مُتّهمون بالقتل في الساحل... من هم المقاتلون الأجانب في سوريا؟
، تُشير شهادات لذوي ضحايا في أحداث الساحل السوري وشهود عيان إلى مشاركة "مقاتلين أجانب" في الاشتباكات وأعمال العنف التي ارتُكبت في كل من محافظتي طرطوس واللاذقية، والقرى والبلدات التابعة لهما.
وتشير العديد من الشهادات المحلية التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، نقلا عن شهود عيان من بينهم فنانين وصحافيين كانوا في مناطق الساحل منذ يوم السابع من آذار، إلى ضلوع "أجانب" في تنفيذ "المجازر" المرتكبة.
وقالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إن العمليات العسكرية التي رافقت تنفيذ "المجازر" في الساحل السوري، شارك فيها إلى جانب القوات الرسمية "فصائل عسكرية محلية، وتنظيمات إسلامية أجنبية منضوية شكليا تحت وزارة الدفاع، دون وجود اندماج تنظيمي فعلي".
كما شملت "مجموعات محلية من المدنيين المسلحين، الذين قدموا الدعم للقوات الحكومية، دون أن يكون لديهم انتماء رسمي لأي تشكيل عسكري محدد".
وأوضحت الشبكة في تقرير حقوقي لها، أن العمليات الأمنية التي انطلقت بعد سلسلة هجمات منسقة من "فلول نظام الأسد"، "لم تقتصر على ملاحقة المتورطين المباشرين، بل سرعان ما تحولت إلى مواجهات عنيفة".
وترافق مع هذه المواجهات، وقوع انتهاكات جسيمة واسعة النطاق، اتسمت معظمها بطابع انتقامي وطائفي، فيما لعبت الفصائل المحلية والتنظيمات الإسلامية الأجنبية المنضوية شكليا تحت وزارة الدفاع الدور الأبرز في ارتكابها، حسب الشبكة الحقوقية.
ويقول الباحث في شؤون الجماعات المتشددة حسن أبو هنية، إن معظم هؤلاء المقاتلين "يستمدون أفكارهم من السلفية الجهادية".
ويضيف أن أعدادهم ضمن التشكيلات التي يتوزعون عليها، "لا تزيد عن حاجز الـ4 آلاف مقاتل وفرد من عوائلهم".
ويبرز من بين هذه التشكيلات، "الحزب الإسلامي التركستاني"، الذي يضم قرابة 2500 من المقاتلين الإيغور وعوائلهم المقيمة في ريف إدلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي، وفق أبو هنية.
ويوضح الباحث أن كتيبة تطلق على نفسها منذ سنوات اسم "جماعة أنصار الإسلام"، تنشط في شمال غرب سوريا.
وبينما لا يزيد عدد مقاتلي هذه الجماعة عن 100 مقاتل، يشير أبو هنية إلى أنه كانت ترتبط في السابق بتنظيم "القاعدة".
ويشير كذلك إلى ما تسمى بـ"فرقة الغرباء"، وهي تشكيل عسكري أجنبي ينشط في غرب سوريا.
يترأس الفرقة عمر أومسن الذي تقول السلطات الفرنسية إنه "مسؤول عن تجنيد 80 بالمئة من الجهاديين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية ممن ذهبوا إلى
سوريا أو العراق".
وعلى مدى السنوات الماضية، تصادمت "هيئة تحرير الشام" مع فرقة أومسن، وحتى أنها اعتقلته أكثر من مرة، وانسحبت هذه الحالة على عدة تشكيلات أجنبية أخرى، بينها "تنظيم حراس الدين".
ورغم أن "حراس الدين" أعلن حل نفسه مؤخرا في سوريا، فإن الضربات التي تنفذها الولايات المتحدة لا تزال مستمرة ضده، وأسفرت منذ بداية العام الحالي عن مقتل 4 مسؤولين فيه، في شمال غرب سوريا.
وتشمل التشكيلات التي تضم مقاتلين أجانب في شمال غرب سوريا، "كتيبة الألبان" أو كما تعرف أيضا بـ"الكتيبة الأودية"، وهو الاسم الذي اختارته لنفسها منذ سنوات.
تضم هذه الكتيبة بين 100 و150 مقاتلا في صفوفها جُلّهم من أصول ألبانية، ومن كوسوفو ومقدونيا الشمالية، ومناطق أخرى من البلقان.
وإلى جانبها، تنشط كتائب أجنبية أخرى كفصيل "أجناد القوقاز" و"مجاهدو الشيشان" و"جيش المهاجرين والأنصار" و"جند الشام". وجميعها لا يتجاوز عدد عناصرها 200 مقاتل، وفق أبو هنية.
كما يشير الباحث إلى "كتيبة الإمام البخاري" التي تضم مقاتلين أوزبك ويصل عددهم إلى ما يقارب 300 مقاتل، وإلى "حركة مهاجري أهل سنة إيران" أيضا، التي تضم مقاتلين من أصل فارسي وكردي ومن البلوش.
بعد سقوط نظام بشار الأسد، وفي أعقاب شروع الإدارة السورية الجديدة بالخطوات المتعلقة بالاندماج العسكري بين الفصائل المسلحة، تسلطت الأضواء كثيرا على وضع المقاتلين الأجانب والمصير الذي سينتظرهم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|