"كلّنا إرادة": السمّ في العسل!
إن سمع أحدنا كلاماً لأحد الأعضاء في جمعيّة "كلّنا إرادة"، أو قرأ بياناً للجمعيّة أو اطّلع على أهدافها المعلنة، لامتلكه شعورٌ من الغبطة، حتى ظنّ أنّ الجمعيّة في طور تحويل البلد الى سويسرا جديدة. ثمّ، فجأة، يتذكّر المقولة الشهيرة: إسمع تفرح، جرّب تحزن.
تركّز الجمعيّة، في خطابها الإعلامي، على عبارات تدغدغ اللبنانيّين الذين عانوا من الفساد المستشري في البلد، حتى بلغنا الانهيار الذي تتشارك جهّات عدّة المسؤوليّة عنه، أوّلها الحكومات المتعاقبة.
تحدّثك الجمعيّة عن الحوكمة الرشيدة، وعن الشفافيّة، والإصلاح، والمحاسبة. وحين تطّلع على سيرة بعض أعضائها وعلى مصادر تمويلها تدرك أنّ هذه العبارات مثل دسّ السمّ في العسل. كلامٌ جميل، ولكنّ الأهداف خبيثة، والهدف السيطرة على مفاصل الاقتصاد والمال، والتأثير في القرار السياسي، عبر خوض الانتخابات النيابيّة الأخيرة والاستعداد لخوض الانتخابات المقبلة، وتقديم الدعم المادي لبعض المرشّحين، في تناقضٍ تامّ مع شعارات الشفافيّة والإصلاح…
من هنا، لا يجدر مقاربة نشاط "كلّنا إرادة" على طريقة هيئات المجتمع المدني التي نشطت في السنوات الأخيرة في لبنان. فهذه الجمعيّة تشكّل خطراً حقيقيّاً على هويّة لبنان الماليّة والاقتصاديّة، ويجب مراقبتها بدقّة، وتبيان مصادر تمويلها وأهدافها المستترة. ومن المؤكّد أنّ القضاء سيكون أمام اختبارٍ جدّي بعد الإخبار الذي قدّمه ثلاثة محامين ضدّ الجمعيّة، لنرى إن كان التمويل يشمل أيضاً القدرة على التأثير على القضاء.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|