عن تزامن موقفي ولايتي وبري مع زيارة عون للسعودية.. ما القصة؟
وقت كان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون يُستقبل في المملكة العربية السعودية ، رئيسا للبنان مُرحباً به، وعلى وقع بيان مشترك صدر اثر محادثات وخلوة جمعت عون وولي العهد الأمير محمد بن سلمان اكد أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وبسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والتأكيد على الدور الوطني للجيش اللبناني، وأهمية دعمه، في هذا التوقيت بالذات، اطلّ مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، ليعلن بـ "وقاحة" أن "حزب الله سيواصل مسيرة المقاومة بقوة، لأن غالبية الشعب اللبناني تدعمه وستقف معه".
ومن دون الاسترسال في تفاصيل تنبوءاته لمستقبل سوريا الذي رسمه سوداوياً، وحصر النقاش في ملف لبنان حصراً، تقول مصادر سيادية لـ" المركزية" ان مستشار المرشد يبدو إما فاتته التطورات الدراماتيكية التي قلبت المقاييس وموازين القوى رأساً على عقب من لبنان الى سوريا ومجمل عواصم نفوذ طهران، او انه يحاول التنكّر لهذا الواقع واطلاق مواقف ولّى زمانها سعياً لإعادة تعويم دور طهران في المنطقة، على رغم يقينه ان لا عودة الى الوراء، واليوم اكثر من اي يوم مضى، بفعل وجود دونالد ترامب في البيت الابيض.
وتقول المصادر ان الوفد الايراني الذي شارك في تشييع اميني عام حزب الله السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين وحينما زار رئيس الجمهورية اللبنانية، وضم رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي، والسفير الإيراني مجتبى أماني، سمع كلاماً يوصّف بالقاسي من عون لجهة عدم تدخل اي طرف خارجي في شؤون لبنان الداخلية وقال ما حرفيته إن "لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه". ووجه حديثه للوفد الإيراني: "أوافقكم الرأي بعدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأفضل مواجهة لأي خسارة أو عدوان هي وحدة اللبنانيين".
والى كلام الرئيس، تشير المصادر الى ان حزب الله الذي وافق من خلال وزرائه في الحكومة ونوابه في المجلس النيابي على البيان الوزاري بمضمونه المنبثق من خطاب القسم الرئاسي والمؤكد على حصر السلاح بيد الشرعية ، كما على تطبيق القرار 1701 من ضمن اتفاق الهدنة الذي ابرم مع الدولة العبرية يُدرك ان كلام ولايتي لن يجد من يترجمه عملياً ، وان الرهان على استمرار مسيرة المقاومة للحزب اضغاث احلام ليس الا، ما دام الجيش يطبق القرارات الدولية ذات الصلة والعهد ينطلق في مسيرة اعادة بناء الدولة والجيش القوي، وليس البيان المشترك اللبناني- السعودي اليوم سوى الدليل الى هذه الانطلاقة وقد خصص فقرة منه للتأكيد على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
كلام ولايتي لم يكن يتيما، تضيف المصادر، مشيرة الى موقف مستغرب اطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري بذاته اليوم في حديث صحافي اذا اعلن أن لبنان لن يقبل أي محاولات لمقايضة المساعدات بشروط سياسية أو عسكرية، سواء أكانت متعلقة بسلاح المقاومة شمال الليطاني أو غيره من الملفات الداخلية، موضحاً أن إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي يجب أن يكون أولوية وطنية. وتسأل اليس الرئيس بري من وافق على اتفاق الهدنة والقرار 1701 لوقف اطلاق النار ؟ الا يدرك ان القرار 1701 ينص على حصر السلاح بيد الدولة تماما كما اتفاق الطائف؟ فلماذا هذه الاستفاقة المتأخرة اليوم؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات تزامناً مع زيارة الرئيس عون الى المملكة العربية السعودية المأمول منها ان تسهم بفاعلية في مساعدة لبنان على النهوض من كبوته؟ وهل وراء الاكّمة ما وراءها ، بعدما شعر المحور الممانع ان هامش المراوغة انتهى وزمن الجدّ بدأ بقوة؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|