الحياد أمر واقع بقرار رسمي.. وما امام المعترضين الا التأقلم!
في عظته في قداس الاحد امس، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "لقد سُرّ المجتمع اللبنانيّ بحصول حكومة الرئيس نوّاف سلام الثقة بخمسة وتسعين صوتًا، وهي صورة ثقة اللبنانيّين والدول، بالإضافة إلى ثقتهم بشخص رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون. وها هما أمام واجب تثمير هذه الثقة بالإصلاحات، وإعادة الإعمار، والنهوض الإقتصاديّ، وترميم المؤسّسات العامّة من الداخل، وقيام الدولة ومؤسّساتها، وإجراء المصالحة بين اللبنانيّين على أساس الإنتماء إلى وطن واحد، والمساواة بينهم جميعًا، بحيث يكون "لبنان وطنًا نهائيًّا لجميع أبنائه" كما تنصّ المادّة الأولى (أ) من مقدّمة الدستور، على أن يكون ولاء جميع اللبنانيّين لهذا الوطن الواحد. وبعد ذلك السير نحو إعلان الحياد الإيجابيّ بجميع مفاهيمه. وتجدر الإشارة إلى أنّ الحياد لا يعني الإستقالة من "الجامعة العربيّة"، ومن "منظّمة المؤتمر الإسلاميّ"، ومن "منظّمة الأمم المتّحدة"، بل يعدل دور لبنان ويفعّله في كلّ هذه المؤسّسات وفي سواها، ويجعله شريكًا في إيجاد الحلول عوض أن يبقى ضحيّة الخلافات والصراعات".
لكن وفي خطوة لا يقوم بها للمرة الاولى بل دأب عليها في الفترة الأخيرة، قرر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، الرد على سيد بكركي، من دون ان يسميه. وتحديدا في مسألة الحياد. فقال في بيان: لا بد من تكوين سياسات وطنية تحفظ هذا البلد المطوق بالمخالب الخارجية، وهنا يجب الإنحياز للبنان ولا حياد بالمصالح الوطنية وهذه حقيقة دولية وإقليمية ولسنا بالمريخ، والمواقف المعلنة للنهوض بالبلد مهمة لكّنها لا تفي بواقع النهوض الوطني إلا عبر سياسات ضامنة على الأرض، وتاريخ لبنان معقّد.
الجدير ذكره، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية"، هو اولا ان الراعي حدد جيدا في كلمته معنى الحياد وفصّله، وثانيا، ان الحياد ورد في البيان الوزاري لحكومة نواف سلام والتي يشارك فيها نواب حركة امل وحزب الله ومنحها الثقة أيضا نواب الثنائي. على اي حال، هذا الحياد تحدث عنه بشكل او بآخر رئيس الجمهورية ايضا حين قال امام وفد ايراني ان اللبنانيين تعبوا من حروب الاخرين على ارضهم. وفق المصادر، رفض هذا المطلب من قبل اليوم، صار فقط للحرتقة السياسية لا اكثر، فهؤلاء يعرفون ان الحياد الايجابي ليس عزل لبنان عن النزاع العربي الإسرائيلي بل يعني عدم استخدام لبنان كمشاع يستخدمه البعض تحت عنوان نصرة هذه القضية او تلك، ويعني اعتماد الطرق التي يتفق عليها كل العرب او معظمهم لمساندة هذه القضية او مواجهة تلك. اما تحميل لبنان وحده كلفة دعم فلسطين او غزة او القدس او سواها، فبات من الماضي وانتهى بعد حرب الاسناد وخرابها، وسيتم من الان فصاعدا "تحييد" لبنان وحمايته من هكذا مغامرات، بقرار رسمي حازم، شاء من شاء وأبى من أبى، وليس على المعترضين الا الاعتياد على هذه الفكرة، تختم المصادر.
المركزية - لارا يزبك
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|