حرب “هلال” فارس “وسلام” أبراهام
أكثر دولة في العالم كانت مهتمة بأمن مهرجانات التشييع والتعزية بالسيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين هي إسرائيل، ليس لأنها محبة للراحليْن، بل لأنّها حريصة على عدم إستثناء من بقي من صقورِهما من حملة الاغتيالات والتدمير التي استهدفتهما.
أكملت إسرائيل خلال فترة الحداد عملية مسح “surveying” المشيّعين والمعزين بنصر الله وصفي الدين، ثم أرسلت مسيّراتها في مهمة استطلاعية بحثًا عن الذين ضمّت مواصفاتهم إلى بنك الأهداف تمهيدًا لإستهدافهم قتلًا وتفجيرًا وتدميرًا عندما تسمح لها الظروف.
هذه المهمة المعقّدة تقسّم إلى محوريْن، تولّت تنفيذ المحور الأول خلال فترة الحداد مسيّرات “الرّصد والتبليغ” (Monitoring and Reporting Drones) التي تنتقي “الأهداف” غير المدرجة في ذاكرتها وتبلغها إلى مراكز السيطرة حيث يضم الجديد منها إلى بنك الأهداف.
أمّا المحور الثاني فتتولّاه حاليًّا مسيّرات “الاستطلاع والتنفيذ” (Recon and Implementation Drones) وهي التي تبحث عن أهداف ملقّمة في ذاكرتها وتتابعها حتى يصدر أمر استهدافها.
يُذكر أنّ أبرز عملية اغتيال بالمسيّرات نفّذتها إسرائيل في لبنان إستهدفت الفلسطيني صالح العاروري ضابط الإرتباط بين حركة “حماس” في غزّة والحرس الثوري الإيراني عبر حزب إيران المسلح.
نفّذت مسيّرة إسرائيلية اغتيال العاروري في 2 كانون الثاني العام 2024 مستهدفة مكتبًا لـ”حماس” في ضاحية بيروت الجنوبية وقتل معه ستة عناصر من الحركة و12 مدنيًّا من المارّة إضافة إلى تضرّر الأبنية المحيطة.
وما زالت عمليات الرّصد والتبليغ مستمرة على الرَّغم من قرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ نظريًا في 27 تشرين الثاني الماضي ومُدِّدَ، أيضًا نظريًّا، حتى 18 شباط الجاري من دون أن يتوقّف فعلًا، لا قبل التمديد ولا بعده.
وفي هذا الصدد، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ مسيّرةً استهدفت، مساء أمس الأربعاء، عنصرًا بارزًا في “وحدة التسلح ونقل الوسائل القتالية” التابعة لحزب إيران المسلّح في منطقة القصر اللبنانية.
من جهته، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة انّ الغارة الإسرائيلية التي استهدفت سيارة على طريق الهرمل – القصر أسفرت عن سقوط قتيل وإصابة آخر بجراح.
وذكرت وسائل إعلامية أن القتيل يدعى مهران نصر الدين وهو من عديد حزب إيران المسلح.
بغضّ النّظر عن أسباب استمرار إسرائيل في الاغتيالات يبقى التساؤل عن كيفية حصولها على المعلومات التي تمكّنها من تدمير أو اغتيال أهدافها.
لا شكّ في أن المسيّرات هي المصدر الأساسي للمعلومات التي يتم تجميعها في حقبة “الرّصد والتبليغ” وتتمّ متابعتها، كما حاليًّا، في حقبة “الإستطلاع والتنفيذ” ما يطرح السؤال:
عن ماذا تبحث المسيّرات في هذه المرحلة بعدما تمّ جرْد معلومات ومواصفات كل الأهداف “الجديدة” ؟
تبحث المسيّرات عن أماكن تواجد المرشحين الجدد للتصفية بإنتظار أوامر قتلهم، وتحاول العثور عليهم عبر:
-*- بصمة العين.
-*-بصمة الصوت.
-*- بصمة مثلّث الوجه (عظمتا الخدين اليمنى واليسرى وعظمة الذقن)، وإعادة تكوين شكل الوجه (Face Print) عبر إستعارة صور جوازات سفر المعني أو بطاقات هويته أو الصور الملتقطة في مناسبات عامّة وكل ما يرسَل عبر شبكة الإنترنت.
-*- بصمتَيْ الأسنان في الفكّين الأسفل والأعلى التي يتم الحصول عليها من ملفات المستشفيات أو مراكز التشخّص أو عيادات طب الأسنان وكل ما يتم تداوله عبر الشبكة.
وإذا كان الهدف هو العثور على ترسانات ذخائر أو أسلحة أو مصانع تبحث المجسّات الحرارية والصوتية عن:
-*- مصدر حراري.
-*- شكل بياني (Graphic Image) لسلاح أو ذخيرة.
-*- مصدر ضجيج ناتج عن حركة آلة مصحوبًا بحرارة، ما يعكس دمج مجسي الحرارة والصوت معًا لتكوين صوت محدد لآلة محددة.
المصدر الحقيقي للمعلومات هو الفضاء السيبراني (Cyberspace) الذي يجمع في حزمة واحدة أنظمة الشبكات والبرمجيّات، والمستخدمين ويعرف بـ”السلاح الرابع للجيوش الحديثة” بعد أسلحة البر والبحر والجو.
وتملك المسيّرات الإسرائيلية قدرات أجهزة التصوير الحرارية والليزرية وأجهزة الإستشعار الحرارية والصوتية وتتمكّن من دمج البرامج الأربعة من التقاط الصور والمشاهد الليلية والتسجيل وفرز الأصوات وعزل صوت أو صورة أو مشهد عن محيطها أو دمجها في محيطها.
أمّا تحليق مسيّرة فوق منطقة محددة لفترة طويلة، فهذا يحقّق لمشغّلها عدّة إنجازات، ليس أقلها إثارة الرعب في البيئة المرصودة، إضافة إلى التأكّد من وجود هدف مطلوب في البيئة المحددة ما يتطلب تحديد الظرف الأنسب “لاصطياده”.
في مواجهة هذه الآلة الجهنمية من التطور التقني، والدعم الدولي، يُطرح السؤال:
إلى أين تتجه المنطقة ؟ هل إلى حرب عالمية ثالثة أم إلى “سلام أبراهام بعد ضرب هلال فارس؟”.
محمد سلام -”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|