الصحافة

الذكاء الاصطناعي بين أيديهم ولكن... لبنانيون يؤمنون بأن هناك زعيماً مولوداً ليحكمهم!!!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

غريب كيف أنه في عصر التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والتحرّر المُفرِط من كل شيء، إلا أن مختلف الأحزاب والتيارات والزعامات السياسية لا تزال قادرة على تحشيد جماهير، وجمع فئات من أعمار مختلفة، للاستماع الى شخص واحد إسمه زعيم، يحدّثهم عن العالم كما يراه هو، وبحسب مشيئته هو، ورأيه هو، ويعلّمهم على رؤية الألوان بحسب لون النظّارات التي يضعها، في هذا العصر أو ذاك.

وُلِدوا ليحكموا؟

غريب كيف أنه في عصر تحطيم المحرّمات، والسلطات، والقوانين، والتشريعات، والحدود، والبلدان... لا يزال الزعيم بنسخته اللبنانية قادراً على إقناع الناس من أعمار متفاوِتَة، بأنه مولود ليحكم. وغريب كيف أن عشرينياً أو ثلاثينية، مثلاً، يوافقان في عصرنا الحالي على أن هناك أشخاصاً وُجِدوا ليحكموا الناس منذ ما قبل خروجهم من بطون أمّهاتهم، وليتحكّموا بجوهر تفكيرهم السياسي وغير السياسي، وصولاً الى نظرتهم الى الوجود.

هذا غريب بالفعل، في زمن التطوّر الكبير الذي تنجح مختلف الأحزاب والتيارات والزعامات السياسية اللبنانية في تسخيره لصالحها، ولمصلحتها. فبدلاً من أن تستورد التطور الى البلد، لتطويره وتحسين ظروف الشعب، هي تأتي به لتسخيره في بثّ القِيَم الفكرية والسياسية والإيديولوجية التي تبني أمبراطورياتها وعروش مصالحها عليها، وليس أكثر من ذلك.

تدجين...

وأمام المشكلة السابق ذكرها، نسأل، ما هو هذا الشعب الذي يقبل بأن "يُدجَّن" بظروف مماثلة؟ وكيف يمكن لزعيم أن يُحشّد أعداداً كبيرة، وأن يجمعها تحت أشعة الشمس مثلاً، أو في صالات، أو أمام شاشات... للاستماع إليه؟

وكيف يمكن لتسعيني مثلاً، أن يجلس مستمعاً الى زعيم أربعيني (مثلاً) أو خمسيني، أو ستّيني... يقدّم له نفسه بالاستناد الى قاعدة أنه أكثر وعياً منه، وأشدّ حكمة، وخبرة، ومعرفة بالحياة، وبأصول التفكير العميق، السياسي وغير السياسي؟؟؟...

تبعيّة

أشار الأكاديمي والباحث الدكتور عصام خليفة الى أن "معظم الأحزاب تعاني من التبعية للزعماء مع الأسف. والتبعية لا ترتكز على العقلانية، ولا على البرامج والعقل والنقاش، بل على العصبيات والعواطف وعبادة الزعيم. ويا ليتها تُحدث تطوّراً في أفكارها ومناهجها وبرامجها، لتنطلق من مصلحة المجتمع والشعب".

ونبّه في حديث لوكالة "أخبار اليوم" من أن "ما ظهر من خلال مشاكل معيّنة في لبنان، ومنها سرقة أموال الناس التي بقِيَت من دون حلّ منذ سنوات، هو أن الشعب في وادٍ والأحزاب في آخر. ومن هنا، تبرز حاجة ماسّة الى استعمال الذكاء البشري الطبيعي قبل الذكاء الاصطناعي. فالحياة السياسية في لبنان مريضة بشكل عام، ونحن نتمنى أن تتغيّر".

مواجهة المافيا...

ولفت خليفة الى أن "الوطن مُهدَّد حالياً بوجوده من جراء أطماع خارجية، وبسبب أزمات داخلية أيضاً، تعطي مُسوِّغاً للخارج حتى يتدخّل".

وأضاف:"نأمل خيراً بالحكم الجديد، وبرئيسَي الجمهورية والحكومة. وهنا نسأل، الى أي مدى سيتمكّنان من مواجهة المافيا الموجودة في الداخل اللبناني والمُتحكِّمَة بكل شيء، وذلك رغم أنهما من طينة أخرى مختلفة عنها؟".

وختم:"هناك مافيا لبنانية مركَّبَة تخنق الشعب، وهي سرقت أمواله. وبالتالي، الى أي مدى يمكن القيام بإصلاح؟ وإذا أضفنا الضغط الإسرائيلي من جهة، وضغط الوضع السوري من جهة أخرى، الى المشهد الداخلي العام، نجد أننا وسط أزمة داخلية وخارجية من العرقلة والضغوط. ولكن رغم كل شيء، يبقى أملنا كبيراً بأن ينجح لبنان في التخلُّص من أزماته".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا