الصحافة

كلمة سرّ فرنسية عن الحاكم والجنوب

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قفز الملف الأمني في الجنوب إلى الواجهة مجدّداً، وشكّلت حادثة إطلاق الصواريخ ذريعة لإسرائيل، كي تستكمل حربها ولو بشكل محدود، وتتجنّد الدولة اللبنانية للجم التوتّر ومنع انجرار البلد إلى حرب جديدة.

كثرت القراءات والتحليلات عن أسباب إطلاق الصواريخ جنوباً، منهم من يعتبرها رسالة من «حزب اللّه» إلى رئيس الحكومة نواف سلام بعد كلامه الأخير عن الانتهاء من ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» وحصر السلاح بيد الدولة. قراءة أخرى تعتبر ما حصل، بمثابة رسالة إيرانية إلى الأميركيين مفادها بقاء أذرع إيران في المنطقة فعّالة لتحسين شروط التفاوض، وثمّة من يضع إطلاق الصواريخ في خانة تحرّك جماعات فلسطينية أو طابور خامس.

في انتظار وصول التحقيقات الرسمية إلى خيط يكشف ما حصل، يعيش لبنان على وقع كارثة أمنية قد تنفجر في أي لحظة. وانطلاقاً من هذه الخطورة، كثّف رئيس الجمهورية جوزاف عون اتصالاته بالأميركيين والفرنسيين لتبريد الأجواء ومنع الانجرار إلى حرب شاملة.

تعمل فرنسا وفق ما تقتضيه متطلبات المرحلة، فهي شريكة في لجنة مراقبة الهدنة، وتحاول تجنيب لبنان الحرب، وتقدّم النصح في بعض الأحيان للبنان الرسمي وليس كقوّة مؤثرة.

وفي هذا السياق، تأتي زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، بعد زيارة وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك التي نقلت رسالة واضحة إلى المسؤولين بالالتزام بالتعهّدات، وبعد التوترات الأمنية التي حصلت في الجنوب والاستهدافات الإسرائيلية.

علمت «نداء الوطن» أن السلطة اللبنانية تنتظر زيارة لودريان بفارغ الصبر. فإذا قصد بيروت وحمل معه توافقاً دولياً على اسم المرشح لحاكمية مصرف لبنان الأربعاء، عندها سيعقد مجلس الوزراء جلسة الخميس ويعيّن الحاكم الجديد. وتشير المعلومات إلى أن الرئيس عون كان يفضّل كريم سعيد لحاكمية المركزي، لكنّ دخول فرنسا على الخطّ أجّل البتّ في هذا التعيين.

وباتت اللعبة محصورة بين سعيد والوزير السابق جهاد أزعور ورجل الأعمال سمير عساف، وبما أنّ رئيس الجمهورية يملك حصة الملك في اختيار حاكم مصرف لبنان، فإن تواصلاً يتمّ مع عساف للاطلاع على برنامج عمله وفي انتظار بعض الأجوبة منه، خصوصاً أنه يُعتبر مرشح الفرنسيين، علماً أن المرشحين الثلاثة للحاكمية يحظون برضى أميركي.

وإذا كانت زيارة لودريان حاسمة في ملف حاكمية مصرف لبنان، لكنها تحمل رسالة أمنية وسياسية. سيكرّر لودريان على مسامع المسؤولين الذين سيلتقيهم التحذيرات السابقة التي وصلت إلى لبنان، وخصوصاً لجهة التنصّل من اتفاق الهدنة والعودة إلى الاقتتال، وكذلك استعجال لبنان في تطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها الـ 1701 لأن إسرائيل تهدّد باستئناف الحرب وتهديداتها جدّية.

لباريس موقف واضح من استمرار احتلال إسرائيل النقاط الخمس في الجنوب، وكانت قد قدّمت اقتراحاً للإسرائيليين بإحلال جنود فرنسيين بدل الجنود الإسرائيليين، لكن تل أبيب رفضت المقترح، لذلك سيحاول لودريان الوصول إلى تقريب وجهات النظر في هذا المجال.

من جهة ثانية، سيجدّد لودريان الدعوة إلى قيام الحكومة بإصلاحات جذرية في الدولة، كي يحصل لبنان على مساعدات، وبات الموقف الدولي معروفاً بأن غياب الإصلاحات يعني حكماً غياب المساعدات.

وإذا كانت الدول الكبرى تعطي الحكم اللبناني فترة سماح، إلّا أن هذه الفترة ليست مفتوحة وقد تنتهي في أي وقت، ولبنان من دون المجتمع الدولي غير قادر على النهوض مجدداً.

ينهي لودريان زيارته إلى بيروت، لينتقل بعدها مع الرئيس اللبناني في 28 آذار المقبل إلى باريس، حيث سيجتمع عون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشكره على كل الدعم والوقوف إلى جانب لبنان. لكن عملياً لن تكون هناك أي مساعدات في إعادة الإعمار قبل التحقّق من تطبيق القرار 1701 وسحب كل السلاح غير الشرعي، ولن يكون هناك دعم لمؤسسات الدولة ما لم تباشر الدولة بتنفيذ الإصلاحات.

آلان سركيس-نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا