صلبة، تستبعد اوساط سياسية شمالية اي تحالف بين المرده والتيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل، لانهما من القضاء نفسه وقواعدهما متباعدة، أضف الى ان العلاقات بين الرجلين متوترة ولئن كانا في جبهة المعارضة لانهما خارج الحكومة. العلاقات ساءت منذ وصول العماد ميشال عون الى الرئاسة حينما عمد باسيل الى استهداف فرنجيه سياسيا لقطع طريق بعبدا امامه ،وكانت تمر بمطبات صعودا وهبوطاً ، الى ان استقرت في ادنى مستوى لحظة اختار الثنائي امل- حزب الله سليمان فرنجيه مرشحاً للرئاسة . منذ اللحظة تلك، شن باسيل حملة شعواء على الزعيم الشمالي وابتعد عن حزب الله وتوترت العلاقة معه على رغم اتفاق مار مخايل وصولا الى تخلي الحزب عنه.
بطاقتا باسيل الحمراوان بوجه فرنجيه لمنع وصوله الى بعبدا، تماما كما لقائد الجيش العماد جوزاف عون، قطعتا آخر شعرات معاوية مع القوى السياسية ، ولم يبق له من صديق، خلافا لفرنجية الذي انتخب الرئيس عون والمنفتح على سلسلة خيارات وتحالفات تتواءم وطبيعة المرحلة ومقتضياتها المستجدة داخليا واقليمياً. فمن سيختار من الكتل او الاحزاب السياسية وهل يرسم مساراً استراتيجياً جديدا لتيار المردة بعدما سقط حليف العقود السوري؟ الجواب ايجابي حكماً ولا بدّ سيظهّره قابل الايام ، تختم المصادر.
المركزية - نجوى أبي حيدر
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|