"لبنان ليس مفلساً"... عون: لا يمكن محاربة الفساد بدون قضاء نزيه
بين "الانتصار" و"الجرح"… كيف نتفاهم مع "الحزب"؟
بات واضحاً أنّ حزب الله اختار شعارَين متناقضَين لهذه المرحلة. الأول، الحزب المنتصر، وفيه يحاكي جمهوره الذي صُدم بنتائج الحرب وما تبعها، تحفيزاً له على مواصلة إيمانه بقدرات الحزب. والثاني، الطائفة الجريحة، ويسعى عبر هذا الشعار الى محاكاة الآخرين حفاظاً على مكاسب وسعياً إلى تعويضات.
في شعارَي حزب الله ادّعاءٌ في غير محلّه. الحزب لم ينتصر. عشرات الأدلّة الواضحة تثبت ذلك. والطائفة لم تُجرَح، بل أنّ ما حصل، على فظاعته، فرصة لعودة بعض من في هذه الطائفة الى رشدهم السياسي، ليدركوا أنّ منها خرج كبارٌ في السياسة والعلم والأدب والدين، قبل أن يصبح واجهتها شتّامون وقبضايات عبر "تيك توك"!
لكنّ التعاطي مع حزب الله يستوجب نقاشاً هادئاً، من دون رؤوسٍ حامية وعقولٍ ثأريّة. مهاجمة الحزب، من قبل خصومه، تفيده اليوم. الصمت على التعدّيات الإسرائيليّة وعلى وقاحة المستوطنين الذين دخلوا إلى الأراضي اللبنانيّة يفيده أيضاً. يبحث الحزب عن سجالٍ. يفتّش عن خلافٍ لتجييش جمهوره الذي يعاني من كبتٍ غير مسبوق، باحثاً عن ساحةٍ ليهتف فيها "شيعة شيعة"، أو عن طريقٍ ليقفله بالإطارات المشتعلة، أو عن فمٍ ليكتمه…
هل يعني ذلك مراعاة حزب الله وفتح صفحة جديدة، وإتمام المصالحة معه، متناسين ما كان وما ارتُكب؟ لا، بالتأكيد. المطلوب دعم الدولة في ما تقوم به. هي خرجت منتصرة من قرار منع الطائرات الإيرانيّة الهبوط في المطار. وهي تحقّق نقلةً نوعيّة في مسألة ضبط المرافق البحريّة والجويّة. كما أنّ قيادة حزب الله الجديدة تفقد، شيئاً فشيئاً، قدرتها على التأثير على القاعدة وما عادت إطلالات الأمين العام تغري المتابع. لا بل أنّ تشييع السيّد حسن نصرالله شكّل خاتمةً لمرحلةٍ كان فيها نجم مواقع التواصل الاجتماعي، منذ استشهاده، عبر استذكاره بالفيديوهات والأناشيد والروايات عن إطلالةٍ قريبةٍ له!
ليس المطلوب رجم الحزب، ولا مدّ اليد، عشوائيّاً له. في الأولى نخدمه، وفي الثانية نكذب عليه. المطلوب هو تعزيز حضور الدولة، عبر تعييناتٍ أمنيّة وقضائيّة توصل من يملك القدرة على إقفال الخطّ في وجه أيّ سياسيٍّ يسعى الى تجاوز القوانين. والمطلوب تمدّد الدولة حيث نفوذ حزب الله، تحقيقاً للمساواة بين المناطق والطوائف، في تطبيق القوانين وتحقيق العدالة.
والمطلوب، خصوصاً، ألا تشعر أيّ طائفةٍ بأنّها جريحة، تماماً كما لا يجوز بعد أن تشعر طائفة بفائض قوّة.
لا للطوائف الجريحة، ولا للانتصارات الوهميّة. نعم لانتصار الدولة.
داني حداد-mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|