الصحافة

اللاجئون السوريون في لبنان لن يعودوا بسنوات

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا


لم تتغيّر سوريا كثيراً منذ سقوط النظام السوري في الثامن من كانون الأول الفائت إلى اليوم. 3 أشهر مرّت فيما وضع المحافظات السورية على حاله. بل أكثر من ذلك فإنّ أزمات جمّة، بدأت تطفو على السطح اليوم، بعد أن انتهت "نشوة" الانتصار التي كُللت بهروب بشار الأسد خارج البلاد.

زيارة العاصمة دمشق وبعض المحافظات، مثل حمص وحماة وحلب، تدفع المراقب لاستنتاج 4 أمور سريعة، لكنّها أساسية لفهم حقيقة الواقع السوري اليوم، كما تطلعه على مستقبل دمشق وعلاقاتها مع جيرانها، (خصوصاً لبنان). أما تلك الحقائق، فهي كالتالي:

1. إنّ اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان لن يعودوا إلى سوريا في القريب العاجل، بل لن يعودوا إلّا بعد سنوات على انطلاق ورشة إعادة الإعمار (إذا انطلقت)، وذلك نتيجة الوضع الاقتصادي المتردّي جداً في سائر المحافظات، حيث ما زالت مئات آلاف الوحدات السكنية والمنازل والمؤسسات مدمّرة، بينما تلك التي لم تُدمّر، سُرق كل محتوياتها. ناهيك، خصوصاً، عن الرواتب المتدنية مقارنة بتلك التي يحصل عليها السوريون في لبنان، والتي تجعل مسألة العودة أمراً شبه مستحيل إذا استمر طوعاً (لا إمكانية لإكراههم على العودة).

إذ تكفي الإشارة إلى أنّ راتب موظف الاستقبال في أحد الفنادق الفارهة في منطقة "باب توما"، يبلغ 50 دولاراً أميركياً في الشهر... فكيف سيعود السوري العامل الذي يحصل على راتب من مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة، وآخر من خلال عمل يقوم به في لبنان؟

2. إنّ المسيحيين في دمشق وحمص وحلب، هم الطائفة الأكثر غياباً عن المشهد السياسي، وذلك بسبب عدم حملهم السلاح خلال الحرب. هم لم يُستهدفوا في الحرب بشكل مباشر، كما أنهم اليوم غير مُستهدفين من أحد (ما خلا بعض الحوادث المتفرقة) لكنّ عدم حملهم السلاح في الماضي قد حرمهم من بناء ثقلٍ عسكريّ لترجمته اليوم، في حمأة المفاوضات حول حلّ الفصائل وتسليم السلاح والاندماج في مؤسسات الدولة، بالعملية السياسية مثلما حدث ويحدث مع الأكراد والدروز. وبالتالي فإنّ ما سيحصل عليه المسيحيون من "حصّة" في الدولة، سيكون ما يشبه "المنّة" أو "المكرمة" من الطوائف الأخرى فقط.

3. إنّ الحادثة الأخيرة التي وقعت في الساحل ما زالت غير واضحة المعالم نتيجة تضارب الروايات حولها. ففيما يتهم العلويون فصائل الإدارة السورية الجديدة بارتكاب مجازر واسعة طالت الآلاف، تعترف الأخيرة بوقوع الأخطاء وتعلن تحملها المسؤولية. تنفي أعداد القتلى الكبيرة وتعتبرها مضخّمة، كما تتهم الفصائل الأجنبية مثل الشيشان والإيغور والأوزبيك المتفلتين بارتكاب المجازر، وتتعهد بمحاسبة الفاعلين. لكنّها في المقابل تستمر في إقفال مناطق الساحل وتمنع الصحافيين والمواطنين العاديين من دخولها وهذا يطرح علامات استفهام حول حقيقة تلك الرواية.

4. إن الطائفة العلوية، سوف تكون ثاني طائفة محرومة بعد المسيحيين. بل أكثر سوف تدفع الثمن: أولاً نتيجة الظلم الذي مارسه آل الأسد بحق بقية السوريين، وثانياً لأن بعضهم أصرّ على حمل السلاح (أحداث الساحل الفاشلة)، وهو ما ينقسم العلويون أنفسهم حول أسبابه.

فبينما تقول مجموعة منهم إنّ من نفّذ الاعتداءات ضد قوى الأمن العام السوري قبل أسبوع هم مجموعة من فلول النظام المطلوبين للإدارة السورية الجديدة ولا يملكون ما يخسرونه، تحذر مجموعة أخرى داخل الطائفة من سلوك الإدارة السورية العدائي ضد العلويين، خصوصاً بعد طردهم من إدارات الدولة (الموظفون المدنيون والعسكريون على السواء) كما تحذّر من "ثورة جياع" جديدة تلوح في الأفق. وفي هذا الصدد، يقول شحادة ميهوب عضو مجلس الشعب الأسبق، والعضو الحالي في "هيئة الحوار الوطني" السوري، إن ما حصل في الساحل هو نتاج إقصاء عناصر العسكر والأمن العلويين من المشهد. هؤلاء بلا رواتب منذ سقوط النظام. ولا عمل لهم... الأسد أفقر العلويين وجعلهم عبيداً لديه. فحذارِ من ثورة جياع مقبلة في سوريا.

عماد الشدياق
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا