الصحافة

على “حجّة” الأحداث السورية… مخطط “خراب” يستهدف طرابلس!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يُحذّر مصدر أمنيّ من انجرار فئات طرابلسيّة وراء الفتنة النّاتجة عن الصراع السوريّ الذي يتخذ صفة طائفية لا تخفى على المدينة التي عانت من الصراع عيْنه خلال الأعوام الماضية باندلاع أكثر من عشرين جولة عنف دموية بيْن جبل محسن وباب التبانة.

ومع أنّ الأزمة السورية منذ العام 2011 كانت جزءاً لا يتجزأ من تلك المعارك التي يرغب البعض في إعادتها إلى الواجهة مجدّداً من باب الفتنة، إلا “أنّ أمن طرابلس اليوم بات على المحكّ، بسبب سوريا أيضاً، وصحيح أنّ الأجهزة الأمنية ستكون حاضرة لخدمة المواطنين، لكنّ لا بدّ للفعاليات والعُقلاء في المدينة من التحرّك ضدّ المخطّط الذي يستهدف وعلى مراحل عاصمة الشمال، وذلك عبر القوى الأمنية أوّلاً، والتي عليها ملاحقة منشورات الفتن التي تُثير البغض، وبتنا نراها كثيراً لتُذكّر بأرشيف الحروب الطائفية بيْن الطرفيْن، وعبر رجال الدّين ثانياً، خصوصاً من المجلس الاسلامي العلويّ، فعاليات الجبل ودار الفتوى شمالاً التي لا يجب أنْ تغيب عن السمع مع رجال الدّين عن التحريض المُقلق.

ويرى المصدر أنّ نزوح آلاف العائلات العلوية إلى عكّار وجبل محسن أخيراً، كان المفتاح الأوّل للحديث عن وقوع فتنة شمالاً خصوصاً مع احتمال فرار العناصر النّظامية معها، أمّا المفتاح الثاني فيكمن في عملية الاعتداء التي طالت أحد القاصرين (عمره 16 عاماً) قرب نادي الضباط في القبّة- البقّار، حيث اتُهم أهالي جبل محسن بضربه لأنّه سوريّ من إدلب المعروفة بمناهضتها للنّظام، وبأنّ عملية الاعتداء جاءت على خلفية الأحداث السوريّة، الأمر الذي هزّ أمن المدينة.

الشاب القاصر الذي ردّد البعض أنّه سوريّ وقيام أهالي جبل محسن بالاعتداء عليه بالسكاكين، اتضح فيما بعد أنّه من العيْرونية (من النّور) وهو مكتوم القيْد، وتعرّض للضرب من أحمد البيطار- من جبل محسن بعد مشكلة يلفت بعض أبناء الجبل إلى أنّها “فردية”، لكنّها كادت تُشعل الفتنة بيْن خطوط التماس المعروفة بحجم خطورتها وتأثيرها، خصوصاً بعد تسبّبها في إطلاق البعض للرصاص غضباً، والذي كان كفيلاً بتحويل طرابلس إلى ساحة حرب حرفياً، لكنّ الأجهزة الأمنية تدخّلت سريعاً وأخمدت النّار التي رفضت اندلاعها فعاليات جبل محسن، التبانة والقبّة التي تواصلت في ما بيْنها، ليقوم في المقابل البيطار وبجهود المجلس الاسلامي العلوي بتسليم نفسه إلى مخابرات الجيش التي نفذت (وما زالت) انتشاراً كبيراً في محيط هذه المناطق، وقطعت “طريق الشمال” وسيرّت دورياتها التي يُخيّل لكلّ من يراها أنّ الحرب عادت إلى ربوع المدينة، كما قامت بعمليات دهم تُضفي بعض الهدوء على هذه المناطق.

مختار جبل محسن عبد اللطيف صالح، يُؤكّد في حديثٍ لـ “لبنان الكبير” أنّ منطقته لن تتبنّى أيّ شخص يُثير الفتنة شمالاً، “ونحمد الله على العقول الحكيمة في الجبل التي رفضت حدوث حرب أو تكرار السيناريوهات الماضية، لأنّ عيشنا المشترك وسلمنا الأهليّ خطّ أحمر يُمنع على أيّ شخص تجاوزه، ونحن نُطالب الأجهزة الأمنية بالضرب بيدّ من حديد ضدّ كلّ متجاوز”.

وعن العائلات النّازحة، يوضح صالح أنّ وقوف أهالي الجبل إلى جانب الفارّين من سوريا (وهم من السوريين واللبنانيين)، ليس مستغرباً “فنحن بيئتهم الحاضنة”، مشدّداً على أنّ “كلّ من استقبلناه كان من العائلات التي نساعدها باللحم الحيّ، فنحن ليست لديْنا مصلحة بتغطية أحد، حتّى أنّه لم يخرج أحد فينا مثلاً للتنديد بما يحدث في سوريا ضدّ طائفتنا بمظاهرات، وقلنا هذا الكلام سابقاً، لأنّنا نريد العيش بسلام في مدينتنا التي نحبّ”. ويشير إلى وجود عقلاء لدى الطرفيْن لمنع حدوث أيّة تعدّيات “لا تُرضي أحداً”.

إلى ذلك، يتوقّع المصدر الأمنيّ عدم توقّف الحوادث “الفتنوية” شمالاً على المدى القريب “فما يحدث يُعدّ مدروساً وقد يدعمه بعض القوى السياسية بعد التغيّرات الاقليمية والسياسية التي ستدفع الى مزيد من الشحن الموجود أساساً بسبب جروحٍ تاريخية يُمكن استغلالها، خصوصاً عبر مواقع التواصل حيث يُدير بعض الموتورين من جبل محسن، باب التبانة والقبّة (حتّى من حسابات وهمية)، معارك لدعم النّظام السابق أو الحاليّ، ولأنّ الشمال يتأثّر حُكماً بسوريا، فإنّه سيُعاني من العدوى الطائفية تلقائياً لا سيما مع فرار العائلات العلوية بكثرة إلى لبنان، خصوصاً إلى عكّار التي تحمّلت الجزء الأكبر عبر المعابر غير الشرعية، من هنا، يُخشى من انتقال المعركة إلى المدينة بعد إطلاق شائعات تُفيد بنزوح عناصر من الفرقة الرابعة والنّظام السابق إلى جبل محسن أو نقل السلاح عبره، ما يرفع من حدّة الغضب ويدفع إلى حدوث اشتباكات، وهذا ما يُريده البعض”.

المعطيات التي نقلها المصدر تُشدّد على وجود يدّ تمسّ بأمن طرابلس في الفترة الأخيرة، ويقول: “أحد سكّان منطقة الريفا (تجمع بيْن سنة وعلويين) من آل د. كان يُريد اقتحام أحد المجمّعات السكنية الذي يقطنه العلويّون (بمعظمهم) وتهديدهم، الأمر الذي دفع سكّان المشروع إلى التواصل مع الجهات الأمنية التي أرسلت تعزيزات عسكرية من الجيش إلى المنطقة حيث انتشر في المكان لمنع أيّة تجاوزات كانت ستدفعهم إلى النّزوح، وهذا يُشير إلى يقظة مخابرات الجيش التي تنتشر مع كلّ ضربة كفّ لتقطع الطرقات عليْها من جهة، وإلى رغبة البعض في إثارة الفتنة بحجّة سوريا من جهةٍ ثانية”.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا