تقرير أميركي يؤكد: الهجوم الإسرائيلي على إيران سيكون خطأً فادحاً
مستقبل التحالف الأوروبي-الأمريكي "على المحك" بعد لقاء البيت الأبيض "الصادم"
أثار اللقاء العاصف في المكتب البيضاوي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ردود فعل واسعة داخل الأوساط السياسية الأمريكية، حيث تصاعد الجدل داخل الكونغرس بين المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين، وحتى بين الجمهوريين أنفسهم، الذين انقسموا بين مؤيد لموقف ترامب وبين معارض يرى أن اللقاء قد يهدد الأمن القومي الأمريكي بسبب تزايد احتمالات القطيعة بين واشنطن وكييف.
وأجمع الجمهوريون، من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، على دعمهم للرئيس ترامب في السجال الذي دار بينه وبين زيلينسكي، مشددين على أن الرئيس الأوكراني كان من المفترض أن يُظهر امتنانًا أكبر للولايات المتحدة، التي قدّمت دعمًا غير محدود لكييف خلال الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وأعاد المشرعون الجمهوريون التذكير بسلسلة القرارات التي اتُّخذت بالشراكة مع الديمقراطيين لتقديم الدعم المالي والعسكري والدبلوماسي لأوكرانيا.
كما أكد بعضهم أن كييف ما كانت لتصمد أمام القوات الروسية لأكثر من أسبوعين لولا دعم الولايات المتحدة المستمر.
السيناتور الجمهوري البارز والمقرّب من ترامب، ليندسي غراهام، وصف تصرفات زيلينسكي خلال اللقاء بأنها "قلة احترام"، مشيرًا إلى أنه لا يرى إمكانية للتعاون المستقبلي بين الولايات المتحدة والرئيس الأوكراني.
وأضاف غراهام أن زيلينسكي إما أن يستقيل ويفتح المجال أمام رئيس جديد يمكن التوصل معه إلى اتفاق، أو أن يغير نهجه بالكامل.
من جانبه، قال السيناتور الجمهوري بيل هيغارتي إن الفارق بين الإدارتين الأمريكية السابقة والحالية كان واضحًا خلال اللقاء، مشددًا على أن أحدًا لن يستطيع استغلال الولايات المتحدة بعد الآن، ومشيدًا بموقف ترامب الحازم.
كما تكررت هذه المواقف داخل مجلس النواب، حيث اعتبر العديد من الجمهوريين أن زيلينسكي لم يُظهر الاحترام الكافي خلال اللقاء، مما قد يعرض جهود الولايات المتحدة خلال السنوات الثلاث الماضية للخطر. وفي هذا السياق، قال النائب الجمهوري رالف نورمان: "هذه هي القيادة القوية التي تضع مصالح الأمريكيين أولًا. شكرًا للرئيس ترامب ونائبه فانس على موقفهما الحازم خلال الاجتماع بالرئيس الأوكراني".
الديمقراطيون غاضبون من ترامب
على الجانب الآخر، انتقد الديمقراطيون بشدة تصرفات الرئيس ترامب، معتبرين أنها تعكس فشلًا في القيادة الأمريكية. وقال رئيس الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفري، إن ما حدث في المكتب البيضاوي كان "محزنًا ومخجلًا"، معتبرًا أن التقليل من شأن الحلفاء الأمريكيين يصب في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يواصل انتهاكاته ضد الشعب الأوكراني.
كما أعرب النائب الديمقراطي غريغوري ميكس عن استيائه من موقف ترامب، معتبرًا أن ما قام به الرئيس الأمريكي ونائبه لم يسهم في تعزيز مصالح الولايات المتحدة أو في تحقيق سلام عادل ومستدام في أوكرانيا.
مستقبل العلاقة الأمريكية الأوربية بعد اللقاء
لم يقتصر الجدل السياسي على الولايات المتحدة، بل أثار اللقاء تساؤلات حول مستقبل التحالف الأمريكي-الأوربي، خاصة بعد التباين الواضح في مواقف الطرفين خلال الساعات التي أعقبت اجتماع البيت الأبيض.
وعلى عكس الموقف الأمريكي المنقسم، أبدى القادة الأوروبيون من باريس إلى لندن ومدريد وبرلين دعمًا واضحًا للرئيس الأوكراني، محذرين من أي رهان على اتفاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استنادًا إلى التجارب السابقة.
وفي اليوم التالي للقاء، استُقبل زيلينسكي بحفاوة في بريطانيا من قبل رئيس الوزراء كير ستارمر، الذي أعلن عن قرض ضخم بقيمة ثلاثة مليارات دولار لدعم أوكرانيا. كما دعا 12 من قادة الدول الأوروبية إلى قمة طارئة في لندن لمناقشة تداعيات موقف إدارة ترامب والتطورات الأخيرة في المفاوضات بين واشنطن وموسكو، والتي تجري في غياب الطرفين الأوروبي والأوكراني.
هذا الدعم الأوروبي المتجدد جاء أيضًا عقب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن، حيث ناقشا مع ترامب مستقبل أمن أوروبا وإمكانية إنهاء الحرب الأوكرانية، وسط مخاوف من عدم تقديم واشنطن ضمانات أمنية لكييف.
على الرغم من الانقسامات، هناك إجماع أمريكي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي على ضرورة استئناف الحوار بين واشنطن وكييف، باعتباره السبيل الوحيد للوصول إلى تفاهمات وتحقيق سلام مستدام يضمن الأمن لأوكرانيا.
ويرى المشرعون الأمريكيون أن توقيع اتفاق حول المعادن النادرة قد يكون مفتاحًا لضمان استمرار التعاون بين البلدين، حيث سيسمح بتأمين مصالح اقتصادية مشتركة، إلى جانب تقديم ضمانات أمنية تمنع تكرار العدوان الروسي على أوكرانيا، بسبب تواجد المصالح والمؤسسات الأمريكية على أراضيها.
أما الأوروبيون، فيتمسكون بضرورة استئناف الحوار بين ترامب وزيلينسكي بأسرع وقت ممكن، مع احترام متبادل بين الطرفين، لضمان استمرار التحالف الغربي.
من جانبه، أكد الرئيس ترامب أنه لا يزال يبقي جميع الخيارات مفتوحة بشأن مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا، بما في ذلك احتمال وقف المشاريع الأمريكية في كييف ووقف إرسال المساعدات العسكرية. كما شدد على أن الرئيس الأوكراني لن يكون مرحبًا به في البيت الأبيض إلا إذا أظهر استعدادًا حقيقيًا لتحقيق السلام والانخراط في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|