محليات

هل يمضي اللبنانيون ليلة 29 تشرين الثاني في الملاجىء وما علاقة أميركا وإيران بذلك؟؟؟...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على مسافة أقلّ من أسبوع، من بَدْء "مونديال 2022"، يتحضّر اللبنانيون وبعض سكان الأرض للحدث الرياضي، على مستويَيْن. أوّلهما ما يصحّ التعبير عنه بالعاميّة اللبنانية:"عالم مهتمّة بكاس العالم"، على طريقة "وما أفضا بِيلا (من البال)"، وثانيهما هم من لا مجال لديهم سوى التفكير بحَجْم المشاكل والتحدّيات اليوميّة، والتي قد لا تسمح لهم بالانتباه الى ما قد يتسبّب بسقوطهم على الأرض التي يمشون عليها.

في أي حال، يتحمّس المتحمّسون لعالم مُركَّب إسمه "مونديال 2022"، دُفِعت أثمان استضافته، ولا تزال تُدفَع المليارات بهدف شراء نجاحه، ولو بأي ثمن. أما اللبنانيون، فما عليهم سوى التحضُّر ليوم 29 الجاري، وهو موعد المُنازَلَة "المونديالية" الكبرى، بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.

صحيح أن لبنان ليس إيران، ولا هو الولايات المتحدة. وصحيح أن لا واشنطن، ولا طهران، تتمتّعان بتاريج "مجيد" تماماً، في عالم رياضة كرة القدم. ونتذكّر أن فريقَي أميركا وإيران لكرة القدم تواجها سابقاً في "مونديال" عام 1998، في مباراة انتهت لصالح الفريق الإيراني، وبنتيجة 2 (إيران) - 1 (الولايات المتحدة الأميركية) آنذاك، إلا أن حَجْم العقوبات الأميركية على إيران، والصّراعات العالمية على خلفية الملف الإيراني عموماً (من خارج البرنامج النووي حصراً)، زادت كثيراً عمّا كانت عليه قبل 24 عاماً، وهي تُنذِر بمُنازَلَة أميركية - إيرانيّة في "مونديال 2022"، بمفاعيل أقرب الى نهائي يجمع ألمانيا والبرازيل مثلاً، أو ألمانيا والأرجنتين، أو الأرجنتين والبرازيل، أو فرنسا وألمانيا، أو ألمانيا وبريطانيا...

هذا فضلاً عن أن "شماتة" الإيرانيين بانهزام الأميركيين أمامهم، تتضاعف في العادة، نظراً الى أن العقوبات الأميركية على إيران تشمل كل القطاعات فيها، وحتى الرياضة، فيما تجد واشنطن نفسها مهزومة أمام فريق يتحمّل تبعات عقوباتها، على أكثر من صعيد.

صحيح أن هزيمة الولايات المتحدة الأميركية أمام إيران لا تنحصر بـ "مونديال 1998"، إذ خسر الأميركيون أمام الإيرانيين في بطولات أخرى للكرة الطائرة، وللمصارعة الحرّة... إلا أن القلق الكبير هو ممّا يُمكن أن يحصل في لبنان، في 29 الجاري، في ما لو فاز الفريق الإيراني على الأميركي.

هنا، لا بدّ من الإشارة الى أن اللبنانيين، أي شعب "المزاريب لبرّا"، يكونون برازيليين، وأرجنتينيين، وفرنسيين، وإيطاليين (إيطاليا لم تتأهّل لمونديال 2022)، وتشيليين، وفنزويليين، ومكسيكيين، وبرتغاليين، وأميركيين، وكنديين، ويابانيين، وألمان، وإسبان...، وقطبيين شماليين أو جنوبيين، ومن كل جنسيّة يمكن أن تخطر على بال في هذه الأرض، خلال "المونديالات"، وأكثر من أبناء البلدان التي ذكرناها سابقاً. وهذا ما قد يجعلهم "يجعّرون"، و"يُوَلْوِلُون"، ويتضاربون، ويبكون، ويمرضون حتى... في حال فوز هذا الفريق، أو ذاك في أي نسخة "مونديالية"، وذلك أكثر من أبناء البلد الخاسر أنفسهم. وقد نجدهم يحتفلون بفوزه، أكثر من أبناء بلده أيضاً.

