الصحافة

هذه حقيقة الضبّاط الذي عُيّنوا أمس… وليتذكّروا كلّ صباح

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

وصل قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى وزارة الدفاع أمس في سيّارةٍ متواضعة كان يقودها بنفسه، من دون مرافقين. أراد ألا يغيّر عادته القديمة. هو الذي باتت البزّة العسكريّة كجلده، تكاد لا تنسلخ عن جسده.

هيكل عسكري بكلّ ما للكلمة من معنى. واجه الموت مرّات ونجا. وتولّى مسؤوليّات كثيرة وأجاد. ورسم طريقاً لنفسه أوصله، من دون أن يتعمّد ذلك يوماً، الى المنصب العسكري الأوّل. وتسمع من ضبّاطٍ رفاق، كما من رتباء وعسكريّين خدموا معه، شهادات عن مناقبيّته العسكريّة التي تجعلنا نردّد، تعليقاً على تعيينه، كلمة: مستحقّ.
يسهل، على الطريقة اللبنانيّة، والمعروف أنّ من أحدٍ قادر على إرضاء اللبنانيّين جميعاً، ولو بلغ مرتبة الألوهيّة، أن ننتقد التعيينات العسكريّة والأمنيّة التي صدرت أمس عن مجلس الوزراء. ظنّ البعض، ربما، أنّنا أصبحنا في سويسرا، حيث ما من ضابطٍ محسوبٍ على طائفة أو سياسي. ألم يعيِّن جميع الرؤساء، وآخرهم ميشال عون، من هم الأقرب اليهم، في العسكر والأمن والإدارات، وأحياناً من دون النظر الى الكفاءة؟
ومع ذلك، أوصلت هذه التعيينات أصحاب كفاءة وقدرة على القيادة. اللواء حسن شقير يصل الى الأمن العام حيث سيؤدّي دوراً بارزاً، بعد أن كان مكبّلاً، طيلة سنوات، في مديريّة أمن الدولة، مرغماً على التطنيش حيناً، والمواجهة بصمتٍ أحياناً. سيتألّق، بالتأكيد، في الأمن العام، مع أدوارٍ في الداخل والخارج.
ومع اللواء شقير، نرفع قبّعة احترامٍ للعميد رمزي الرامي، الرجل الذي دفع أغلى الأثمان حين خدم في المؤسّسة العسكريّة، وهو يستحقّ ما بلغه في الأمن العام، حيث يعمل بصمتٍ والتزامٍ وإنسانيّة.
ويخبرك كثيرون في قوى الأمن الداخلي عن "آدميّة" اللواء رائد عبدالله، وعن صلابته والتزامه بالقانون، وتقع على كاهله مسؤوليّة تحسين صورة المؤسّسة التي شُوّهت كثيراً طيلة سنوات، وباتت أخبارها على شفاه كثيرين، إمّا انتقاداً من قبل حريصين أو مدحاً من منتفعين.
ينطبق الأمر نفسه على اللواء ادغار لاوندس الذي عليه أن يبدأ بـ "شطف" درج المديريّة العامة لأمن الدولة من فوق، ليعيد لهذا الجهاز هيبةً فقدها، وقد بات الكثير من ضبّاطها في أحضان السياسيّين أو رجال الأعمال، وبعضهم "يركّب" لوائح بلديّة في مناطقه، وسنفضحهم قريباً بالأسماء، وبعضهم الآخر، كمثل ضبّاطٍ في قوى الأمن الداخلي، بات من أصحاب الثروات، وقد انتفع هؤلاء من أزمة المحروقات ومن التشبيح على مؤسّسات تجاريّة وحماية مخالفات…
وكم نأمل أن يتعاون اللواء لاوندس مع نائبه العميد مرشد الحاج سليمان، ليثبتا أنّ لهذا الجهاز دوراً فاعلاً، بعد أن بتنا، نتيجة الفضائح الكثيرة، ومنها توزيع المرافقين والسيّارات، نشكّ بجدواه الأمنيّة.

لا ننتظر من التعيينات، أمنيّةً أو مدنيّة، أن تكون مثاليّة. قد يجد الباحث نقطةً سوداء هنا أو شائبة هناك. ولكنّنا ننتظر من رؤساء الأجهزة أن يتذكّروا، عند كلّ صباحٍ، أنّ جزءاً كبيراً من مهمّة تحسين مستقبل هذا البلد وصورته تقع على عاتقهم. وسنكون، عند كلّ صباح، على كامل الجهوزيّة لانتقادهم عندما يخطئون وللإشادة بهم حين ينجزون. 

داني حداد - خاص موقع Mtv

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا