الولايات المتحدة تبيع ألف إقامة ذهبية خلال 24 ساعة مقابل 5 مليارات دولار
باسيل وحيدًا… مع الألقاب!
الكلّ يتكلّم عن الديموقراطية ويتغنّى بها ويعتبرها أفضل أنظمة الحكم، فيما يسعى معظمهم للمشاركة دائمًا في الحكومة بغضّ النظر عن حجمه متناسيًا أنها تعني حكم الأكثرية ومعارضة الأقلية بناءً على نتائج صناديق الاقتراع. والمقصود أكثرية سياسية وليس طائفية أو عشائرية. غيْر أن رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل له رأي آخر أو مصلحة أخرى.
فهو اعتاد منذ 2008 على المشاركة واللعب بمصير الحكومات، عدا عن أنه يشعر اليوم بأنه ميشال عون نفسه، خَلَفَه ويحاول أن يتقمَّصَ شخصيته ومضمون خطابه ولهجته، وحتّى حركاته وعلامة النصر العزيزة على الجنرال لا تفارقه بغضّ النظر في أي حالة هو اليوم، لا بل يذهب أبعد محاولًا تخطّي عمه الرّئيس السابق. فهو الآن في مرحلة أصبح فيها رئيس التيار، لا بلّ الزعيم بلا منازع، ليس فقط داخل العائلة كونه الصهر المفضّل، وإنّما لأنه قابض على الحالة العونية بمجملها بعد ان قضى على أي منافس محتمل في عقر دارها جبل لبنان، بدءًا من كسروان مرورًا بالمتن وانتهاءً في بعبدا التي تمكّن فيها من إزاحة ألان عون ابن اخت القائد المؤسِّس لدرجةٍ أن وضع باسيل أصبح يشبه وضع نبيه بري رئيس مجلس النواب ورئيس حركة امل الشيعيّة الذي يتحرّك ضمن دائرة يحيطها الفراغ.
وقد عاد جبران ليتقرّب منه مجدّدًا بعد أن شنّ حملة شعواء عليه ووصفه بالـ”بلطجي” الذي رفض انتخاب عمّه رئيسًا عام 2016 وساهم في إفشال عهده. ولكنّ باسيل الطامح إلى مساواة عمّه، لا بل تخطّيه، ويعرف على الأقل “كيف ومن أين توكل الكتف؟” بعد القطيعة مع حليفه الأساسي “حزب الله”، الذي مكّن قدمَيْ عمّه والتيار في السلطة، لا يمكن ان يغرّد منفردًا بعد انتفاضة 2019 والعزلة التي انتهى اليها عهد ميشال عون، والقطيعة مع الرئيس سعد الحريري والخصومة التقليديّة مع حزب القوات الذي تقدّمه في الانتخابات الاخيرة عام 2022، وتنافسه مع سليمان فرنجية الذي فضّله “حزب الله” عليه ما اضطرّه للعودة لزعيم حركة امل. وبعد الفراغ الرئاسي الذي استفاد منه عمّه عام 2016 لم يستفِد منه في المرة الثانية لا هو ولا صاحب الفكرة “حزب الله” الذي فرضه بالتنسيق مع حليفه بري، وانّما حمل الفراغ إلى قصر بعبدا جوزاف عون الذي يجمعه بسلفه فقط اسم العائلة، علمًا أنّ عون هو الذي اختاره قائدًا للجيش عام 2017 ثم اختلف معه لرفضه الانصياع لرغبات باسيل.
انتخاب عون رئيسًا واختيار نوّاف سلام رئيسًا للحكومة جعلا باسيل خارج السلطة وصِفر اليدين، بعيدًا عن الرئاسة وعن الحكومة وشبه معزول في مجلس النواب بعد أن انسحب نواب من كتلته النيابية وطرد آخرين.
في طبيعة الحال، الحكم الجديد بادله “الجميل” عارضًا عليه مقعدًا وزاريًّا واحدًا وغير ذي فعالية، وليس بإمكانه أن يقدّم عبره خدمات فاختار المعارضة محاولًا مهادنة رئيس الجمهورية ومنتظرًا رئيس الحكومة على الكوع. غيْر أنّ باسيل الذي يعرف أنّ مصيره متعلّق بشكل أساسي في الانتخابات النيابية المقبلة ركَّز هجومه على قانون الانتخاب الذي يسعى أكثر من طرف إلى تغييره او إدخال تعديلات عليه، فأعلن باسم التيار رفضه لأي تعديل إذ إنّه يعرف تمامًا أن قانون الانتخاب الحالي الذي وُضِعَ في عهد ميشال عون هو ضمانته الوحيدة، وفُصِّلَ على قياسه. فقد ترشح مرتيْن للانتخابات عاميْ 2005 و2009 في مواجهة بطرس حرب وأنطوان زهرا ولم يحالفْه الحظ، وفي عام 2013 لم تحصل الانتخابات، أمّا عام 2017 لم يَشَأْ عمّه تنظيم الانتخابات قبل تغيير القانون وتحويله من أكثري إلى نسبي فريد من نوعه يقوم على الصوت التفضيلي الواحد ضمن لائحة مقفلة، ما جعل منه قانونًا مذهبيًّا وعنصريًّا، ومكّن باسيل عام 2018 من الفوز كونه كان الوحيد في اللائحة العونية من قضاء البترون. أمّا في انتخابات 2022 بعد انهيار عهد عون، فقد تمكن باسيل من الفوز بشق النّفس بعد أن خسر أكثر من ألفي صوت، والآن بعد كل ما حصل من تطوّرات داخلية وتوريط “حزب الله” لبنان في حرب غزّة التي أعادت الاحتلال الإسرائيلي وألحقت الدمار بأكثر من منطقة وهجّرت وشرّدت مئات آلاف العائلات، فهل يجرؤ باسيل على التحالف مع “حزب الله”؟ على الرَّغم من أنه الوحيد الذي له مصلحة بالتحالف معه كي يؤمِّن الحصول على أكثر من ثلث المقاعد التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة.
لكنّ الساحة المسيحية تغلي نقمةً على “حزب الله” وممكن أن يكون ردّها في الانتخابات صاعقًا، لذلك بدأت تتسرّب شائعات حول عزم باسيل على عدم الترشّح، كما أن المقعديْن اللذيْن حصل عليهما في عكار قد يتبخّرا نتيجة انفراط عقد التحالف مع محمد يحيى على اعتبار أن من يغطي الناخبين اللبنانيين “السوريين” ويؤمّن قدومهم للتصويت بعد سقوط النظام الاسد. وفي جبيْل النائب العوني المتمرّد سيمون أبي رميا هو الأقوى انتخابيًا، امّا في المتن فالمعركة على أشدّها بين العونيّين الخارجين مثل ابراهيم كنعان والياس بوصعب والعونيّين الحزبيّين المطيعين، وفي بعبدا معركة أحجام يسيطر فيها المتمرّدون والمغضوب عليهم. ناهيك عن الوضع في البقاع حيث يعود الفضل فيه لـ”حزب الله” في حصول التيّار على المقاعد الثلاثة سواء في بعلبك أو في زحلة أو في البقاع الغربي. وأخيرًا مقعد بيروت الثانية الذي هو عمليًّا “هدية” مشتركة من الثنائي الشيعي. فهل يكتفي باسيل بالألقاب التي حققها، وهو الذي لم يتمكّن عام 2004 من الفوز بمركز عضو في بلدية البترون؟.
سعد كيوان-”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|