عناصر درزية لحماية المدينة.. اتفاق بين دروز السويداء وإدارة الشرع
"العمشات والحمزات".. نفوذ الفصائل يربك المشهد السوري
في ظل تصاعد التوترات العسكرية في الساحل السوري، تواجه فصائل مسلحة مثل "العمشات" و"الحمزات" اتهامات خطيرة تتعلق بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.
وتُتهم هذه الفصائل، التي تنشط تحت غطاء وزارة الدفاع السورية بعد عملية دمج الفصائل المسلحة، بالتورط في عمليات تهجير قسري، واستيلاء على الممتلكات، وارتكاب مجازر مروعة بحق السكان المحليين.
وتشير تقارير حقوقية وشهادات ميدانية إلى استمرارها في ممارسة الانتهاكات رغم التغييرات الهيكلية المعلنة.
في المقابل، تنفي القيادات العسكرية لهذه الفصائل الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة أنها تعمل تحت توجيهات وزارة الدفاع السورية.
وتسلط هذه القضية الضوء على واقع الفصائل المسلحة في سوريا، ومدى تأثيرها على المشهد الأمني والإنساني، ما يثير تساؤلات حول مستقبل هذه الجماعات ودورها في النزاع المستمر.
وكان وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة أعلن منذ حوالي شهر عن اتفاق لدمج جميع الفصائل المسلحة ضمن وزارة الدفاع السورية، حيث تم تشكيل فرق جديدة وتعيين قادة لها، من بينهم محمد الجاسم "أبو عمشة"، الذي كان قائد الفرقة 25 وأصبح الآن قائداً للفرقة 62.
وقال مصدر سوري متخصص في الشؤون العسكرية، رفض الكشف عن هويته، من المفترض أن يشكل هذا الدمج جيشا موحدا تحت قيادة وزارة الدفاع، لكن مع اندلاع الأحداث الأخيرة في الساحل السوري، شهدت المنطقة دعوات إلى "النفير والجهاد"؛ ما أدى إلى حشد واسع للمقاتلين، بما في ذلك فصائل مسلحة انتقلت إلى الساحل السوري.
وأشار المصدر بشكل خاص إلى بيان المجلس العسكري الذي أصدره العميد غياث دلّا (القيادي في فلول الأسد)، وما تبعه من سيطرة قواته على الأرياف.
وذكر المصدر لـ "إرم نيوز" أنه عقب وصول هذه الفصائل، انتشرت مقاطع مصورة لعناصر أمنية تابعة للقوات السورية تشير إلى أن من ارتكب التجاوزات والانتهاكات الدامية في تلك المناطق هم مقاتلو فصيلي "العمشات" و"الحمزات"، حيث شوهدت أرتال مسلحة تدخل القرى وتمارس أعمال عنف وانتهاكات بحق المدنيين.
وأوضح أن قائد العمشات أصدر بياناً نفى فيه أي مسؤولية عن هذه التجاوزات، مشيراً إلى أن الفصيل التزم بتنفيذ أوامر وزارة الدفاع ولم يتدخل في مدن مثل جبلة أو طرطوس أو بانياس، غير أن البيان ذاته أثار تساؤلات حول التنظيم داخل وزارة الدفاع.
وتابع بالقول إن البيان كشف أن القائد العام للفرقة 62 هو محمد الجاسم "أبو عمشة"، في حين أن القائد العسكري لها هو فهد الجاسم "أبو عمشة"، وهما شقيقان وكانا سابقا يقودان فرقة سليمان شاه، المعروفة باسم "العمشات".
وأشار المصدر إلى أن بيان العمشات أظهر أن عملية الاندماج داخل وزارة الدفاع لم تكن مكتملة، حيث لا تزال الفصائل تحتفظ بتسمياتها السابقة، كما أن هناك فصائل أخرى، مثل حركة نور الدين الزنكي، شاركت في الأحداث بهويتها القديمة.
"العمشات"
تُعرف فرقة سليمان شاه، المعروفة أيضا باسم "العمشات"، كواحد من أبرز الفصائل المسلحة في الشمال السوري، حيث يقودها محمد حسين الجاسم، الشهير بـ "أبو عمشة"، وتتمركز في ناحية شيخ الحديد بعفرين، مع انتشارها في مناطق مختلفة من ريف حلب الشمالي.
ويواجه قادة الفرقة اتهامات متعددة بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد السكان المحليين، تشمل التهجير القسري والاستيلاء على الممتلكات، فضلا عن فرض إتاوات على المدنيين والتدخل في الشؤون الاقتصادية.
كما أشارت تقارير حقوقية إلى أن الفرقة تدير مراكز احتجاز غير قانونية حيث يُمارَس التعذيب بحق المعتقلين.
"الحمزات"
أما فرقة الحمزة، المعروفة باسم "الحمزات"، فهي أحد الفصائل المدعومة من تركيا، ويقودها سيف بولاد "أبو بكر".
تفرض هذه الجماعة المسلحة سيطرتها على عدة مناطق، أبرزها الباب وجرابلس وعفرين، وتلعب دوراً رئيساً في المشهد العسكري داخل الشمال السوري.
وبحسب تقارير حقوقية، فإن الفرقة متورطة في عمليات اختطاف وابتزاز مالي، فضلا عن تنفيذ اغتيالات سياسية، من بينها اغتيال الناشط محمد عبد اللطيف "أبو غنوم" وزوجته في مدينة الباب عام 2022.
كما أُشير إلى ضلوعها في مصادرة ممتلكات المدنيين وفرض إجراءات أمنية قمعية على سكان المناطق التي تسيطر عليها.
انتهاكات موثقة
تجمع التقارير الصادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومنظمات حقوقية دولية على أن فرقتي العمشات والحمزات متورطتان في انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، تشمل الاعتقالات التعسفية، والتهجير القسري، والاستيلاء على الممتلكات الخاصة، إلى جانب إدارة سجون سرية تُمارَس فيها عمليات تعذيب ممنهجة.
ورغم تعدد التقارير التي توثق هذه الانتهاكات، لا تزال الفرقتان تحظيان بنفوذ واسع في مناطق الشمال السوري، وسط استمرار المخاوف من تصاعد الانتهاكات في ظل غياب رقابة دولية فعالة.
وبحسب المصدر، فإن إعلان دمج الفصائل المسلحة ضمن وزارة الدفاع السورية لم يضع حداً لنفوذها، حيث لا تزال هذه الفصائل تعمل تحت مسمياتها السابقة وتحافظ على هياكلها القيادية؛ ما يثير تساؤلات حول مدى نجاح عملية الاندماج.
وأضاف أن هناك احتمالين رئيسَين لهذه التطورات، الأول هو أن القيادة السورية تسعى إلى التخلص من هذه الفصائل عبر زجها في معارك الساحل السوري، والثاني أن هذه الفصائل لطالما كانت على خلاف مع هيئة تحرير الشام، ورأت في أحداث الساحل فرصة سانحة لها لرد الاعتبار، ما قد يؤدي إلى مزيد من التعقيد في المشهد العسكري السوري.
ورغم تزايد التقارير التي توثق انتهاكات العمشات والحمزات، لا تزال هذه الفصائل تحتفظ بسلطتها ونفوذها في الشمال السوري، الأمر الذي يزيد من المخاوف بشأن استمرار الانتهاكات وتصاعد التوترات الأمنية في ظل غياب حلول جذرية لضبط الفصائل المسلحة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|