لبنان بين نارين

لم ينهِ اتفاق وقف اطلاق النار، بين حزب الله وإسرائيل، لوقف الحرب بينهما، الاحتلال الإسرائيلي لمواقع ومراكز استراتيجية داخل الاراضي اللبنانية جنوبا، او يوقف الاعتداءات والقصف الجوي الإسرائيلي على اهداف ومواقع،تدعي إسرائيل انها لحزب الله، في ظل صمت اميركي مريب، يخالف تعهدات الادارة الاميركية بضمان تنفيذ الاتفاق المذكور بكل حذافيره.

هل يستطيع لبنان بسلطته الجديدة، المدعومة اميركياً وعربياً ودولياً ومن معظم مكونات الشعب اللبناني، دفع إسرائيل لسحب قواتها من جميع الاراضي اللبنانية التي ماتزال تتمركز فيها حاليا، ووقف اعتداءاتها المتواصلة، بعدانقضاء تاريخ وقف اطلاق النار قبل عشرة ايام؟
يعترف مصدر سياسي بأن استمرار تمركز قوات الاحتلال الإسرائيلي في مواقع محددة جنوبا، لم يكن ليحصل، لولا وجود موافقة اميركية غير معلنة لتغطيته، وهو ماعبّر عنه وزير الدفاع الإسرائيلي علنا بالامس، من دون أن يصدر اي رد فعل اميركي ينفيه او يؤكده، مايبقي الموقف الاميركي ملتبسا، ومنحاز لإسرائيل.
ومايدعم وجود الموافقة الاميركية الضمنية، لاستمرار خرق إسرائيل لاتفاق وقف اطلاق النار، ما تردد بما تبلغه لبنان الرسمي مباشرة، اوبالواسطة احيانا،بأن محاولات حزب الله، الالتفاف على اتفاق وقف اطلاق النار، وسعيه للاحتفاظ بمواقعه العسكرية، ورفضه تسليم ماتبقى من سلاحه طوعاً للجيش اللبناني، بموجب الاتفاق، يبرر لإسرائيل الاستمرار بالبقاء في بعض المواقع الاستراتيجية على الاراضي اللبنانية، كما بشن هجمات جوية ضد هذه المواقع وعناصر الحزب ايضا.
واستنادا للمصدر نفسه، فإن قيام واشنطن بدورها الضامن لتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وحمل إسرائيل على الانسحاب من كل المواقع التي ماتزال تحتلها جنوبا، ووقف خروقاتها للاتفاق، يتطلب قيام الدولة اللبنانية ممثلة بالجيش اللبناني، إضافة الى بسط سيطرته وتسلم المهمات والمواقع العسكرية وتخزين الاسلحة لحزب الله جنوبا، تعميم هذه المهمات لتشمل باقي المناطق اللبنانية، شمال الليطاني ايضا، بالرغم من التباينات والتجاذبات السياسية الداخلية حول هذا الموضوع حتى الساعة، وهو ما يبقي سيف خروقات إسرائيل للاتفاق مسلطاً، بغطاء اميركي، ولبنان معرض لضغوطات قوية، وفي وضع لايحسد عليه.

معروف الداعوق - اللواء