بالفيديو - "زيارة دينية ولقاء أقارب".. وفد من دروز سوريا يدخل "إسرائيل"!
التفاوض على الترسيم البرّي فُتح... فهل تستعيد الدولة اللبنانيّة مزارع شبعا؟!
دوللي بشعلاني - الديار
اقترحت الولايات المتحدة الأميركية على لبنان أخيراً إعادة فتح باب التفاوض بشأن الملفات العالقة على الحدود، فوافق، بعد أن أدركت إدارة الرئيس دونالد ترامب أنّ الأمن والإستقرار الدوليين لا يُمكن أن يتحقّقا جنوباً، من دون إجراء المفاوضات غير المباشرة لترسيم أو "تثبيت" الحدود بين لبنان و"إسرائيل"، والإنسحاب الكامل للإحتلال من المنطقة الجنوبية، وإعادة إعمار كلّ القرى المدمّرة، وعودة السكّان من الجانبين الى منازلهم.
وبدأت المحادثات الأولية الثلاثاء الفائت باجتماع في الناقورة للجنة العسكرية، تناولت ثلاث نقاط أساسية هي: إنشاء 3 لجان متخصّصة لحلّ النقاط الـ 13 الخلافية المتنازع عليها على طول الخط الأزرق، والنقاط الخمس (التي يؤكّد البعض أنّها أصبحت 8 وليس 7 فقط) التي لا تزال تحتلّها "إسرائيل"، خارقة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، وقضية الأسرى اللبنانيين.
وفي ختام هذه المحادثات، أطلقت "إسرائيل" سراح خمسة معتقلين لبنانيين لديها "بالتنسيق مع الولايات المتحدة، كبادرة طيّبة للرئيس اللبناني الجديد"، على ما ذكر مكتب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو. وقبل اجتماع الناقورة كان أجرى رئيس الجمهورية جوزاف عون محادثات في قصر بعبدا مع رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال جاسبر جيفرز وسفيرة الولايات المتحدة في لبنان ليزا جونسون، طلب خلاله من جيفرز "الضغط على "إسرائيل" لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، والإنسحاب من التلال الخمس، وإعادة الأسرى".
وشكّكت مصادر سياسية مواكبة في نوايا "إسرائيل"، التي سارعت الى الموافقة على طلب عون، بعد محادثات أجرتها مع الولايات المتحدة، فأطلقت خمس رهائن، سيما وأنّ ما تسعى اليه في الوقت الراهن أمرين هما:
- أولاً: تطبيع العلاقات مع الدول العربية: وكان سبق للمبعوث الرئاسي الأميركي الى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن أبدى تفاؤله خلال فعالية أُقيمت في واشنطن لصالح اللجنة اليهودية- الأميركية في 26 شباط الفائت، بشأن الجهود المبذولة لانضمام السعودية الى "اتفاقيات أبراهام للسلام" (وهي مجموعة من اتفاقيات السلام التي وُقّعت بين "إسرائيل" والإمارات العربية وبينها بين البحرين برعاية الأمم المتحدة في 13 آب 2020). ولفت الى أنّه يُمكن للبنان أن يحشد قواه وينضمّ الى هذه الإتفاقيات، كما هو الحال مع سوريا أيضاً. علماً بأنّ لبنان الرسمي يرفض التطبيع مع "إسرائيل".
- ثانياً: إقامة دولة "إسرائيل الكبرى"، ولو على حساب اقتطاع أجزاء من أراضي الدول المجاورة، لا سيما لبنان ومصر والأردن والسعودية وسواها، رغم الرفض القاطع من قبل هذه الدول لهذا الأمر. ولكن مع سعي الولايات المتحدة الأميركية الى رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد على الأرض، من خلال استيلاء "إسرائيل" على أراضي دول المنطقة عنوة، على غرار ما فعلت في الجولان، وتعمل عليه في قطاع غزّة، كما في مزارع شبعا التي تدّعي إنّها سورية ولهذا لن تنسحب منها، يبقى الحذر ملزماً.