كما أن عدداً لا بأس به من اللبنانيين يُصبح إيرانياً، أو خليجياً،... في التشجيع "المونديالي"، لأسباب إيديولوجية، حتى ولو كان الفارق شاسعاً في مستوى الكرة التي تقدّمها فِرَق تلك الدول بالمقارنة مع فرق دول أخرى، وحتى لو كانت المُنازَلَة "المونديالية" برازيلية - إيرانيّة مثلاً، أو ألمانيّة - خليجية...

وأمام هذا الواقع، قد لا نجد اهتماماً في الداخل الإيراني نفسه، بمباراة أميركا - إيران في 29 الجاري، بالقدر الذي قد نلاحظه في لبنان مثلاً، بعد مدّة، وذلك رغم مساعي النّظام الإيراني المُحتَمَلة لاستغلال المُنازَلَة "المونديالية" سياسياً، بهدف تحوير أنظار الإيرانيين عن الاحتجاجات عبر محاولة إثارة المشاعر الوطنية، بواسطة بثّ كل ما يؤجّج الكراهية ضدّ الأميركيين، و"الشماتة" بهم في ما لو خسر فريقهم.

فهذه المحاولات الإيرانية قد تنجح في الداخل الإيراني، وقد لا تنجح أبداً، إذ قد يرتدّ فوز الفريق الإيراني على الأميركي هذه المرّة بمشاكل إضافيّة على النّظام الإيراني، بأشكال عدّة، من بينها احتمال إهداء الانتصار للضحيّة مهسا أميني، ولضحايا الاحتجاجات الذين سقطوا منذ أيلول الفائت، وللمطالبة بمزيد من الحرية في إيران.

هذا فضلاً عن أن انتصار الفريق الإيراني على الأميركي في "مونديال 2022"، قد يشكّل فرصة للمعارضة الإيرانية خارج إيران، لتأجيج مشاعر وطنيّة مُختلفة عن تلك التي قد يحاول النّظام الإيراني نشرها، ولاستثمار هذا الانتصار في الإشارة الى المواهب والقدرات الإيرانية التي حان وقت "تحريرها" من نظام القمع، والإعدامات، والإرهاب، ومن العقوبات التي استجلبها على نفسه، وعلى الإيرانيّين.

وأما نحن في لبنان، وفي حال فوز الفريق الإيراني على الأميركي في 29 الجاري، فإنه قد تُوزَّع البقلاوة، ومختلف أنواع الحلوى في بعض المناطق اللبنانية، "شماتةً بالأعداء". ولكن لا بدّ من التنبّه الى إمكانية اشتعال البلد عموماً بمفاعيل إطلاق الرصاص، وربما باستخدام القذائف الصاروخيّة، على غرار ما حصل خلال الاحتفال بوصول المازوت الإيراني الى لبنان، العام الفائت.

ومن يدري، فقد تُستعمَل بعض الصواريخ، وربما المسيّرات، لإشعال مشاعر الانتقام من الأميركيين، والكره، والحقد تجاههم. وفي تلك الحالة، وفي ظلّ غياب الدولة اللبنانية على المستويات كافّة، قد يكون مفيداً للّبنانيّين أن يتجنّبوا كل ما قد يعرّضهم لضَرَر، ليلة 29 الجاري. وأحد الاحتمالات المُمكِنَة للنّجاح في تحقيق هذا الهدف، هو قضاء تلك اللّيلة في الملاجىء!!!

انطون الفتى - أخبار اليوم

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا