سعيد سرحان: قصة آدم وحنين في "بالدم" تعيد رومانسية السينما
في عالم الدراما، هناك شخصيات تعيش في ذاكرة المشاهد، لا لأنها مكتوبة بإتقان فحسب، بل لأن من يجسدها يضفي عليها حياة نابضة بالمشاعر. هذا تماماً ما فعله الممثل اللبناني سعيد سرحان في دوره الأخير "د. آدم" في مسلسل "بالدم"، إذ نقل الى المشاهدين شخصية معقّدة، قاسية ظاهرياً، لكنّها تحمل في طيّاتها ماضياً مؤلماً وإنسانيّة مخبّأة. وفي لقاءٍ خاص كشف سرحان عن أبعاد شخصيته، سرّ الكيمياء التي جمعته بالفنانة الشابة ماريلين نعمان بدور "حنين"، وتطلّعاته للدراما اللبنانية.
يصف سرحان شخصية آدم قائلاً: "ليس من السهل أن تكون لديك مشاعر حيال أحد، وأنت في الحقيقة تهرب منها. آدم ليس مجرّد طبيب، بل إنسان خرج من أصعب امتحان في الحياة، إذ أصيب بالسرطان مرتين، الأولى في عمر ست سنوات والثانية في عمر الـ14. والدته كانت سنداً له، لكنه قرر بعد شفائه أن يعود إلى لبنان ليهيّئ الآخرين لفكرة الرحيل يوماً ما. لكن الصدف شاءت أن يجد المشاعر والأحاسيس في مكان لم يكن يتوقعه... فهل يفتح الباب على مصراعيه أم يظل هارباً؟ أحياناً، عندما نشعر بلحظة حب، يكون الاستسلام لهذه الكتلة من المشاعر أصعب قرار."
منذ بداية "بالدم"، شدّت العلاقة بين آدم وحنين الجمهور، وكان واضحاً أن هناك انسجاماً بين سرحان وماريلين نعمان على الشاشة. فكيف تحققت هذه الكيمياء؟ يجيب سرحان: "ما رأيتموه على الشاشة لم يكن محضّراً أو مخطّطاً له. لم نجلس لنفكّر كيف نصنع الكيمياء بيننا، بل وُلدت بشكل عفوي. استسلمنا لشخصياتنا وتركنا المشاعر تنشأ بصدق. لهذا وصلت العلاقة إلى الجمهور كأنّها مشاعر حقيقية، بعيداً من الإغراء أو التصنّع. أعادت هذه الثنائية إلى الأذهان رومانسية السينما في الزمن الجميل، حيث كان الحب مبنياً على العاطفة لا على الإغراء.".
يتابع: "آدم كان واضحاً مع تمارا (جيسي عبده) منذ البداية، قال لها كل شيء في أوّل لقاء. لكن مع حنين، الأمر كان مختلفاً تماماً. العلاقة معها بُنيت على الصمت والمواقف العميقة بدلاً من الكلام. وهذا ما جعلها أكثر تأثيراً".
في حديثه عن الصناعة الدرامية، شدد سرحان على ضرورة تعزيز الإنتاج اللبناني والارتقاء به، قائلاً: "كان هناك ضغط مخيف علينا كممثلين. لن نقبل أن يُقال إننا من الدرجة الثانية أو الثالثة. اتخذنا قراراً بدراسة وثقة، بأن الوقت قد حان لنثبت أن الدراما اللبنانية قادرة على المنافسة. هذا ليس مجرد حديث عن الهوية، بل هو مشروع أكاديمي ومتخصص. نؤسس لدراما "صُنعت في لبنان"، تعطي الممثل اللبناني حقه وتضعه في المكانة التي يستحقها".
استطاع سرحان خلال مسيرته أن يقدّم شخصيات متنوعة تحمل في مضمونها بعدين: الإنساني والنفسي. وعن ذلك، قال: "بعد كل ما قدمته، شعرت أحياناً كأن هناك محاولات لعرقلة مسيرتي، وكأنني أمام طرق مغلقة من دون أن أعرف السبب. لكني اليوم، بفرصة جديدة، أستطيع أن أقول ما لديّ، وأوظفه في خدمة هدف سامٍ عنوانه "الدراما اللبنانية". أن أتنقل بين شخصية "علي شيخ الجبل" في "الهيبة"، بكل جبروتها، إلى "آدم" في "بالدم"، بشخصيته العاطفية المعقدة، هو تحدّ كبير، لكنه يثبت مدى تنوع الأدوار التي يمكنني تقديمها".
وختم حديثه بتأكيد أهمية العمل الجماعي في الحفاظ على المستوى الفني للدراما اللبنانية، قائلاً: "كممثلين ووجوه جديدة، نحن لا نعمل لمصالح شخصية، بل نفكّر معاً كيف نحافظ على مستوى الإنتاج اللبناني. الدراما ليست مجرد تمثيل، بل رسالة نريد أن نوصلها بأفضل صورة ممكنة."
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|