قبلان: على الدولة اللبنانية تأكيد أولوياتها السيادية كأساس للعمل الوطني
خلافٌ في مجلس النواب بسبب أحمد الشرع
بدأ الانقسام اللبناني حول النظام السوري الجديد، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، ينتقل إلى داخل مؤسسات الدولة، وتحديدًا إلى مجلس النواب، حيث حصل إشكال يوم أمس خلال اجتماع لجنة الدفاع النيابية بسبب أحمد الشرع.
وفي التفاصيل، شهدت جلسة لجنة الدفاع مشادة كلامية حادة بين النائبين جورج عطا الله وبلال الحشيمي، وذلك عندما تطرّق عطا الله إلى صورة وُضعت في منطقة الكورة للرئيس السوري أحمد الشرع، واصفًا إياه بأنه "رئيس لمجموعة إرهابية"، الأمر الذي أثار اعتراض النائب بلال الحشيمي، الذي ردّ قائلًا إن أحمد الشرع هو رئيس الجمهورية العربية السورية، وأنه لا يحق لعطا الله التحدث عنه بهذه الطريقة.
وتصاعدت حدة النقاش بين النائبين، مما أدى إلى أجواء متوترة داخل الجلسة، قبل أن يتدخل رئيس اللجنة، النائب جهاد الصمد، لإنهاء الجدال وإعادة ضبط النقاش، كل ذلك وسط صمت تام من قبل وزيري الدفاع ميشال منسى، ووزير الداخلية أحمد الحجار، اللذين لم يتدخلا في الإشكال إطلاقًا.
وإذا كانت خلفية النائب عطا الله شعبوية، بحكم حاجة التيار الوطني الحر إلى فتح معارك غرائزية لشدّ العصب، فإن المشكلة أعمق بكثير، إذ يُعدّ هذا الإشكال أول اختبار حقيقي للعلاقات اللبنانية - السورية منذ تغيير النظام في سوريا، وهو يتطلّب معالجة سريعة وجذرية قبل أن تشهد العلاقات تدهورًا دراماتيكيًا.
ورغم أن الجانب السوري يحاول تبرير الاشتباكات من خلال اتهام حزب الله بالتورط فيها، فإن هذا التبرير يفتقر إلى الحجّة، في ظلّ نفي حزب الله لأي تدخّل في الأحداث، وفي ظلّ نقزة لبنانية عارمة في مختلف أطياف الشعب اللبناني تجاه هذه الاعتداءات السورية، التي تأتي بعد أحداث الساحل السوري، والتي ما زالت آثارها النفسية كبيرة في نفوس اللبنانيين.
ولم تحلّ خصومات حزب الله الداخلية دون توحيد اللبنانيين في رفضهم لما يحصل على الحدود الشرقية، وقلقهم إزاء هذا الخطر الداهم، الذي يتعارض مع الصورة الإيجابية التي دأب رئيس الجمهورية السورية المؤقت، أحمد الشرع، على بنائها، كرجل دولة ورئيس لسوريا، دولة المؤسسات ذات النوايا السلمية تجاه محيطها.
يبقى أن مستقبل علاقة لبنان مع النظام السوري الجديد يرتبط إلى حدّ كبير بقدرة الدولتين على ضبط الوضع في أسرع وقت، ووضع آلية فعالة على الحدود تحول دون تكرار هذه الأحداث، التي لا تتسبب بضحايا وأضرار مادية فحسب، بل تعرّض العلاقات اللبنانية - السورية إلى تصدّع عميق يطال كل شرائح المجتمع اللبناني.
"ليبانون ديبايت" - محمد المدني
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|