الإفطار على التمر.. تقليد رمضاني يجمع بين الروحانية والفوائد الصحية
"صمت مريب"...نائب الحزب : أليست هذه الوظيفة الأساسية للدولة؟
استقبل جمهور المقاومة جثمان الشهيد في بلدات بيت شاما وكفردبش وصولاً إلى مسقط رأسه في بلدة شمسطار بنثر الورود والأرز.
انطلق موكب التشييع تتقدمه الفرق الكشفية وحملة الرايات والصور والأكاليل، حيث جابوا الطريق الرئيس لبلدة شمسطار وسط الهتافات الحسينية وشعارات الموت لأميركا و"إسرائيل" وصولاً إلى الملعب البلدي بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور إبراهيم الموسوي ومسؤول القطاع الثالث وعلماء دين وعوائل الشهداء وفعاليات سياسية وحزبية وبلدية واختيارية واجتماعية.
وألقى النائب إبراهيم الموسوي كلمة أكد فيها أننا اليوم نشيع شهيداً من شهدائنا لنحيي أنفسنا بذكره، مشيراً إلى أننا لا نحيي ذكرى الشهداء، بل نحيي ذكرى الذين قال الله تعالى فيهم "إنهم أحياء عند ربهم يرزقون"، وتساءل الموسوي: "من يحيي ذكرى من؟ ومن يقف لمن؟" وأوضح أن هؤلاء الشهداء الذين قدموا أغلى ما لديهم هم ضمانتنا، هم بوليصة تأميننا الإلهية في الدنيا وفي الآخرة. فهم حفظوا لهذه الأمة عزها ومجدها وكرامتها، وفي الآخرة ضمنوا لها الشفاعة، لأن الشهداء هم شفعاؤنا عند الله تعالى.
وتابع الموسوي قائلاً: "نحيا بهؤلاء الشهداء ونحيي نهجاً عظيماً ممتداً من كربلاء، ليقدم صورة ناصعة عن قيمة إنسانية وأخلاقية ودينية وعقلية وجدانية وعرفانية ونورانية هي الانتصار لسيد الشهداء أبا عبدالله الحسين (ع)."
وأضاف الموسوي: "أيها الشهيد علي رضا الشيخ قاسم غصن، لم تفاجئنا أنك التحق بسرب المجاهدين وبقافلة العاشقين وبسرايا المقدسين، كيف لا؟ وأنت سليل بيت علم ودين، كيف لا يكون الأمر كذلك؟ ووالدك هو الذي دربك ورباك على هذا النهج، وخرّج أجيالاً من المجاهدين والمؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه." وتابع: "نعم، مداد العلماء خير من دماء الشهداء، وهذا المداد العظيم الذي يسيل من نورانية وقدس علم علمائنا هو الذي ينير الدرب أمامنا ويدفعنا إلى مزيد من التضحيات والوفاء والولاء والإباء."
كما أكد الموسوي: "اليوم يخرج من يتحدث عن جدوى المقاومة، ليقول إن سنوات عديدة من المقاومة والجهاد لم تقدم للبنان الحماية والضمانة، ولم تستطع أن تقدم الحماية للبنان. هؤلاء ينكرون دماء شهدائنا وتضحياتنا، هؤلاء ينكرون سنين مديدة من معادلة الردع والقوة التي ما استطاع العدو الصهيوني أن يخترق سيادتنا الوطنية فيها. تذكرون وما زلنا نذكر أن دماء شهدائنا هي التي وطدت أركان الحماية والسيادة والعزة لهذا الوطن، وأنه لولاهم لما استطاع لبنان أن يعيش مواسم العزة والكرامة والتحرير. ماذا عن انتصار تموز 1993؟ ماذا عن الانتصار في عدوان نيسان 1996؟ ماذا عن التحرير الكبير وعيد التحرير الذي أعلنته الدولة عيدًا رسميًا في الخامس والعشرين من أيار؟ أينكرون كل ذلك؟ ونحن الذي شهدناه وشهدته معنا الأجيال. كيف يستقيم ذلك؟ وأين هم من النصر الإلهي في العام 2006 حيث اعترف العدو ومعه العالم أجمع بهزيمة الصهاينة؟"
وتابع الموسوي: "اليوم يخوض البعض معركة غسيل للأدمغة وتضليل للعقول والأجيال القادمة، ونحن نقول لهم: نحن الأوفياء للمقاومة ودماء الشهداء، لن نقبل أبداً بهذا التضليل وسنرفضه وسنحمل دماء شهدائنا كما أوصانا سيد شهداء الأمة (عليه السلام) الذي سمعتموه بآذانكم وسمعتموه بأرواحكم حينما قال: غدًا حينما نستشهد، ستحملون وهج دمائنا وتضحياتنا لتنقلوها إلى الأجيال المقبلة، وهي مسؤولية علينا جميعًا كبارًا وصغارًا."
