محليات

حزب الله إلى أين ماكرون: روسيا أظهرت الليلة الماضية أنها لا تشاطرنا بصدق الرغبة في السلام؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الوقائع المتدحرجة، في الفترة الأخيرة، وبالتحديد منذ وقف إطلاق النار، إثر انخراط حزب الله بمعركة الإسناد، التي خاضها في 8 تشرين أول/ أكتوبر 2023، للدفاع عن فلسطين وللتخفيف عن غزة، حسب قوله.. تحتم إجراء مراجعة قوية ومتقدمة، واتخاذ قرارات مصيرية حاسمة، قبل أن تعود الوقائع المتكونة والمتراكمة، لتفرض نفسها عليه بشكل قد لا يتوقعه ولا يرضيه حتماً.
النتائج الكارثية لمعركة الإسناد الفاشلة، معروفة الوقائع ومرصودة، ولا داعي من تكرارها والتذكير بها. إذ أن التطورات والدلالات المتراكمة خلال الأيام الماضية، كانت كافية للاستنتاج، أن الحزب يقيم مجدداً حسابات، بالرغم من التجارب الصعبة والمؤلمة والغير محتسبة، ليبقى على رهانات خاطئة، وهو يتجه نحو منزلقات خطرة عليه، وعلى البيئة الملتفة حوله. وبالتالي، على لبنان ككل.

يكفي فقط التدقيق واستعراض ومناقشة ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية، ما بين الجنوب والبقاع، للاستنتاج، أن حالة الإنكار المتعاظمة والمتضخمة والديماغوجية التي يعيشها الحزب، خطرة بشكل متقدم وملموس.

ففي يومين متتاليين دلت الوقائع عن تهافت منطق الحزب وتصرفاته المرتبكة والمتهورة وغير المدروسة.

منذ وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، والاتجاه نحو تطبيق التفاهم بين البلدين العدوين على تطبيق 1701، يعمل الحزب للإثبات أن إسرائيل هي من يرفض تطبيق التفاهم ويصر على مخالفة التفاهمات. وهو محق. فيما إسرائيل تدعي كل يوم أن الحزب هو الذي يحاول الالتفاف على الاتفاق وخرقه والعودة إلى الأوضاع السابقة. ولهذا هي تقتل وتقصف وتضرب في أماكن متعددة من دون وازع أو رادع، وتبقي طائراتها القاتلة والمراقبة في أجواء لبنان وفوق رؤوس اللبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً.
بطبيعة الحال، فإن إسرائيل والحزب لا ينفيان أو يستبعدان احتمال العودة إلى المواجهة العسكرية، كل من موقعه ومنطقه. الحزب يريد أن يثبت أن إسرائيل تخالف الاتفاق ولا تطبقه وتحتل أراضي لبنانية، ومن الواجب التحضير للعودة إلى المقاومة المسلحة. فيما إسرائيل تحاول أن تثبت أن الحزب يحاول إعادة بناء بنيته التحتية العسكرية للعودة إلى القتال وتهديد أمن مستوطناته.

في الواقع، فإن الطرفين، أي حزب الله وإسرائيل، كل منهما يخالف التفاهم، والاتهامات المتبادلة صحيحة من قبلهما، كل تجاه الاخر.

لكن الخطر في الأمر، أن لبنان شبه المدمر والمحطم، بسبب تذاكي حزب الله وإنكاره الحقائق، قد يعود للوقوع في الفخ والمأزق السابق، ويسمح لإسرائيل بإعادة تدمير ما تبقى بتغطية أميركية مؤمنة ومضمونة. وباستمرار احتلالها لأراض لبنانية وانتهاك سيادته، وتدمير الإجماع الدولي لإنقاذ وإعادة إعمار لبنان وقراه الكثيرة، شبه الممسوحة عن الوجود.


المصلحة الوطنية اللبنانية العميقة، هي في تطبيق القرار الدولي الذي عُطل سابقاً، والإسراع في الخروج من المحنة الراهنة، والعودة إلى الحياة الطبيعية، وإعادة إعمار الجنوب والضاحية، لإعادة السكان إلى أرضهم، ومنازلهم وأرزاقهم وحياتهم التي كانت مستقرة وعامرة.

يوم الثلاثاء الماضي، أتت الوقائع لتميل نحو دعم وجهة النظر الإسرائيلية، أمام الراي العام الدولي. ففي 18 آذار، دلت الوقائع المصورة بالفيديو من الطائرات المسيرة الإسرائيلية، أن عنصراً من حزب الله في بلدة كفركلا، برج الملوك، قد تنقل بين أكثر من مكان، وقام بنقل الأسلحة والذخائر إلى سيارته، وبادر إلى نقلها إلى مواقع قتالية في قرية أخرى. فيما كاميرا الطائرة الإسرائيلية تسجل الوقائع كاملة وبالتفصيل الممل، والوضوح الكامل، إلى أن استهدفته في المحصلة بدم بارد، مع سيارته بصاروخ فاغتالته وحولته وعربته البيضاء إلى غبار متناثر.

