عندما يتكلم لبنان باسم العرب
كلمة الرئيس عون أزعجت الحزب وجمهوره، فما اعتادوا يومًا أن يسمعوا رئيسًا ينطق بالحقيقة التي لا تحتمل النقاش، لكنها تركت ارتياحًا لدى أصحاب القضية وأهل الأرض.
كتبت ريمان ضو لـ”هنا لبنان”:
منذ زمن، واجتماعات جامعة الدول العربية لا تجد لها مهتمّين في الشارع العربي، وكلمات الرؤساء والقادة لا تصل الى مسامع الشعوب، فباتت هذه الاجتماعات لزوم ما لا يلزم، واصبحت الجامعة جسدًا بلا روح.
حمل العرب لواء القضية الفلسطينية منذ زمن، وتوافقوا على مبادرة سلام في بيروت عام 2002 بقيت حبرًا على ورق، فيما استغلت دول ومنظمات “فلسطين” لإيجاد لها موطئ قدم في الشرق الاوسط والعالم، وتناور وتفاوض وتبيع وتشتري على الاراضي العربية وتحديدًا اللبنانية، فدفع لبنان للأسف الثمن الاكبر منذ العام 1975 وحتى اليوم.
في القمّة الطارئة التي عُقدت في القاهرة، انكسرت نمطيّة اجتماعات الجامعة، نطق رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون في اوّل إطلالة له في محفل عربي ودولي، بما عجز القادة العرب عن نطقِه منذ سنوات.
بصدق وشفافيّة، تكلم عون بلسان كل اللبنانيين بل لسان الشارع العربي الذي ينظر الى أحقّية القضية الفلسطينية، ونبْلها، ولكن ليس على حساب تمزيق الشعوب وتدمير البلدان واحتلال عواصم.
وشعار تحرير فلسطين الذي رفعته إيران وحلفاؤها، وبسطت نفوذها تحت هذا العنوان في العواصم العربية التي كانت تتفاخر بالسيطرة عليها، أسقطه عون بالتأكيد أنّه عندما تُحتل بيروت او تُدمر دمشق او تُهدد عمان او تَئن بغداد او تَسقط صنعاء يستحيل ان يدعي انّ هذا لنصرة فلسطين.
كسَر عون الصورة التي علقت في أذهان العرب في السنوات الاخيرة، بهيمنة إيران وحزب الله على قرار الدولة اللبنانية، وحرّر لبنان والشعب اللبناني من هذه الصورة التي أرهقته، وقطع في الوقت نفسِه الطريق على كل الاتهامات للبنان بالسّير بمسار التطبيع، محدّدًا الإطار بأنّ لا سلام من دون دولة فلسطينية ومن دون تحرير آخر شبر من حدود أرضنا المعترف بها دوليًّا وأمميّا. أمّا الدفاع عن الارض وتحريرها، فيكون من خلال بلداننا العربية القوية، والانفتاح على العالم، والتفاعل مع مراكز القرار، ولا تكون مستباحةً لحروب الآخرين ولا مقرًّا أو ممرًّا لسياسات النفوذ الخارجية.
وتعهّد عون امام العرب، أن الدولة وحدها، القادرة والقوية هي التي تحرّر الارض، ليستكمل ما بدأه مع الوفد اللبناني بإدخال بند ضرورة انسحاب إسرائيل واستعادة الاسرى في الفقرة المتعلقة بلبنان، مستعيرًا من الامين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله عبارة “نحن قوم لا ننسى أسرانا” كأبلغ ردّ أن الدولة وحدها ستحرّر الاسرى.
كلمة عون أزعجت حزب الله وجمهوره، فما اعتاد يومًا أن يسمع رئيسًا ينطق بالحقيقة التي لا تحتمل النّقاش، لكنها تركت ارتياحًا لدى أصحاب القضية وأهل الارض، وأثلجت قلوب الفلسطينيين في لبنان وغزّة، لما تضمّنته من توصيف دقيق لقضية العرب المركزية، فلسطين، التي عُقدت القمّة تحت عنوانها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|