استدرجها إلى مخيم البداوي.. العثور على فتاة فقدت في سن الفيل
"التقية السياسية".. سلاح إيران الخفي للعودة إلى سوريا
أكد خبراء في الشؤون السياسية، أن سياسة "الصبر والانتظار" التي تنتهجها إيران تجاه سوريا، هي انعكاس لاستخدام منهجها المعتاد "التقية السياسية" بأنها لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى.
ورجّح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن يكون عكس ذلك هو الصحيح، في ظل الحديث بطريقة والتنفيذ بأخرى، لافتين إلى أن هذا السكون قد يكون بغرض تجهيز ما يدعم عودة إيران في سوريا بقوة.
ولم يستبعد الخبراء أن يندرج إعلان ذلك ضمن عملية احتوائية إيرانية لحجم التشابكات التي علقت الكثير من الملفات إثر علاقات طهران مع النظام السوري السابق، في ظل "إرث ثقيل" يلقي على عاتقها مسؤولية أي مشاكل أو أحداث تجري في سوريا، حتى لو كان الأمر يخص أطرافا أخرى.
ومؤخرًا، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران تراقب الأوضاع في سوريا دون تدخل، وأنها قررت عدم التسرع في اتخاذ أي موقف تجاه التطورات الجارية هناك.
وأضاف عراقجي أن الخطر الأكبر الذي يواجه سوريا هو احتمال تقسيمها، وهو تهديد لا يقتصر على سوريا فحسب، بل يمتد إلى المنطقة بأسرها، وأن المستفيد الوحيد من ذلك هو إسرائيل.
وأوضح عراقجي أن السياسة التي تبنتها طهران هي الصبر والانتظار، حتى فيما يخص التعامل مع الحكومة الجديدة في سوريا، إذ "لا نرى داعيا للاستعجال في إقامة أي علاقات رسمية معها في الوقت الراهن"، وفق تعبيره.
وفي هذا الصدد، أشار الخبراء إلى أن هذه التصريحات تهدف إلى التهدئة والتعاطي مع الواقع السياسي الذي بلغ مبلغاً شديداً تجاه طهران، لافتين إلى الموقف الأمريكي بخصوص ملفات إيران، والمواجهة مع إسرائيل.
وقالوا الخبراء إن الخلل في هذه الملفات يدفع إيران إلى التفكير بروية بشان آليات التصرف.
"التقية السياسية"
يرى الباحث في الشؤون الإيرانية بمركز "ستاندرد" للدراسات الاستراتيجية، فرهاد عمر، أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني حول اتباع بلاده لسياسة الصبر تجاه العلاقات مع سوريا، هي انعكاس لاستخدام "التقية السياسية" للتأكيد على أن إيران لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولا تقوم بأي عمل يضر الداخل السوري.
وأضاف عمر، لـ"إرم نيوز"، أن إيران عادة ما تصرح بطريقة وتتصرف بأخرى، ومن ثم فإن سياسات طهران نحو سوريا تندرج في إطار تعزيز نفوذها بما يخدم مصالحها، وهيمنتها التي لن تتنازل عنها أبدا، أو تتركها تذهب بلا رجعة، وإن كان هناك جانب من السكون في هذا الشأن فهو لتجهيز ما يدعم عودتها بقوة في سوريا.
وأكد أن إيران لم تقطع علاقاتها نهائيًا مع سوريا، وستظل تعمل على العودة إلى هناك، وتسعى بعد خروجها من الباب على العودة من الشباك، وهو ما يتمثل في عدة مشاهد وطرق، منها العراق في الوقت الحالي.
ودلّل عمر على ذلك بتشكيل لجنة لإقامة أفضل العلاقات مع العراق، لذلك فإن طهران لن تتخلى عن سوريا التي تعتبر بالنسبة لها الممر الرئيس الرسمي للمشروع الإيراني التوسعي في المنطقة.
وقال عمر إن وضع تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول سوريا في سياق "حسن النية" تجاه شروط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول عدم توسيع نفوذ إيران بالمنطقة، في ظل التحذيرات للحشد الشعبي في العراق بعدم دعم ميليشيا الحوثيين في اليمن التي تتعرض لغارات أمريكية، ليس النقطة الأهم بالنسبة لواشنطن.
وأكد الخبير السياسي أن البند الأساسي لدى الرئيس الأمريكي المتعلق بالتفاوض مع طهران، هو ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
احتواء التشابكات
من جانبها، تقول الباحثة السياسية ميس كريدي، إن تصريحات الدبلوماسيين الإيرانيين وصناع القرار في طهران هي تجسيد للأزمات المتلاحقة التي حلت على التحالفات التي كانت تقيمها إيران في المنطقة، ومن ثم من الطبيعي أن تقدم وجهة نظر تحمل عملية احتوائية لكم كبير من التشابكات التي علقت الكثير من الملفات، إثر علاقات طهران مع النظام السوري السابق.
وأوضحت كريدي، في حديثها لـ"إرم نيوز"، أن حديث طهران عن أنها تراقب الأوضاع في سوريا دون تدخل، يندرج تحت ما تفرضه الأجواء للانتقال مع المرحلة الجديدة في سوريا، بالإضافة إلى التعاطي مع تضخم الأحداث والوقوف على ما يجري تلافيا من لصق أي أزمة أو أحداث تجري في سوريا لطهران وتحالفاتها، وتحميل إيران مسؤوليتها.
وذكرت أن الحكومة الحالية في دمشق تعلق الجانب الأكبر من المشاكل التي تحدث، مهما كان نوعها، على أبواب طهران، مما يجعل الأخيرة تحاول التخلص من هذا الإرث الثقيل الذي يجعل منها ملاذا، ويلقي عليها أسباب المشاكل في سوريا، حتى لو كان الأمر يخص أطرافا أخرى.
وأشارت إلى أن إيران بحاجة أن تلملم جراجاتها الداخلية والإقليمية في هذا التوقيت، الأمر الذي يجعل التصريحات الإيرانية مطلوبة بغرض التهدئة، والتعاطي مع الواقع السياسي الذي بلغ مبلغا شديدا تجاه طهران، لافتة إلى الموقف الأمريكي من الملفات الإيرانية والمواجهة مع إسرائيل.
وأكدت كريدي أن الخلل في كل هذه الملفات يدفع إيران إلى التفكير بتروّ في آلية التصرف وتوجيه الخطابات.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|