تحرّك مسيحي رفيع المستوى باتّجاه دمشق أبْعَد من العواطف والكلام الفضفاض...
يُكثر المسيحيون من الكلام العاطفي الفضفاض، المشحون بعواطف جيّاشة، كذاك الذي يقول "إننا أهل هذه الأرض" و"النّسيج الأساسي لهذه البلاد" و"لسنا ضيوفاً في هذا الشرق" و"نحن الأساس هنا"... وما يُشبهه، وذلك في كل مرة تعصف فيها المخاطر الوجودية، أو تلوح الاضطهادات في الأُفُق بفعل التغييرات السياسية والأمنية الإقليمية.
زيارة كبرى؟
ولكن قد يكون الوقت حان بالفعل اليوم للخروج من الكلام، وللابتعاد عن العموميات والعواطف التي لا تُطعم خبزاً، وللقيام بخطوات ملموسة مثل زيارة مسيحية رفيعة المستوى للرئيس السوري الجديد (الموقّت أحمد الشرع)، ومناقشة ملف مستقبل المسيحيين في سوريا مع السلطات السورية الجديدة، في الوقت الذي تقوم به كل أقليات المنطقة بترتيب شؤونها بوسائل مختلفة.
خطر داهم؟
أوضح الرئيس السابق للرابطة المارونية أنطوان قليموس أنه "إذا أردنا وضع تلك الأمور ضمن إطار سياسي حصراً، فيتوجّب تركها لهمّة النشاط الرسمي اللبناني، في مثل تلك الحالة. وأما في حال الرغبة بعدم حصرها بالسياسة، ومنحها صبغة دينية أيضاً، فلا بدّ من الإشارة الى أن ما سيتحكّم بأي نشاط في شأنها على هذا الصعيد، هو مدى الخطر الداهم الذي قد تشعر به الطوائف المسيحية خلال هذه الحقبة أو تلك".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "معظم المعطيات المتوفّرة حالياً تُفيد بأن المسيحيين السوريين، لا يعانون حتى الساعة من مخاطر كتلك التي تطال الطائفة العلوية هناك، مثلاً. ولكن رغم ذلك، لا شيء يمنع القيام بتحرّك مسيحي كبير للتواصل مع السلطة الجديدة في سوريا حول قضايا متعددة، خصوصاً من خلال بطريركية الروم الأرثوذكس التي يقع مقرّها في دمشق، أو حتى من خلال بطريركية الروم الكاثوليك التي تتمتّع بجذور لها هناك أيضاً".
تراجُع ديموغرافي
وشدد قليموس على أنه "لا يمكن لأحد أن يتجاوز الموقف الرسمي للدولة اللبنانية، إلا إذا اختارت هي البقاء بحالة انكفاء وعدم القيام بأي مبادرة في هذا الاتجاه، حتى ولو كان هناك حاجة لذلك، لا سيما إذا استجدّت مخاطر حقيقية تهدّد الطوائف المسيحية بشكل ملموس".
وختم:"أعداد المسيحيين تنخفض، سواء في سوريا أو العراق. والاتفاق الذي أبرمه الأكراد مع الدولة السورية مؤخراً، قد تكون له انعكاسات على المسيحيين في مناطق الانتشار الكردي أيضاً. وما يمكن قوله ضمن هذا الإطار بشكل عام، هو أن التريّث يبقى سيّد الموقف في الأوقات والظروف الراهنة، ووضوح الرؤية بشأن المستقبل سيتظهّر مع مرور الوقت".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|