الإفطار على التمر.. تقليد رمضاني يجمع بين الروحانية والفوائد الصحية
مزار نصرالله الدينيّ: هل له تبعات سياسية محرجة؟
لا استساغة على مستوى وزارة الخارجية اللبنانية للنمط التنظيميّ الذي اتخذه "حزب الله" في تشييع أمينيه العامّين السابقين والحديث عن تحويل مرقد السيّد حسن نصرالله مزاراً دينياً ليكون مقصداً للزائرين من محور "الممانعة" في دول عدّة، كلّما شاؤوا أن يتوجّهوا إلى لبنان.
لقد نصح نصر الدين عامر، رئيس مجلس إدارة "سبأ"، وكالة أنباء اليمن، "بعض الأصوات المحسوبة على لبنان والتي لم يعجبها الزي اليمني الاصيل، بتعوّد مشاهدة هذا الزيّ"، مضيفاً: "سيصبح لدينا مزار ديني مهم في لبنان. وسيصبح مقصدا لنا ولغيرنا من أنحاء العالم. يمكن تسميتها سياحة دينية".
بحسب "النهار"، يُحكى في أروقة الخارجية اللبنانية أنّ هذه الطريقة التي يتخذها "حزب الله" وأذرع محور "الممانعة" ستترك تأثيرها في النظرة العربية والدولية إلى لبنان، بخاصّة أنّ غالبية منها لا تزال تضع هذه الفئة السياسية على لوائح الإرهاب. وإذ تقلق الخارجية اللبنانية صراحةً من التبعات التي يمكن أن تنتج من الطريقة غير المنسجمة مع المبادئ التي تبحث وزارة الخارجية عن توطيدها، تعتقد أنه لم يكن في مقدور الحكومة أن تضع نفسها في مواجهة مع كثرٍ من اللبنانيين، فإذا بها تقرّر الاستيعاب، بعيداً من أي نزاع يمكن حصوله. وتبقي الخارجية على الهواجس نفسها حيال فكرة المزار الدينيّ، بخاصة أنه ليس بعيداً من مطار بيروت، ما لن يكون مستحبّاً من نواحٍ عربية ودولية.
في المقابل، ثمة رهان وزاريّ على اضطلاع الدولة اللبنانية بكل أضلعها، بمهمّاتٍ لاستعادة زمام قراراتها الإستراتيجية، وبذلك يمكنها أن تبعد ارتدادات محاولة فرض محور "الممانعة" لشروط.
ولكن سياسيّاً، يلاحظ أنه بين أهم معارضي "حزب الله" من لا يخشى حدوث تبعات بعد التشييع وإقامة مزار ديني، رغم التقارب السياسيّ مع الخارجية اللبنانية.
في تأكيد رسميّ لـ"القوات اللبنانية"، إن الصراع مع "حزب الله" لا علاقة له بخلفيته العقائدية إنما بمصادرته قرارات الدولة الإستراتيجية ومنع احتكار السلاح، وأن يكون قرار الحرب عنده. وإذ لا تعتقد "القوات" بوجود إشكالية ذات بعد دينيّ لـ"حزب الله"، تجزم بأن الصراع معه على منع الدولة اللبنانية من الاضطلاع بدورها، وهذه إشكالية تحتاج إلى معالجة. وتتفاءل "القوات" بمرحلة هادفة لافتتاح مطارات إضافية، على أن يعمل أي مطار تحت سقف الدولة والدستور والقانون اللبنانيّ. ويمنع على أي فريق سياسي بدءاً من "حزب الله" السيطرة على أي مطار لبنانيّ. وتطالب "القوات" الدولة اللبنانية بممارسة صلاحياتها والعمل على حصر السلاح، وتالياً التزام ما هو مطلوب منها في الدستور اللبناني.
السياسي المعارض لـ"حزب الله" فارس سعَيْد يعتبر أن ما حصل في تشييع نصرالله هو خاتمة لمسار وليس فاتحة لآخر، مع بدء التكيّف مع مرحلة جديدة بظروف وموازين قوى مختلفة.
ويقول لـ"النهار": "أحترم الرأي الآخر الذي يخاف ويتحسب، لكنني لست من هذا الفريق. طبعاً، يقوم محور الممانعة بهذا العمل على طريقته بصوت عالٍ، لكن الطبعة الأولى لـ"حزب الله"، أي أن يكون الذراع الايرانيّة للبنان في صراع المنطقة مع إسرائيل، شأن انتهى ولا رجوع إلى الوراء". ويضيف: "كان الشيخ نعيم قاسم واضحاً في الحديث عن مرحلة جديدة، على أن يحصل التكيّف معها. هناك إرباك في خطاب "حزب الله" يعبّر عنه كلّ الذين يتكلمون باسمه، ما يؤكد أنه يعيش حالة من التخبط كما عاشت كل الأحزاب التي سبقته حين كانت تمرّ في مرحلة شبيهة".
هل تمرّ مسألة المرقد الديني؟ يجيب سعَيْد بأنه "لا يمكن بناء مشروع سياسي على قاعدة عاطفية فحسب. لا يمكن أن يستثمر "حزب الله" في النجاح التنظيمي والتعبئة الشعبية وحتى السياسية والعسكرية التي لا تُصرف في مشروع داخليّ ولا في الخارج".
مجد بو مجاهد - "النهار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|