أثبتت إسرائيل، التي وزعت على وسائل الإعلام الوقائع وشريط الفيديو، أن حزب الله ماضٍ في خرق التفاهم، وأنها قتلت -حسب منطقها- رجلاً أو عنصراً من حزب الله كان ينوي قتالها أو قتل مواطنيها. فبررت للعالم منطق استمرارها بخرق سيادة لبنان والاعتداء عليها، بدليل ما سجلته وبثته من وقائع دامغة للرأي العام المحلي والدولي.

هذا على مقلب المواجهة مع العدو الإسرائيلي في الجنوب. أما على المقلب الأخر، فمنذ سقوط نظام آل الأسد الصاعق والمدوي، يعمل الحزب ومن خلفه إيران، على خط لبنان وسوريا، من أجل إثبات مقولة مفادها أن النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع، يستهدف لبنان والأراضي اللبنانية بالأطماع والاعتداءات، والدليل، أنه هاجم القرى اللبنانية في الأراضي السورية، وهجر وقتل أهلها وشردهم لأهداف مذهبية ودوافع تكفيرية.
الجانب السوري، كان يرد بالقول إن سكان هذه القرى اللبنانية، في الأراضي السورية، هم قواعد خلفية لحزب الله، حول أغلبها إلى مستودعات ومقرات حزبية، ومراكز عسكرية لنقل وتهريب السلاح وصناعة حبوب الكابتاغون المخدرة وطباعة العملة المزورة.

حاول الحزب، التنصل من المسؤولية عن التسبب بإشعال المعارك بين الجانبين، وأن الأمر يقتصر على مواجهة بين القوى النظامية السورية، وشباب وأولاد العشائر اللبنانية أصحاب وأهل القرى، وأن لا علاقة له بالأمر. وقد تسابق رؤساء بلديات معروفة وممسوكة، للتصريح ونفي علاقة الحزب بالأمر، إن من ناحية التواجد العسكري أو لناحية المسؤولية الأمنية والتحريضية.

الذي جرى خلال الساعات الماضية، وتحديداً يوم الأربعاء في 19 من الشهر الحالي، وخصوصاً لحظة دخول الجيش اللبناني، إلى بلدة "حوش السيد علي" الحدودية، أظهر أن رد فعل بعض المواطنين اللبنانيين المناصرين لحزب الله، صعّد الموقف في مواجهة الجيش اللبناني، ونعتهم بالخيانة والعمالة. وقاموا بإهانة عناصره، وسط الهتافات التي ترددت وكشفت أن الحزب متورط وضالع في ما جرى.

من أين أتت الشجاعة والمبادرة لبعض الأهالي المزارعين والمدنيين يفترض، للقيام بشتم عناصر الجيش وترداد هتافات حزبية أمام عدسات الكاميرات؟


عملياً، كما كشفت كاميرات المسيرات الإسرائيلية، تورط الحزب في خرق التفاهمات، المنجزة لتطبيق الـ1701، كشفت عدسات الصحافيين والمواطنين، تورط الحزب مرة أخرى وكتيبة الأهالي والعشائر التابعة له، في تسعير الخلافات على الحدود الشرقية والشمالية.

فاذا كان الجيش اللبناني، لم يجد من يحفظ كرامته بين مواطنين لبنانيين، وسمع أناشيد حزبية متهجمة، مرفقة بالشتائم في بلدة "حوش السيد علي"، من ثلة من الرعاع وقطاع الطرق المبرمجين، كيف سيكون حال القوى الأمنية من الجانب السوري؟ في مواجهة عشائر وعناصر مدججة بالأسلحة والصواريخ ومحشوة بالمهربين والمطلوبين والمخالفين من كل الأنواع؟

إزاء كل ذلك وما يجري من تدهور، وتراجع في منطق الحزب في الجنوب، لناحية التزام التفاهمات. وفي البقاع، تجاه العلاقة مع سوريا، ماذا سيحدث وكيف ستكون نتائج هذه السياسات في الأيام المقبلة؟

هل سيستدرك حزب الله، وجهته القوية المندفعة نحو مشكلات أعقد وأعمق، أم سيجر لبنان وبيئته معه مرة جديدة نحو كارثة محدثة؟

عارف العبد - المدن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا