الخطيب من شتوره: على الدولة واجب اعادة الإسكان والبناء
أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب "أننا مع الدولة ووراءها وأمامها وإلى جانبها، نحن نريد الدولة وأول دعاتها، واليوم نريد أن نرى هذا الأمر واقعاً على الأرض، وقال إن "على الحكومة أن تقوم بالتزاماتها بعد أن أخذت الأمر بيدها في استرجاع ما احتل من الأرض من إسرائيل تحت قرار الأمم المتحدة وقرار وقف النار، فالدولة عليها هذا الواجب أن تقوم به وأن تُعيد الإسكان والبناء".
موقف العلامة الخطيب جاء في كلمة له خلال الافطار التكريمي الذي اقامه على شرفة الدكتور حسام ابو حمدان في دارته في شتوره في البقاع،في حضور مفتي زحلة والبقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي وعدد من علماء الدين والشخصيات.
الخطيب
وبعد كلمة ترحيب من الدكتور أبو حمدان ألقى العلامة الخطيب كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم هنا في دارة أهلنا آل أبو حمدان الاستاذ حسام أبو حمدان مع هذه الوجوه الكريمة، سماحة المفتي الشيخ علي الغزاوي واخوانه القضاة في هذه الليالي المباركة، في ظل ظروف تمر بها أمتنا ويمر بها وطننا بعد سلسلة أحداث متلاحقة وتآمر على العالم العربي وعلى العالم الاسلامي وعلى المسلمين، وفتح جرح طائفيّ فتنوي لتفريق المسلمين في الوقت الذي يُعتدى فيه على شعوبنا وعلى مقدساتنا وعلى كتابنا. هم بدأوا بتشويه صورة الإسلام بالكتب ،من نشر روايات شيطانية ثم بالرسوم المسيئة للنبي (ص) في أوروبا، وقبل هذا وذاك بالجرح الفلسطيني والقدس الشريف الذي هو مسرى نبينا(ص). أرادوا تحطيم مقدساتنا في نفوس شعوبنا وان يصبح هذا الأمر عادياً طبيعياً، لا تكون له ردّة فعل من المسلمين، ثم كانت الفتنة الطائفية والمؤامرة الكُبرى في لبنان باغتيال الشهيد رفيق الحريري، وانتقلت الفتنة إلى العراق ثم إلى باقي الدول العربية والإسلامية، ونسينا جميعاً بهذه الفتنة أن العدو هو العدو الاسرائيلي الذي احتل أرضنا واحتل قدسنا، وهو يمعن قتلاً وتخريباً في هذه الديار المقدسة، وخصوصاً ما حصل في غزة أمام أعين العالم كله. ورغم كل هذه الجرائم التي نالتنا جميعاً كنا مشغولين ببعضنا البعض، والعدو يفعل ما يريد، ونحن كنا غطاءً لما خُطط له في أن يتم الاستقرار للعدو الإسرائيلي والاستيلاء على مقدساتنا وتوسعة رقعة الاحتلال في فلسطين، وتشمل سوريا ويشمل التهديد الآن الضفة الغربية وتهديد للأردن ومصر، و طرد الفلسطينيين من أرضهم وتوزيعهم على سائر البلدان العربية ليكون عاملاً آخر في التفتيت وفي الفتن داخل هذه البلدان".
وتابع: "الحمد لله اخواني من العلماء هم من الناس الواعين الذين وقفوا في وجه الفتنة، وخصوصاً في البقاع الذي لم يحصل فيه حادثة حسب علمي من هذا القبيل، والعقلاء أيضاً من أهلنا سواءً في البقاع الأوسط أو في البقاع الغربي أو في البقاع الشمالي أو في أي مكان من هذه الأماكن حافظنا على وحدتنا، والله سبحانه وتعالى يقول لنا بصريح العبارة في الكتاب الكريم (وإنّ هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)".
