كرامي: أشدّ على أيدي العناصر في الأجهزة الأمنية الذين انتشروا في طرابلس
وريث نصرالله… وضربةٌ جديدة
لم يُشعِل ظهور الشيخ نعيم قاسم، عبر الشاشة، جمهور مدينة كميل شمعون الرياضيّة. من أشعله، فعلاً، كان ظهور مرافق السيّد حسن نصرالله، المعروف بإسم "أبو علي جواد".
لم يملأ أحدٌ، ولن، الفراغ الذي تركه نصرالله. هو الساحر، وما من سحرٍ بعده. وهو المحور، وما من محورٍ بعده. لم يكن توريث نصرالله مطروحاً بجديّةٍ يوماً. ومع ذلك، كان السيّد هاشم صفيّ الدين الوريث الطبيعي الذي يشبهه، من دون أن يكون نسخةً عنه. لا أحد مثله.
ومع استشهاد الرجلَين، وما أصاب حزب الله، فقدت قيادته عنصر جذبٍ كبير، فما عادت تُنتظر إطلالات الأمين العام، ولم تحتلّ مقاطع من هذه الإطلالات مواقع التواصل الاجتماعي. حتى على هذه المواقع، يبقى نصرالله حاضراً: صورته، صوته، سيرته ومساره. لا وجود لنعيم قاسم. لا وجود لأيّ مسؤولٍ في حزب الله لا يرتبط مباشرةً بنصرالله، مثل أولاده أو مرافقه الذي كان ظلّه، ومع ذلك نجا، فبات يقبل عليه المناصرون للمسه وتقبيله.
ليس ما سبق تفصيلاً. وهذه مسألة قد تصحّ أيضاً عند طرح توريث الزعماء الاستثنائيّين، فما قبلهم ليس كما بعدهم، غالباً، فكيف إذا كان الأمر يتعلّق بنصرالله الذي فُقد في لحظةٍ كان جمهوره بأمسّ الحاجة إليه ليخبره عن انتصارٍ لن يقتنع أحدٌ به إن لم يكن هو قائله.
ومن المؤكّد أنّ مُصاب الحزب سيُضعف دوره السياسي، وهو ما ظهر واضحاً في الانتخابات الرئاسيّة وفي تسمية رئيس الحكومة وتشكيلها، ولكنّ هذا المُصاب سيزيد من التفاف جمهوره حوله، وهو ما ستثبته الانتخابات النيابيّة التي سيحوّلها حزب الله إلى معركة وجودٍ لشيعة لبنان. في حين سيحتاج الشيعة المعارضون لـ "الثنائي" الى دعمٍ وتحالفات، وتضحيات من الحلفاء.
في المقابل، قد يكون حزب الله أمام مُصابٍ آخر لا يقلّ تأثيراً عن خسارة أمينه العام التاريخي، وهو توجيه ضربة لإيران، والعمل على إسقاط نظامها الحالي، ما سيؤدّي الى قطع العلاقة تماماً بين الحزب ومرجعيّته، دينيّاً وعسكريّاً وسياسيّاً وماديّاً.
إن حصل ذلك، سيواجه حزب الله أزمة إعادة الإعمار وعدم دفع التعويضات وتجميد الرواتب وضياع أموال القرض الحسن وتوقّف تمويل مؤسّساته الإعلاميّة، وستظهر صراعاته الداخليّة الى العلن، وقد تأخذ شكلاً دمويّاً في ظلّ وجود السلاح الصغير والمتوسّط. حينها، لن تنفع فيديوهات السيّد ولا لمس وتقبيل أبو علي جواد…
وهذه كلّها تحتاج الى بحثٍ هادئ، لدى حزب الله ولدى خصومه في آنٍ معاً.
داني حداد-mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|