"وصفته بالإرهابي"... إسرائيل "تعترف" بقتل مصور في قناة "الجزيرة"!
إيّاكم أن تشتكوا من جبران باسيل
يقف جبران باسيل يوميّاً عند كلّ صبيحة ومساء، حين يستيقظ وقبل أن يخلد إلى النوم، رافعاً يديه إلى السماء، متنسّكاً متعبّداً تالياً صلاة واحدة، وبيمينه سبحته مناجياً: "يا أمّ النور يا يسوع أطِل بعمر عمّي ميشال، أقلّه حتّى سنة من الآن، امنحه العافية والصحّة فهو ذخيرتي وكلّ ما أملك. آمين".
يُعرف عن جبران باسيل أنّه قدير وحريص في التصرّف بما يملك، فلا يصرف قرشاً خارج الطريق. ينظر الصهر إلى عمّه ميشال على أنّه كنز وجزء من الثروة التي يمتلكها لا يُبدّد منه يوماً، ولا سنة ولا مرحلة، حتى إنّه شاركه في نضاله الأوّل أيّام قصر بعبدا، وحكاية "يا شعب لبنان العظيم"، حين كان جبران فتى يافعاً لا يميّز كثيراً بين اليمين واليسار في السياسة ولا بين الكهرباء والسياسة الخارجية في المحاصصة الوزارية ولا حتى في فنون الطبخ. جلّ همّه في ذلك الوقت أن يحصل على قرض يسمح له بشراء سيارة برتقالية اللون من النوع الذي يحبّه، تجعله مميّزاً بين رفاقه في بلدته البترون، حيث يمتلك والده دكّاناً في أحد شوارعها لبيع المرطّبات والحلوى للصغار.
تأتي في السياق نفسه صورةُ جبران مرافقاً عمّه في "الميني - كار" داخل الشارع السياحي لبلدة البترون، والميني - كار سيارة خُصّصت بدايةً لممارسي لعبة الغولف، ولاحقاً للتنقّل داخل المنتجعات السياحية الكبرى، ومن قبلها قبل أيّام صورتهما في مبنى تلفزيون الـotv وقوالب الحلوى أمامهما.
يريد جبران باسيل الاستفادة من كلّ يوم لعمّه في هذه الحياة، على الرغم من أنّ الرجل ناهز الـ89 عاماً وخرج حديثاً من رئاسة الجمهورية منهكاً متعباً، وذلك عوض أن يتركه يستريح. لا يجد الصهر حرجاً بالإمساك بيده والتنقّل به حيث يمكن الاستفادة منه سياسياً وشعبياً. يتعامل معه كما تعامل النبيّ موسى مع عصاه عندما سأله الله: "وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكّأ عليها وأهشّ بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى".
هي المآرب الأخرى التي يسعى إليها جبران وتأتي كالتالي:
1- السيطرة على الحالة العونية: يَطمئنّ جبران باسيل إلى أنّ الحالة العونية ممسوكة من قبله ما دام عمّه على قيد الحياة، وغير قابلة للقسمة ولا للاختصار، وكلّ من يفكّر في الانشقاق مكتوب له الفشل حتى قبل أن يبادر إلى الانشقاق على قاعدة "ما متت، بس ما شفت مين مات". يحاول تكريس صورة نمطية بين البرتقاليين لِما هو آتٍ من الأيام عبر مرافقة عمّه، وتكثيف جولاتهما ضمن البيئة البرتقالية بشريّاً وجغرافيّاً. هي صورة عنوانها "ميشال عون هو جبران باسيل وجبران باسيل هو ميشال عون"، يرافقها إبعاد الرؤوس الكبيرة أو الصقور داخل العونيين، فلا مرشّح للرئاسة من التيّار غيره. فمن دون اسمه فلتكن للرياح حرّيّة أن تقتلع بطريقها من تريد. والويل والثبور لمن يحيد عن الطريق، سواء كان صهراً أو ابن أخت أو حتى أبعد نسيب.
2- وراثة التَرِكة السياسية: ينظر جبران باسيل إلى مرحلة ما بعد عمّه. إنّها استحقاق كبير، بخاصّة ضمن الحياة السياسية العامّة، وبكلمة أوضح ضمن المنظومة السياسية الحاكمة. ينظر إلى تلك المرحلة بكثير من الجدّيّة والقلق والتدبير. يسعى إلى إقناع كلّ الأفرقاء على مساحة الوطن، حلفاء وأصدقاء وخصوماً، أنّه الوريث الأوحد لعمّه في السياسة وتصدُّر المشاهد والشراكة في التسويات والصفقات. هو شريك القصر الرئاسي سابقاً ورفيق التقاعد حالياً، وتحصيل المحصَّل أن يكون الوريث الوحيد.
هذا ما يفعله جبران باسيل الذي مواصفاته وتكوينه البنيوي الفكري لا يتركان مكاناً لأيّ شريك له. تتقدّم الأنا عنده على النحن، ومن لا يصدّق فليسأل اللواء عصام أبو جمرا، ودولة الرئيس إيلي الفرزلي، ولا ضير من استذكار الصديق جان عزيز، وبينهم كُثر تساقطوا لأنّهم اشتكوا من جبران باسيل.
زياد عيتاني - أساس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|