“خلايا إرهابية” في الضاحية… ما حقيقتها؟
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن “خلايا إرهابية نائمة”، وتحديداً في الأحياء العشوائية الموجودة بكثرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، منها منطقة حيّ السلم، برج البراجنة وحتى المخيمات، تزامناً مع التوترات الأمنية التي تحصل على الحدود والتي امتدت إلى القرى البقاعية.
أخبار كثيرة إنتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، جزء كبير منها مضلل، وساهم في بث الرعب في الأحياء التي انتشرت عنها الروايات، بالاضافة إلى مساهمتها في إثارة النعرات الطائفية وخطاب الكراهية، فمثلاً تم تداول بيانات بإسم “رابطات شبابية” لبعض المناطق على تطبيق “واتس آب”، تمنع تجوّل السوريين بعد الساعة السادسة مساءً، بينما انتشرت بيانات أخرى تمهل العوائل السورية مدّة أسبوع لإخلاء البيوت والأحياء التي يسكنونها، فضلاً عن حالة من الهرج والمرج وموجة من التعليقات التخوينية على “فيسبوك”، التي أقل ما يقال عنها إنها تهدد السلم الأهلي.
شاب من منطقة حيّ السلم، يوضح لموقع “لبنان الكبير”، الإشكال الذي حصل قبل أيام مع شبان من الجنسية السورية، وسرعان ما انتشرت أخبار حول إلقاء القبض على خلية إرهابية، كانت تستعد للقيام بعملية أمنية في المنطقة، فيما إنتشرت رواية أخرى تفيد بأن هؤلاء الشبان حاولوا اختطاف صبية الأمر الذي أدى إلى اشتباكهم مع أهل المنطقة.
ويضيف الشاب: “أخبار كثيرة متضاربة إنتشرت، ولا أحد يمكنه تأكيد ما حصل أو نفيه، لأن كلّ حدا بيقول شي”. ويشير إلى أن عدداً كبيراً من العائلات السورية يسكن في حي السلم منذ أكثر من 10 سنوات، ولم يحصل أي نوع من هذه الاشكالات التي بدأ الحديث عنها مؤخراً”، محذراً من أن خبراً من هذا النوع في هذا الوقت يمكن أن يتحوّل إلى دم.
أمّا عن الأجواء داخل الحي، فيقول: “لا مشكلة مع من يعيشون بيننا منذ سنوات، بل المشكلة مع الوجوه الجديدة التي تدخل المنطقة، فعلينا أن نبقى يقظين”.
شاب آخر من منطقة برج البراجنة، يؤكد لموقع “لبنان الكبير”، أن “البرج منطقة مكتظة، وفيها من هب ودب، وشهدت في سنوات سابقة هجمات وتفجيرات إرهابية، لذلك يعيش سكانها حالة من القلق خصوصاً بعد مشاهدتهم لأحداث الساحل السوري، ولا يريدون أن تتكرر السيناريوهات السابقة”.
ويعتبر أن “من واجب الأجهزة الأمنية التدقيق في هوية من يعيشون بيننا، كي لا يذهب الصالح بعزا الطالح، خصوصاً أن العصب الطائفي متشنّج، ولا نريد حصول ردود فعل يمكن تفاديها بالتعاون مع الأجهزة المعنية، ولا سيما أن هذه الانفعالات تصدر من شبان متهورين يصعب ضبطهم”.
مصدر أمني ينفي لموقع “لبنان الكبير”، الرواية “الارهابية”، مؤكداً أن كلّ ما يتم تداوله عارٍ من الصحة. ويقول: “لو تم فعلاً تفكيك خلية إرهابية، لكانت الأجهزة الأمنية ستتسابق للإعلان عنها كونها إنجازاً إستخباراتياً نتباهى به”.
ويلفت المصدر إلى “أننا نعيش فترة حسّاسة خصوصاً في ظل الأحداث والمتغيرات في المنطقة، وعلينا توخي الحذر من إنتشار الأخبار المفبركة، التي تعرقل أيضاً عمل الأجهزة”.
فاطمة البسام-لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|