وما حصل يُمثّل تطوّراً إيجابياً لاتفاق وقف إطلاق النار، على ما تلفت المصادر، شرط التزام "إسرائيل" بوقف الخروقات والإعتداءات المستمرّة على السيادة اللبنانية بشكل كامل، وتنفيذ انسحاب قوّاتها من النقاط الـ 13 المتنازع عليها والتلال الخمس، كما من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر. فهذا الأمر من شأنه تثبيت وقف النار الذي يُطالب به لبنان، والذي لا يزال هشّاً منذ دخول الإتفاق حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الفائت، الذي نصّ على انسحاب القوّات "الإسرائيلية" في غضون 60 يوماً (أي في 26 كانون الثاني 2025). ومع ذلك بعد تأجيل الإنسحاب الى 18 شباط المنصرم، أعلن الجيش "الإسرائيلي" إنّه سيبقى الى أجلٍ غير مسمّى في خمسة مواقع استراتيجية على طول الحدود، وذلك بهدف أن يُطالب بمقابل ما لتنفيذ الإنسحاب منها.
وفيما يتعلّق باستكمال المفاوضات أو باجتماعات الناقورة التي بدأت، تشير المصادر الى العمل على جملة أمور:
1- تشكيل ثلاث مجموعات عمل أو لجان متخصّصة: الأولى لمعالجة المواقع الخمسة التي لا يزال الجيش "الإسرائيلي" موجوداً فيها في لبنان. والثانية للتركيز على النقاط المتنازع عليها على طول الخط الأزرق (وهو خط الإنسحاب الذي رسمته الأمم المتحدة في العام 2000). والثالثة لمعالجة قضية المواطنين اللبنانيين المحتجزين لدى "إسرائيل". ويتمسّك لبنان، وفق المصادر، بأن تقوم بها اللجنة العسكرية التقنية بالتفاوض حول الترسيم والإنسحاب، في حين يُريد "الإسرائيلي" استبدال الجنرال العسكري في اللجنة بديبلوماسي، ليجعل الحلّ ديبلوماسياً وليس عسكرياً وسياسياً.
2- ترسيم الحدود البريّة: بدء المفاوضات لتثبيت وترسيم الحدود بين لبنان و"إسرائيل" والتي تمتد على طول 81 كيلومتراً (50 ميلاً)، مع تمسّك لبنان باتفاقية بوليه- نيوكومب الحدودية في العام 1923، كما باتفاقية الهدنة في آذار من العام 1949 التي تضع مزارع شبعا ضمن الأراضي اللبنانية. في الوقت الذي لا يزال فيه الثنائي الشيعي صامتاً، تاركاً حلّ الأمر للدولة اللبنانية. وسيشمل الترسيم النقاط الـ 13 المتنازع عليها على الخط الأزرق، والتي سبق وأن جرى الإتفاق على 7 منها، فضلاً عن التلال التي احتلّتها "إسرائيل" أخيراً. كما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي تحتاج الى حلّ الإشكالية حول لبنانيتها، سيما وأنّ لبنان سيسعى الى استعادتها بشتّى الطرق... فضلاً عن أنّ "إسرائيل" من خلال إنسحابها الكامل من الجنوب، تريد القول بأنّ فكرة حزب الله كمقاومة لا يُمكن أن تبقى قائمة بعد تنفيذ هذا الإنسحاب. في الوقت الذي قال الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير: "نحن مقاومة نعتبر "إسرائيل" تهديداً للبنان، ولا مانع من دفاع الجيش والدولة عن لبنان، للمقاومة الحقّ في الاستمرار في حماية لبنان، ولذلك فإننا لا نعتبر أنّ كلام الرئيس بشأن حصرية الأسلحة موجّهاً إلينا".
3- قضية الأسرى: أطلقت "إسرائيل" خمسة لبنانيين كحسن نيّة، وسيجري التفاوض على إطلاق سراح أسرى حزب الله الذين يُقال إنّ عددهم 7، ولكن قد يكون العدد أكبر سيما وأنّه لا يزال هناك مفقودين للحزب. ويدخل من ضمن هؤلاء القبطان عماد أمهز الذي قام الكومندوس "الإسرائيلي" بإنزال بحري على شاطىء البترون، واختطفه من منزله في 3 تشرين الثاني الماضي.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|