وأكد الموسوي قائلاً: "كلما ارتقى لنا شهيدًا ثقلت المسؤولية علينا، لأن كل شهيد يسقط هو حجة إضافية على أن درب الجهاد والمقاومة هو الدرب الناجع الذي يجلب العزة والكرامة. ونحن سنبقى في هذا الميدان، في ميدان المقاومة، ونحن نعطي الفرصة تلو الفرصة. هم يتحدثون عن الدبلوماسية ونحن نعطي الفرصة، شعبنا يعطي الفرصة، ناسنا يعطون الفرصة، نساؤنا يعطين الفرصة لهذه الدولة لتقوم بواجباتها. قبل أيام كان هناك غارة وشهيدين في جنتا، وأمس غارة في الهرمل وقبلها في الهرمل، وارتقى لنا شهداء. واليوم نقف لنتحدث عن شهيد من شهدائنا قضى على الثغور في دير ميماس، كان مفقود الأثر لثلاثة أشهر، يذهب من شمسطار إلى أقصى حدود الوطن من أجل أن يحفظ له كرامة وعزة وقيامة واستقلالًا ومجدًا وتحريرًا."
وأضاف: "لا يضيرنا أبداً أن ينكر من ينكر، لأن أجيالنا تربت على هذا النهج، تربت على هذه المقاومة."
وختم النائب إبراهيم الموسوي كلمته قائلاً: "هناك صمت مريب من جانب السلطة الرسمية التي نريد أن ندعمها ونقف وراءها. نريدها أن تأخذ مواقف تليق بدماء شهدائنا وتضحيات أبنائنا وأهلنا. هذه السلطة مطالبة بأضعف الإيمان أن ترفع الصوت وتدين، أن ترفع الشكاوى لمجلس الأمن والأمم المتحدة، وأن تأمر الجيش بالدفاع عن أبناء الوطن والدفاع عن سيادة الوطن وحماية الوطن. أليست هذه الوظيفة الأساسية للدولة؟ وعلى السلطة أن تدافع عن الناس. أما إذا تركتهم لقدرهم دون حماية وهي أوجب الواجبات، فساعة إذن يكون للناس وللشعب، الشعب الذي هو مصدر السلطات ومصدر الشرعية، له الحق أن يدافع عن نفسه. إذا لم تدافع الدولة عن ناسها، فللناس كل الحق أن يدافعوا عن أنفسهم، لا أن يتركوا في الخطر وفي العراء، وقد أثبت أهلنا، أثبتت نساؤنا ومنهن تلك المرأة العظيمة التي وقفت في مقابل الميركافا، كما أهلنا الذين فتحوا الطريق للجيش والمقاومة وكل الناس وأكملوا مسيرة التحرير دون أن ينتظروا أحدًا، أنهم أهلٌ لحفظ هذه الأمانة."
واختتمت الكلمة بتأكيد النائب الموسوي أن "الشهداء والقادة، عهدنا أن نبقى دائمًا على العهد، سنبقى دائمًا على خط الولاء والوفاء والإباء الممتد من هنا إلى كربلاء."
وفي الختام، ألقى الشيخ عباس غضن كلمة باسم العائلة، أكد فيها على المضي في نهج المقاومة والثبات عليه مهما عظمت التضحيات، وأمَّ الصلاة على الجثمان الطاهر. تم دفن الشهيد في الثرى إلى جانب من سبقه في رحلة الجهاد والشهادة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|