أضاف:"هناك إشكالية تاريخية تُطرح دائما بين السنة والشيعة، وهي مفتعلة وليست حقيقية. المذاهب نعمة، ونحن مذاهب في داخل أمة واحدة هي أمة الإسلام، نحن أمة واحدة ومن ينكر هذا فهو ينكر ضرورة من ضرورات الدين، وهو يكفر لأن من أنكر ضرورة من ضرورات الدين فهو كافر. من يقول أن السنة ليسوا مسلمين هو كافر، من يقول أن الشيعة ليسوا مسلمين هو كافر، نحن جميعاً مذاهب داخل أمة واحدة. لا دخل للمذاهب في موضوع الاجتماع السياسي، وهذا ما نؤمن به.في الاجتماع السياسي نحن أمة واحدة، وفي الموضوع الإيماني العقائدي الخاص هذا إيمان بين الموضوع الإسلامي و بين ربه سبحانه وتعالى، أما أن نوزع هذا الموضوع وندخله في موضوع وحدة الأمة وتعددها فهذا ليس صحيحاً، نحن أمة واحدة، ووجودنا إما أن نوجد سوية او ان ننتهي جميعاً. ليس هناك خوف من السنة على الشيعة. نحن لم نخف ولم نعتبر أنفسنا يوماً من الأيام اننا اقلية كما يُطرح في لبنان، ان لبنان مجموعة أقليات، نحن لسنا اقلية، وانا ادعو الجميع بمن فيهم اخواننا المسيحيين الا يعتبروا والا يأخذوا بهذه القاعدة التي هي قاعدة او هي مقولة اوروبية استعمارية، وهي التي رفعت في وجه الدولة العثمانية حتى نالوا منها وفرقوها وقسموها وقسموا تركتها في ما بينهم، ونحن الذين دفعنا جميعاً الثمن. راجعوا التاريخ.. مرجعية النجف الأشرف وقفت الى جانب الدولة العثمانية ودعت الى وجوب نصرتها والحفاظ على وحدة الدولة في مواجهة أوروبا وفي مواجهة الغرب".
واضاف: "ونحن نعي تماما المشروع الأوروبي، ثم نحن كما ذكرنا، أن هذا أمر ديني (وأن هذه أمتكم أمة واحدة) فلا يمكن لنا تذرعاً بالموضوع المذهبي أو بما صدر من أخطاء من الدولة العثمانية بحق المذاهب أو بحق الشيعة، أن نتخذ هذا ذريعة لمواجهة الدولة العثمانية أو لمواجهة إخواننا السنة.. أبداً، هذا تاريخنا راجعوه، كنا دائماً إلى جانب أمتنا في العقود الأخيرة حينما كانت القضية الفلسطينية في أوجّ وضعها وكان شاه إيران يقيم علاقات دبلوماسية مع الإسرائيلي، والإسرائيلي يسرح ويمرح في إيران ويدرب قواته في إيران. وهذه فتاوى مراجعنا كلها تنادي بوجوب الدفاع عن الفلسطينيين ووجوب إعطائهم الحقوق الشرعية ومساعدتهم، ومنها الخمس والزكاة والتبرع لهم. نحن شركاء مع الفلسطينيين في هذه المأساة منذ بداياتها، منذ 1948. فكما كانت المجازر في فلسطين المحتلة في كفر قاسم وغيرها كانت المجازر في جنوب لبنان في حولا وفي غير حولا. نحن جميعاً في مركب واحد، من ناحية دينية نحن أمة واحدة، دافعنا وبقينا ولم نطرح مشروعاً خاصاً على الإطلاق. ليس هناك مشروع شيعي في مقابل مشروع سني أو في مقابل الأمة، نحن مع الأمة، الأمة التي تتسع للجميع، والحمد لله رب العالمين وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى علينا".
واكد ان "اللبنانيين مسؤولون أكثر من غيرهم، المسلمون اللبنانيون، الشيعة والسنة، في مواجهة ما يراد للشيعة وللسنة وللمسلمين جميعا وللبنانيين.مسؤولون أن نكون نحن الصوت الذي يجمع، أمس كانت القضية في العراق اليوم في سوريا وغدا في الأردن، الفتنة تنتفل من مكان إلى مكان. نحن في وضع خطر لمصلحة العدو الإسرائيلي، نحن نتحمل مسؤولية خاصة. اللبنانيون الذين عاشوا مع بعضهم البعض طوال هذه الفترة طوال هذا التاريخ، لم تكن هناك مشكلة سنية شيعية. لن يكون هناك في أي وقت من الأوقات مشكلة سنية شيعية، إذا كان السياسيون يختلفون فليختلفوا ، لكن نحن كأمة لا يجوز لنا على حساب أو لمصالح شخصية لمصالح سياسية لهذا الفريق أو لذلك أن ينعكس هذا الخلاف علينا نحن وعلى أمتنا وعلى أهلنا، نحن مأمورون بالحفاظ على بعضنا بعض، ومسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى أن نُعطي الصورة عن وحدة المسلمين للعالم العربي والعالم الإسلامي، أن نكون نحن الجهة والقوة والنموذج الذي ترى فيه البلدان العربية والإسلامية نموذجاً للحياة، ليس لدينا مشروع خاص وسياسي، كان مشروعنا ومشكلتنا هي موضوع المقاومة للعدو الإسرائيلي، نحن لا نرى أن هناك مشكلة فلسطينية ولا مشكلة سورية ولا مشكلة لبنانية، هناك مشكلة أمة".
