تضعضع في المقاربة... أي كلام يعكس قرار لبنان الرسمي من التفاوض؟
أكّد مصدر إسرائيلي أنّ "بقاء القوات الإسرائيلية في النقاط الـ 5 في لبنان يتوافق مع آلية المراقبة"، مشيرًا إلى أنّ الجيش سيبقى في لبنان حتى التأكد من سيطرة الجيش اللبناني بنسبة 100 في المئة". وأشار المصدر في حديث صحافي إلى "أنّ الجيش سيعمل على منع تسلّح "حزب الله" ولن يكتفي بدور المراقبة. في الإطار عينه، أكّد مصدر دبلوماسي أنّ إسرائيل لن تكون لديها قواعد اشتباك مع "حزب الله"، لافتًا إلى أنّ العمل العسكري سيكون الحلّ. وشدّد على أنّ إسرائيل ستعمل على منع تمويل "حزب الله" ونقل الأموال له. وأضاف "الجيش اللبناني يحاول السيطرة على بعض المناطق في الجنوب ولا يعمل في أخرى".
هذه المواقف تأتي بينما نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس أنه أبلغ موقفه إلى من يعنيهم الأمر، في الداخل والخارج، بـ"التمسك بتطبيق القرار 1701، باعتباره ركيزة اتفاق وقف الأعمال العدائية"، مع إعطاء "الأولوية لوقف الخروقات والعدوان الإسرائيلي المستمر منذ انتهاء الحرب"، قبل "العودة إلى الكلام عن ترسيم الحدود عبر اللجنة العسكرية – التقنية المعنيّة بمعالجة النقاط العالقة". وركّز برّي على أن آلية العمل للجنة الإشراف كفيلة بمعالجة كل النقاط العالقة.
من جانبه، قال وزير الخارجية يوسف رجّي في حديث صحفي "ان أي جواب رسمي لبناني لم يصدر حول طلب نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، ولم يتم تشكيل اللجان الثلاث الدبلوماسية"، مستطردا "لكن البحث قائم بموضوع التفاوض حول البنود الثلاثة (التي تحدثت عنها اورتاغوس) وهي: انسحاب اسرائيل من النقاط المحتلة واطلاق سراح الاسرى اللبنانيين والتفاوض حول تثبيت الحدود البرية". وأكد رجّي أن "لبنان يركّز على انسحاب قوات الإحتلال وتطبيق اتفاق الهدنة بين لبنان واسرائيل والامم المتحدة عام1949، بينما التطبيع غير مطروح والمفاوضات السياسية المباشرة مع اسرائيل مرفوضة نهائياً مع أن الجانب الاميركي لم يُشر إلى هذا الموضوع".
إسرائيل تصعّد إذًأ وتعلن أنّها باقية في لبنان وذلك على وقع قصف واستهدافات واغتيالات وغارات شبه يومية، تنفّذها ضدّ أهداف لـ"حزب الله"، بدعم مطلق من الولايات المتحدة الأميركية. وفي المقابل، يعلن برّي، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية"، انه غير مستعدّ للبحث في مسألة ترسيم الحدود إلّا بعد وقف إسرائيل خروقاتها للـ1701... كما أنّ برّي يبدو رافضًا لفكرة "التفاوض في لجان حول هذه النقاط"، ويعتبر أنّ لجنة الإشراف على اتفاق وقف النار، يجب أن تعالجها... أمّا وزير الخارجية فيعكس كلامه استعداداً لبنانيًا للتفاوض حول الترسيم خاصة على الصعيد التقني – العسكري، وقد أعلن رجّي أنّ الطرح الاميركي لا يزال قيد الدرس - اي ان الموقف النهائي منه لم يتبلور بعد - مع إصراره في الوقت ذاته على حتمية الانسحاب الاسرائيلي الفوري من لبنان.
ثمة اذا تضعضع في مقاربة لبنان للعرض الاميركي، تقول المصادر، ولا موقف موحّدًا بعد منه، بل مواقف. فأي كلام يعكس قرار لبنان الرسمي مِن التفاوض؟ هل ذهب برّي بعيدًا في ما قاله وفي رفضه للّجان؟ هل يعبّر موقفه عن موقف "حزب الله" أو موقف الدولة؟ بحسب المصادر، لا بدّ من الخروج من هذا التخبط سريعًا ولا بد من إصدار الحكومة موقفًا واضحًا وحاسمًا وموحدًا من الطرح الاميركي، يتم إعلام الرأي العام المحلي والدولي به، لأن اي تصدّع سيكون مضرا للبنان ولمصلحته القومية في ظل "التطرف" الاسرائيلي – الاميركي القائم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|