لا إعمار مع السلاح... وعلى "الحزب" أن يختار!
اتفاق وقف إطلاق النار وقعته الدولة اللبنانية بموافقة الأحزاب ومن بينها «حزب الله» وحركة «أمل». وتحدّث الاتفاق بصريح العبارة عن تطبيق القرار 1701 ونزع السلاح وتفكيك كل المنشآت العسكرية غير المرخصة والمعنية بصناعة السلاح في لبنان، ومصادرة كل الأسلحة غير المرخصة بدءاً من منطقة جنوب الليطاني.
وُقِّع «الديل» بوساطةٍ أميركية وتسلّح «حزب الله» بعبارة «بدءاً من جنوب الليطاني» ليؤكد أحقيته بالاحتفاظ بسلاحه في شمال الليطاني!
ولكن، ثمة سؤال بسيط يُسأل: لماذا يريد «الحزب» سلاحه في شمال الليطاني؟وما هي مبررات وجود سلاحه غير توجيهه إلى الداخل اللبناني؟ وهذا السؤال وجّهته أكثر من جهة دولية بالوساطة أو بالمباشر، إلى المعنيين في «الحزب» من دون أن تتلقى جواباً شافياً سوى تمسك «الحزب» بكلمة «مقاومة»، والتلطّي خلفها للإبقاء على سلاحه خارج إطار الدولة وشرعيتها!
وفيما يرفض «الحزب» منطق الدولة في هذه المعادلة رافضاً تسليم سلاحه، يعود ليقبل منطق الدولة «À la carte» بما يتناسب ومصلحته، فهو، وبعدما عمد إلى تدمير لبنان من جنوبه إلى بقاعه وعاصمته، أصبح يطالب الدولة ودول العالم الأجنبية والعربية بإعادة الإعمار، «إعادة إعمار ما دمره هو»! هكذا وبكل بساطة، ومن دون أي شعور بالخجل أو بالذنب، يضغط «الحزب» على الدولة لتضغط بدورها على دول العالم لإعادة إعمار مناطق في الجنوب والبقاع وبيروت من دون مقابل!
إلا أنه وبحسب معلومات «نداء الوطن»، فإن الجواب جاء واضحاً وصريحاً أولاً من أميركا (الدولة الوسيطة)، وثانياً من دول أجنبية فاعلة، وثالثاً من معظم الدول العربية، ألا وهو: «لا إعمار للبنان في ظل وجود سلاح خارج سلاح الدولة» أي بمعنى آخر: «لن تحصل إعادة الإعمار إلا بعد نزع سلاح «حزب الله». فالمُجتَمعان الدولي والعربي يقولان للبنان: «نحن نقدّم المساعدات، من أجل إعادة الإعمار والعافية الاقتصادية، فقط للدولة اللبنانية القوية والقادرة التي تبسط سلطتها، وسلطتها فقط، على كافة الأراضي اللبنانية»، وهذا ما سمعه المسؤولون في لبنان، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية من أكثر من جهة خارجية وعربية.
باختصار إن ثمن الإعمار هو نزع السلاح. وإذا تمسّك «الحزب» بسلاحه في جنوب الليطاني وشماله وفي أي بقعة أرض في لبنان، فعليه أن يصارح جمهوره ويقول لأبنائه في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية في بيروت إنه كان السبب في تدمير قراهم ومنازلهم وحياتهم وهو السبب أيضاً في عدم إعادة إعمار كل ما تهدَّم. وتبيّن بعد كل ما حصل أن «حزب الله» غير قادر، لا على المواجهة، ولا على الدفاع وحماية أبنائه وقراه وجمهوره بسلاحه (الذي لطالما تغنّى بقوته وقدرته وعتاده وترسانته) ولا على إعادة بناء ما هدمه، بأمواله! فهل يفعلها «الحزب» ويجنّب أبناءه تجرّع كأس المرارة والخيبة مرة ثانية؟ أم يُبدّي سلاحه على جمهوره مرةً جديدة، ويستخدم أبناءه وقوداً لمعاركه الدونكيشوتية الوهمية؟
الكرة في ملعب «حزب الله» الذي عليه أن يختار بين سلاحه وجمهوره!
جويس عقيقي - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|