وقال: "نحن جميعاً يجب علينا أن نكون على قدر هذا الحمل وأن نعطي النموذج الذي يرى المسلمين جميعاً في العالم العربي وفي العالم الإسلامي. الموضوع المذهبي موضوع خطير جداً جرّبناه جميعاً، ليست هناك مصلحة دنيوية وليست هناك مصلحة أخروية، هذا ليس ديناً، التعاطي في لبنان حوّل الدين الى قبائل، نحن لسنا قبائل، نحن لسنا عصبية كما قال رسول الله (ص).فق سئل هل من العصبية يا رسول الله أن يحب المرء قومه؟ قال: لا، ولكن العصبية أن ترى شرار قومك خيرا من خيار قوم آخرين. نحن أبلينا بلاء حسناً في مواجهة العدو الاسرائيلي ودفعنا أثماناً كبيرة وحملنا حملاً لا يحمله أحد، ليس لأجل مشروع إيراني وليس لأجل مشروع غير إيراني. كان يقال مشروع مصري، ويقال مشروع سوري، مشروع عراقي، الآن يقولون مشروعا إيرانيا. إيران كانت مع الشاه ثم تحولت لتكون جمهورية إسلامية وتكون أول سفارة فلسطينية يرفع عليها العلم الفلسطيني هي السفارة إلاسرائيلية في طهران".
وختم: "أنا أشكر الله سبحانه وتعالى على هذا اللقاء، وأسأل الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة قريباً عاجلاً، الخروج من هذا الوضع، والهدوء والاستقرار في سوريا، لأن ما يحصل في سوريا يلطخ وجوهنا جميعاً. يجب أن يقف هذا الأمر في سوريا، تقسيم سوريا هو الذي ربما يراد من الأحداث التي حصلت، هذا يضر بنا جميعاً، ولم تكن تداعياته في سوريا فقط، بل لا سمح الله إذا تطور هذا الوضع سيضر بشره إلى المنطقة كلها.وعلى الصعيد اللبناني نحن الحمد لله الآن بعد انجاز انتخاب فخامة رئيس الجمورية وتأليف الحكومة وسير الأمور بانتظام في التعيينات، نسأل الله أن تكمل على أحسن ما يرام وأن يؤتى بالكفاءات لخدمة الشعب اللبناني، وبالتالي على الحكومة أن تقوم بالتزاماتها بعد أن أخذت الأمر بيدها في استرجاع ما احتل من الأرض من إسرائيل تحت قرار الأمم المتحدة وقرار وقف النار، الدولة عليها هذا الواجب أن تقوم به وأن تُعيد الإسكان والبناء.نحن مع الدولة ووراءها وأمامها وإلى جانبها، نحن نريد الدولة وأول دعاة الدولة، واليوم نريد أن نرى هذا الأمر واقعاً على الأرض".
الغزاوي
من جهته، شكر المفتي الشيخ علي الغزاوي "الدكتور حسام أبو حمدان على دعوته وجمعه بهذه الوجوه الكريمة في شهر كريم مبارك لتعزيز الروابط وتوثيق العرى، كما كان والده رحمه الله مع سماحة المفتي الراحل الشيخ خليل الميس يمد جسور التواصل مع الجميع". وشدد على "مفهوم الأمة ووحدتها وعلى ضرورة التمسك بالقرآن الكريم والعروبة كعامل قيادة ووحدة بين المسلمين، واستشهد بكلمة للمفتي الراحل الشيخ خليل الميس خلال مؤتمر عن وثيقة الطائف جمعه والراحل السيد محمد حسين فضل الله رحمهما الله تعالى، قال الميس (بأننا تعلمنا أن مفهوم المذهب لنذهب به إلى الله لا لنذهب به عن الله )، محذرًا من "الفتنة المتنقلة، وخاصة في سوريا والتي لم تظهر بعض معالمها الآن بل منذ عام ٢٠١١ من خلال قمع الحريات وفرض الاستبداد باسم الحفاظ على الدولة والنظام ،كما وبيّن أن فلسطين هي القضية التي توحد طريق الأمة ومن أجلها دفع لبنان الكثير من التضحيات وما يزال داعيًا إلى تعزيز الروابط بين المسلمين في لبنان، خاصة على أساس القيم والمبادئ الدينية الواحدة وبها وحدها نتماسك ونقوى ونحرر فلسطين وما تبقى من أراض لبنانية محتلة وفي بعض الدول العربية المجاورة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|