قلق في "عين الحلوة" والإتصالات تطوّقه
عاش مخيم عين الحلوة حالة من القلق والحذر عقب وفاة أحد عناصر قوات الأمن الوطني الفلسطيني محمد سعد عبدالله الملقب بـ»العراقي»، صباح أمس، بعدما أصيب خطأ في الإشكال المسلّح مساء السبت الماضي، في الشارع الفوقاني بين شبّان من منطقتي الصفصاف (معقل الاسلاميين) والبركسات (معقل فتح) ونقل الى مستشفى «الراعي» في صيدا.
الإشكال الفردي على خلفية تلاسن وخلافات قديمة، كاد يتطور إلى إشتباك، كونه وقع بين شابين من منطقتين متجاورتين الصفصاف والبركسات، غير أنّ سرعة الاتصالات التي جرت بين قيادة الطرفين لجمت تطوره وأدّت الى تطويق ذيوله، حيث تشهد العلاقة بينهما تنسيقاً عالياً عقب مرحلة من الخلافات الدامية توّجت بتشكيل «هيئة العمل الفلسطيني المشترك»، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري كمرجعية سياسية وأمنية واجتماعية للمخيمات الفلسطينية في لبنان.
وعقب إعلان نبأ الوفاة، ساد الهلع في صفوف أبناء المخيم، وسارع ذوو الطلاب إلى إعادة أبنائهم الطلاب من مدارس «الاونروا» خشية تجدّد الإشكال فجأة، في وقت نشرت فيه قوات الأمن الوطني عناصرها في الشارع الفوقاني لمنع أي إخلال بالأمن. بالمقابل، نشرت «عصبة الانصار» الإسلامية عناصرها في منطقة الصفصاف للغاية ذاتها، بعد اتصالات كثيفة وتنسيق بين قيادة الطرفين لقطع الطريق على أي توتر جديد. ووصف قائد «القوة المشتركة» الفلسطينية في مخيم عين الحلوة العقيد عبد الهادي الأسدي الوضع بأنّه هادئ، وأكّد لـ»نداء الوطن» أنّ «لا خلفيات تنظيمية وراء الإشكال»، واضعاً إياه في خانة «الإشكال الفردي وتجري معالجته»، كاشفاً «أنّ الإتصالات التي جرت واللقاءات التي عقدت خلال اليومين الماضيين بين مختلف القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية أكّدت أنّ الأمن خط أحمر وممنوع الإخلال به أو إطلاق النار».
ونعت «منظمة التحرير الفلسطينية» و»فتح» وقوات الأمن الوطني الفلسطيني وعائلة عبدالله «العراقي»، وأعلنت أنّ دفنه سيجري عصر الثلاثاء في مدافن عين الحلوة في درب السيم جنوب المخيم، قبل أن تعود وتعلن تأجيل مراسم التشييع الى ظهر الأربعاء بإنتظار وصول والدته من العراق، على أن تتقبل التعازي في قاعة الشهيد زياد الاطرش وسط المخيم.
وكانت القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية قد نجحت في تطويق ذيول الإشكال الذي وقع في الشارع الفوقاني مساء السبت الماضي، وتطوّر إلى إطلاق نار بين شبّان من حي الصفصاف وآخرين من حي البركسات وسقط بنتيجته جريحان احدهما العراقي، تزامناً مع قيام «فتح» بإحياء الذكرى الثامنة عشرة لوفاة الرئيس ياسر عرفات في مختلف المخيمات الفلسطينية وبعض المدن اللبنانية، حيث أقامت مهرجاناً مركزياً في قاعة لاسال في الرميلة – صيدا.
وتزامن الإشكال مع حركة سياسية فلسطينية لافتة وزيارات قام بها كلّ من عضو اللجنة المركزية لـ»فتح» مفوض العلاقات الوطنية عزّام الأحمد، وعضو المكتب السياسي لـ»حماس» نائب رئيس الحركة في الخارج الدكتور موسى أبو مرزوق، ونائب الامين العام لـ»الجبهة الديمقراطية» فهد سليمان، حيث عقدت لقاءات مختلفة بينهم وتوجت بلقاء ثنائي بين «فتح» و»حماس»، جمع الأحمد وأبو مرزوق، في حضور سفير دولة فلسطين أشرف دبور ورئيس دائرة العلاقات الوطنية في»حماس» في الخارج علي بركة، حيث جرى التأكيد على تعزيز الجهود لتوحيد الصفّ الوطني وترتيب البيت الفلسطيني، وعلى التمسّك بالحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية ورفض مشاريع التطبيع والتوطين وتنفيذ مخرجات حوارات الجزائر للمّ الشمل الفلسطيني وفق إعلان الجزائر.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|