المكالمة انتهت بشكل جيّد.. اتصال ترامب وبوتين استمر لأكثر من ساعة
"بيك" المختارة يقفل ملف "المعلّم" ويدفن "حلم الدويلة"
بين الاقليم والداخل، توزعت الاهتمامات المحلية اللبنانية. فالتطورات اليمنية وما حملته معها من تهديدات اميركية لطهران، طرحت الكثير من علامات الاستفهام حول توقيتها واهدافها، وعما اذا كانت ضربة لآخر حلفاء طهران ، ام استدراج لها الى طاولة المفاوضات، مع ما لكل من الاحتمالين من تداعيات على المنطقة ومعها لبنان، الذي بدأت ترتسم ملامح توازناته السياسية المقبلة، بعد تراجع الهزات الارتدادية لاستحقاقاته الدستورية، التي انجزت بمفعول العصا الاجنبية الغليظة.
فمن عشاء "التيار الوطني الحر" التمويلي، وتعريجا على خلوته التنظيمية، وقبلها اللقاء السني في دارة الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي في طرابلس، وصولا الى احتفالات المختارة في ذكرى اغتيال كمال جنبلاط، بدت الساحة الداخلية في مرحلة من استعادة توازنها وفرز قواها، خصوصا اذا اضفنا ملفي الاحتلال "الاسرائيلي" المستمر ومندرجاته واحداث الحدود الشرقية، التي بدأت ترخي بظلالها الثقيلة على البيئة الشيعية وقياداتها.
في كل الاحوال، وسط هذه "الكركبة" تصدرت المختارة المشهد السياسي، نظرا للادوار الاساسية التي لعبها "بيكها" منذ الـ 2000 مرورا بالـ 2005 و2008، وصولا الى 9 كانون الثاني 2025، في وقت بدا فيها ان الدروز كمحرك اساسي للتغيير في المنطقة، وهو ما ميز احتفال هذه السنة، الحضور الشعبي الدرزي الكثيف اولا، كما الحضور السياسي، وفي مقدمته رئيس الحكومة نواف سلام ، ومختلف المكونات السياسة اللبنانية ثانيا، والمواقف النوعية التي اطلقها ثالثا.
وفي هذا الاطار، لا بد من التوقف عند التموضع الجنبلاطي، الذي سيشكل الخطوط العريضة لسياسة المختارة ، ومقاربتها للمواضيع السياسية الداخلية والاقليمية، بقيادة "تيمور بيك"قائد المرحلة الجديدة ، محورها المبادئ لا الشخصنة، يمكن تلخيصها في ثلاث نقاط محورية:
- اممية فكر الحزب "التقدمي الاشتراكي"، والتي ظهرت واضحة في الرسائل من القادة الاشتراكيين من فرنسا الى روسيا، حيث واضح ان المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من تعزيز التعاون والتنسيق بين المختارة وباريس وموسكو، في مواجهة الاصطفاف العالمي الذي قد يكون في طور التكون، وهنا لا يجب ان ننسى سير المختارة بالتسوية السياسية التي حاكتها فرنسا بالتعاون مع الرياض.
- عروبة الطائفة الدرزية وتطويق مشروع تقسيم المنطقة من باب دروز سوريا، الذين حضروا من جرمانا والسويداء دعما "لنداء اليقظة" الذي اطلقه "البيك"، ورعى عبره اتفاق السويداء – دمشق. فالحضور الشعبي الدرزي الكثيف، والذي يمكن إعتباره استفتاء لزعامة وليد جنبلاط في لحظة مفصلية عربية- سورية تحديدا، وإقليمية- "إسرائيلية" تحديداً ، أراد جنبلاط ان يوجِّه رسالةً إلى دروز سوريا ودروز "إسرائيل"، ومَن ورائهم رسالة واضحة حدّيها، لا للوصاية ولا للحماية على الدروز، وهو بذلك دفن عمليا حلم "الدويلة الدرزية".
- لبنانية المختارة، ومحورها اعادة الاعمار واستكمال ترسيم الحدود من جهة، ووأد الطائفية والتعصب الحزبي، وانتهاج الانفتاح من جهة اخرى. وفي هذا الاطار، بدا لافتا استحضاره لمصالحة الجبل من خلال قوله: " التأكيد على يوم المصالحة التاريخي برعاية البطريرك مار نصر الله بطرس صفير في 3 آب 2001"، واعتباره هذا الحدث منطلقاً للعلاقات اللبنانية - اللبنانية فوق الانقسامات السياسية، كما كانت حالة جبل لبنان من السلم والوئام.
هكذا طوى وليد جنبلاط في 16 آذار 2025 صفحة 16 آذار 1977 الدموية، بعدما انتظر 48 سنة على ضفة النهر مرور جثث اعدائه، كما يحلو له القول في قراءته لمواقفه.
فهل يستمع دروزُ سوريا إلى النداء التحذيريّ الذي أطلقَه الزعيمُ الجنبلاطي من المختارة؟ أم أنّ ما كُتبَ ويُكتبُ للمنطقة أقوى من كلّ تحذيراتِ جنبلاط الوطنية؟
ميشال نصر - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|