الرئيس عون يتسلم دعوة للمشاركة في افطار دار طائفة الموحدين الدروز
ما الدور الجديد المرتقب لمظلوم عبدي بعد الاتفاق مع الشرع؟
شكّل الإعلان عن اتفاق بين الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، مساء أمس الاثنين، مفاجأة كبيرة لدى الأوساط السياسية العسكرية؛ ما أثار تساؤلات حول ملامح المرحلة المقبلة في سوريا، ومصير عبدي في التشكيلة الحكومية المرتقبة.
وفي اتفاق، وصفه مراقبون بـ"التاريخي"، وقّع كل من الشرع وعبدي على ثمانية بنود تهدف في مجملها إلى إدماج "قسد" في الدولة السورية، وضمان حقوق أكراد سوريا في الدستور، وإيقاف النار في كافة مناطق البلاد، وتقاسم الثروات.. وغيرها.
ويشير خبراء، استطلع "إرم نيوز" آراءهم بخصوص مصير مظلوم عبدي، إلى أن الاتفاق مهم جدًّا وتزامن مع فترة حساسة تشهدها منطقة الساحل السوري، متفقين على أن عبدي قد يميل للعمل السياسي بعيدًا عن العمل السياسي، ومن المتوقع أن يكون جزءًا مهمًّا في مستقبل سوريا.
عبدي يميل للعمل السياسي
يهدف الاتفاق بين الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا والسلطات الحالية في دمشق إلى إيجاد حلول لملفات عالقة كبرى في سوريا، بحسب خبراء، الذين يؤكدون أن القضية الكردية ستُحل كقضية وطنية سورية، فيما ستتم مناقشة الأمور العسكرية والمدنية بالتفصيل في الأيام المقبلة، عبر لجان مختصة.
ويقول الخبير السياسي طه الحامد، إن "أي اتفاق يمهّد لسلام دائم وعيش مشترك ويضمن حقوق السوريين كمكونات قومية وأفراد، هو الأساس بالنسبة لمناضلي الحركة الوطنية الكردية في روجآفاي كردستان (منطقة شمال شرق سوريا أو غرب كردستان باللغة الكردية)".
ويضيف طه الحامد، لـ"إرم نيوز": "عندما انخرط طالب الهندسة المدنية مصطفى عبدي (الجنرال مظلوم عبدي الحالي) في صفوف حركة التحرر الوطني الكردية، لم يضع بباله ذات يوم أن يعود ويستلم منصبًا ما في وطنه، هو وكل رفاقه الذين تركوا مقاعد الدراسة الجامعية وملذات الحياة، وكان لديهم هدف واحد هو الحرية والعدالة وانتزاع الحقوق القومية للشعب الكردي، وهذا ما سوف يتحقق بفضل الاتفاق التاريخي، والذي يتضمن في متن كل المواد المعلنة ضمانات لذلك".
ويتابع طه: "لمعرفتي بمزايا خاصة بشخصية تتعلق بالجنرال، فقد يميل إلى العمل السياسي أكثر من العمل العسكري. لذا، أعتقد أن الجنرال سيكون له شأن عسكري في البداية، لحين إنجاز المتفق عليه، وبعدها ربما يكون أحد الشخصيات الأساسية في الرئاسة السورية بعد إعادة هيكلة مقام الرئاسة وتوزيع الصلاحيات على الأطراف في دولة ستكون لا مركزية من كل بد".
رجل الوساطات الأمنية والتفاوض
ومع أن من أكثر القضايا الإشكالية لدى أكراد سوريا، هو ملف اللاجئين والنازحين الأكراد السوريين في عفرين وسري كانية (رأس العين)، حيث أشار مراقبون إلى أنه تم تضمين هذه الملفات بين سطور الاتفاقية، إلا أن خبراء يشيرون إلى أن عبدي سيكون له دور كبير في مسألة التفاوض والوساطات الأمنية مستقبلاً.
ويقول الدكتور ماهر التمران، ممثل "التحالف السوري الوطني"، إن "التساؤلات حول مستقبل عبدي باتت محورية، بالنظر إلى دوره البارز في قيادة قسد وإدارته علاقات معقدة مع القوى الدولية، ومن المستبعد أن يُترك خارج المشهد السياسي أو العسكري في المرحلة المقبلة".
ويضيف ماهر التمران لـ"إرم نيوز": "قد يكون أحد السيناريوهات المرجحة هو تعيينه في منصب عسكري رفيع داخل الجيش السوري، مثل نائب رئيس الأركان لشؤون المناطق الشمالية، أو قائد فيلق يضم القوات المدمجة من قسد، كما أن دوره في ضمان استمرارية التنسيق مع القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، قد يمنحه مساحة أوسع في ملف العلاقات الخارجية أو الوساطات الأمنية".
ويؤكد التمران: "سياسياً، من المحتمل أن يكون عبدي جزءًا من أي إطار تفاوضي حول مستقبل الأكراد في سوريا، وربما يحصل على دور داخل المؤسسات التي ستنشأ ضمن التفاهمات الجديدة بعد صدور دستور متفق عليه، سواء في البرلمان أو في منصب استشاري رفيع، إلا أن التحدي الرئيس يبقى في كيفية موازنته علاقاته السابقة مع واشنطن بموقعه الجديد داخل الدولة السورية وترتيب البيت الداخلي الكردي".
ممثلاً لتيار سياسي
تأسست قوات سوريا الديمقراطية في عام 2015 بهدف محاربة تنظيم "داعش"، في شمال سوريا، وتقول مصادر في "قسد" إنها دفعت أكثر من 15 ألف قتيل خلال المعارك مع التنظيم من جهة، والهجمات التركية من جهة أخرى.
ويقول الخبير السياسي رستم محمود، إن "مظلوم عبدي باعتباره أحد مؤسسي المرحلة الانتقالية ومعترف به من قبل الإدارة السورية، من المفترض أن يكون جزءًا من القيادة العسكرية ولا سيما بعد أحداث الساحل، مع ضرورة أن تكون هناك قيادة عسكرية رديفة للقيادة السياسية".
ويضيف رستم محمود لـ"إرم نيوز: "يجب إنشاء كيان عسكري مؤقت خلال الفترة الانتقالية، بوجود عبدي وغيره من القادة السابقين المنشقين الذين لم تتلطخ أيديهم بالدم، وذلك لإحداث نوع من الاستقرار في البلاد".
ويوضح رستم أنه "من غير المعروف منصب مظلوم عبدي الجديد؛ رئيس الأركان، نائب رئيس الأركان، وزير الدفاع، غير معروف طبعاً، ولكن قد يختار عبدي الاندماج في العمل السياسي وترك الجانب العسكري، كما كان الشرع نفسه الذي انتقل من العمل العسكري إلى السياسي، ومن المؤكد أن مظلوم سيكون أحد أبرز القادة في مستقبل سوريا الجديدة، ممثلاً لأحد التيارات اليسارية في منطقة شمال شرق سوريا".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|