رئيس الوزراء الإسباني: الضربات الإسرائيلية على غزة غير مقبولة
هل تستعاد أيام نظيرة جنبلاط في المختارة؟
بما يؤكد ويؤسس لخروجه من الحياة السياسية في لبنان اعتبر وليد جنبلاط في المناسبة الثامنة والأربعين لاغتيال المعلم كمال جنبلاط أنّ كل ما سبقها كان «فرصة للإستمرار بالتحدي والمواجهة، ومناسبة للتذكير والبقاء استمد منها إرادة الصمود وإرادة الحياة في الظروف الصعبة». وإذ رأى «أن شمس الحرية قد أشرقت على سوريا وأنّ نظام القهر والإستبداد قد سقط وان الحكم الجديد اعتقل المسؤول عن جريمه اغتيال كمال جنبلاط، فقد أعلن بإسمه وبإسم عائلته وبإسم الحزب ختم هذا التقليد لأن عدالة التاريخ قد أخذت مجراها ولو بعد حين».
هي المرحلة الثالثة والنهائية في مسار انتقال زعامة المختارة الى تيمور جنبلاط، أولاها كان في الذكرى الأربعين لاستشهاد كمال جنبلاط. في حينه ألبس رئيس اللقاء الديمقراطي نجله تيمور كوفية دار المختارة وخاطبه: «سرّ رافع الرأس واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط واشهر عالياً كوفية فلسطين العربية». إستذكر جنبلاط في حينه لحظة المصالحة ـ مصالحة الجبل، مصالحة لبنان ـ بين العمامة البيضاء والعمامة المقدسة للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير في آب 2001 في المختارة، وكانت وصية جنبلاط «أوصيكم بأنّه مهما كبرت التضحيات من أجل السلم والحوار والمصالحة، تبقى هذه التضحيات رخيصة أمام مغامرة العنف والدم أو الحرب».
المرحلة الثانية كانت مع استقالة وليد جنبلاط في أيار 2023 وانتخاب تيمور رئيساً للحزب، وكان تأكيد جنبلاط الأب بعد الإنتخابات على «النضال من أجل عروبة لبنان وتطوره الديمقراطي وضرورة إلغاء الطائفيّة السياسيّة وصولاً إلى المساواة بين المواطنين».
في 16 آذار 2025 وقبل أن يدعو تيمور كما الحزب التقدمي الإشتراكي إلى خوض مرحلة جديدة من النضال، أراد وليد جنبلاط أن يحدث قطعاً مع كل الموروث المؤلم وأن يطلق يد تيمور في بناء علاقات لبنانية سورية على قواعد جديدة بعيدة عن التجارب السابقة. في دعوة جنبلاط تلك، دعوة لكل المكوّنات السياسية في لبنان للإنعتاق من كل المواقف السابقة المتجذرة منذ تأسيس لبنان مروراً بكل تداعيات الوصاية والإضافات المؤلمة التي تسببت بها سياسة المحاور، والإنطلاق نحو مرحلة سيادية بإمتياز قوامها ترسيم الحدود براً وبحراً مع سوريا والتمسّك باتّفاق الهدنة وعروبة لبنان، والتأكيد على التزام القرارات الدولية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدّمتها حلّ الدولتين.
أعاد وليد جنبلاط تكرار ما اعتبره ثوابت منذ المرحلة الأولى وفي مقدّمتها التأكيد على يوم المصالحة التاريخي برعاية البطريرك صفير، واعتبار هذا الحدث أساساً للعلاقات اللبنانية اللبنانية فوق الإنقسامات السياسية كما كانت حالة جبل لبنان في السلم والوئام أيام سيدة القصر نظيرة جنبلاط. دعوة وليد جنبلاط نجله تيمور ورفاقه إلى ورشة فكرية تنظيمية واستثنائية للتمسك بإشتراكية أكثر إنسانية كما نادى بها القائد المؤسّس تستبطن نقداً ذاتياً لمرحلة امتدت من استشهاد كمال جنبلاط حتى الآن، بما اعتراها من مواقف فرضتها قوى قاهرة، وتحالفات نالت من عراقة البيت التاريخي وثوابته، وربما هي محاولة لشطبها ولو بشكل مؤقت من الذاكرة تمهيداً لإعادة قراءتها وتقييمها، وكأن انتقال المسؤولية السياسية يتمّ بين كمال جنبلاط وحفيده.
يأخذنا المشهد في المختارة يوم الأحد المنصرم بتنوّعه الوطني الوازن الى ما رامه وليد جنبلاط من الإشارة الى أيام نظيرة جنبلاط التي كانت تستقبل زوار القصر بترحاب وبشاشة وتخوض باسمة في أحاديث لا تنتهي، هي التي تمكنت من إنهاء قطيعة استمرت 13 عاماً مع علي جنبلاط لإيمانها أن الأواصر العائلية بين فرعيّ العائلة تعزز موقعها وقوتها بين الدروز. لكن الدور الأهم كان في نجاحها في تفادي وقوع الفتنة في الشوف حين أبدى دروز الشوف تضامنهم مع الثورة في جبل الدروز عندما أعلنت السلطات الفرنسية تشكيل كتائب المتطوعين المسيحيين بقيادة بطرس كرم حفيد يوسف بك كرم، حيث غدت السيدة نظيرة وسيطة بين الثوار وسلطات الإحتلال مما رفع منزلتها وزاد من أهمية المختارة في الحياة السياسية.
فهل تنجح المختارة مجدداً في الحفاظ على موقعها في مواجهة رياح التفرقة وفي إعادة التوازن الى جبل العرب الذي يتعرض لغزو صهيوني، وهل تنجح المرحلة الجديدة من النضال والتّحدي التي أرادها وليد جنبلاط في إعادة المختارة الى أيام سيدة القصر نظيرة جنبلاط؟
العميد الركن خالد حمادة - اللواء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|