إقتصاد

كم يكلف الطفل المولود حديثًا في لبنان؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

"نحن هنا باقون ولن نسمح للحرب أن تسرق منّا انسانيّتنا". هكذا عبّر أبو يوسف النّجار (خمسيني- متزوج وأب لأربعة أطفال)، عن وضعه الأليم في الجنوب، متمسكًا بأرضه لو مهما حصل.

أبو يوسف، كباقي المواطنين في الجنوب، يحبّ بلده لبنان كثيرًا. رفض السفر على اعتبار أنّ بلده سيحفظ له كرامته وأصله. وعمل منذ شبابه في النجارة وأمّن مستلزمات بيته بالكامل. وللأسف، عندما اشتدّت الحرب بين إسرائيل ولبنان، ووسط العنف والدمار الذي اجتاح المنطقة، اضطرّ أن يترك منزله ويذهب مع عائلته إلى أحد المخيمات الصغيرة. لكنّ الحياة في المخيّم لم تكن أفضل بكثير. كان ينقصها أبسط مقومات الحياة.

أبو يوسف تعلّم من خلال تلك الأيام الصعبة، أنّ الأمل لا يزال قائمًا. وقال: "نحن هنا باقون، ولن نسمح للحرب أن تسرق منّا انسانيّتنا. هنا أصلنا وناسنا وأحبابنا. وهنا سندفن. وبسبب الحرب هذه، أصبحنا نقدّر الحياة بأبسط ما فيها واصبحنا أقوى من قبل".

قصّة أبو يوسف طبعًا ليست وحيدة، بل العشرات من المواطنين سيّما الجنوبيين، عاشوا ولا يزالون أزمات الحرب. فمن المعيل؟

الجنوب الأكثر تضررًا

أفاد البنك الدولي يتقريرٍ جديدٍ له،" بأنّ التكلفة الاقتصادية للحرب في لبنان قدّرت بنحو 14 مليار دولار أميركي، حيث بلغت الأضرار التي لحقت بالمقومات المادية نحو 6.8 مليار دولار أميركي، في حين بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انخفاض الإنتاجية، والإيرادات الضائعة، وتكاليف التشغيل نحو 7.2 مليار دولار أميركي. وبحسب هذا التقرير، صُنّف قطاع الإسكان بأنّه الأكثر تضررًا، حيث تُقدر الأضرار فيه بنحو 4.6 مليار دولار أميركي. كما تأثرت قطاعات التجارة والصناعة والسياحة بشكل كبير، حيث تُقدر الخسائر فيها بنحو 3.4 مليار دولار أميركي في جميع أنحاء البلاد، وذلك بحسب المسح الميداني الذي أجراه البنك الدولي، بهدف تقييم الأضرار والخسائر والاحتياجات في عشرة قطاعات في جميع أنحاء البلاد خلال الفترة الممتدة من 8 تشرين الأول عام 2023، ولغاية 20 كانون الأول من العام الماضي".

أما جغرافيًا، فيشير التقرير إلى "أنّ محافظتي النبطية والجنوب هما الأكثر تضررًا، تليهما محافظة جبل لبنان التي تضم ضاحية بيروت الجنوبية. علمًا أنّ محافظتي البقاع وبعلبك تعرضتا لغارات كثيفة ومدمرة إبّان احتدام الحرب في الأسابيع الأخيرة من فترة المسوحات الميدانية".

ويؤكّد التقرير "أنّ الأطفال هم الأكثر عرضةَ للخطر من حيث التغذية والمصروف. فكيف أثرت الحرب على تغذية الطفل؟ وكم يكلف الطفل المولود حديثًا؟

يعاني العديد من الأطفال في لبنان، من نقصٍ حادّ في الغذاء حيث يكتفي بعضهم بوجبة واحدة فقط في اليوم، بحسب ما أكّده "اليونيسيف". ويؤدّي نقص التغذية السليمة إلى تأخر النمو الجسدي ما يؤثر سلبًا على الدماغ ما يعرض حياتهم للخطر.

وأفادت المعلومات بأنّ 1 من أصل 3 أطفال، يتناولون وجبة واحدة يوميًا. وكل 2 من أصل 5 أطفال رضّع لم يحصلا على حليب الأم، وأكثر من ثلثي الأطفال يتناولون أقل من 5 أنواع من الطعام يوميًا".
 
وبحسب مصادر تقدّم الدولة دعمًا من خلال مراكز متخصصة في التأهيل الطبي والنفسي. وتقوم اليونيسيف بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية بوضع خطط إنقاذية تساعد هؤلاء الأشخاص لتلبية حاجياتهم الأساسية، تحديدًا لأهالي الجنوب.

الطبابة مُكلفة

وفي حديثه للدّيار، يؤكّد د.طوني عودة" أنّ استشارة الحكيم تُكلّف 50 دولارا شهريًا. أما اللقاح الواحد، يتراوح سعره ما بين 50 إلى 70 دولارا أميركيا في حال كان اللقاح اوروبيا. لافتًا إلى انّ الوزارة تضمن اللقاحات الصينية والهندية بأسعار شبه مجانية.

أما المستوصفات، تُقدّم المساعدات للعسكر (حليب- ملابس أطفال ولقاحات)، سيّما في مستوصفات جونية تساعد العسكر والموظفين في القطاع العام في الطبابة.

ويؤكّد مازن (والد لطفل رضيع) أنّ طفله يحتاج إلى حوالي 3-4 عبوات حفاضات شهريا 40 دولارا أميركي، والحليب الصناعي حوالي الـ70 دولارا. أما الملابس والمستلزمات الأخرى حوالي الـ30 دولارا.

إذًا ما بين طبابة واحتياجات، يحتاج الطفل الرضيع إلى حوالي الـ250 دولارا بحدّه الأدنى. فما بالكم من مرحلة التعليم والأقساط المدرسية؟" 

مارينا عندس - الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا