أين ستقف الجامعة العربية إذا نشبت أزمة حادّة بين لبنان وسوريا اليوم؟...
رغم الانفتاح العربي و"شبه الدولي" الجزئي عليه، قبل نحو عامَيْن، فقد نظام آل الأسد السابق في سوريا مصداقيّته، وسقط، بعدما وعد بالكثير ولم ينفّذ شيئاً جوهرياً. ومنذ سقوطه، تفتح العواصم العربية أبوابها للإدارة السورية الجديدة، وتدعمها في أي خطوة سياسية أو أمنية تقوم بها.
"نصّ نصّ"...
وأما لبنان، فهو الآخر يشهد انفتاحاً عربياً مقبولاً عليه حالياً، بعد المتغيّرات المحلية والإقليمية التي حصلت خلال الأشهر الأخيرة، وهو انفتاح مشروط بعد سنوات ابتعدت خلالها البلدان العربية الوازِنَة عنه (لبنان)، بعدما انضوى الحكم اللبناني السابق في الكنف الإيراني من دون توازن ملموس.
ولكن ماذا عن مرحلة ما بعد الانفتاح العربي على لبنان؟ فالتغيير السوري كان جذرياً وسريعاً بسقوط الأسد، بشكل أدى الى ما هو أوسع من انفتاح عربي على دمشق من مستوى "خطوة مقابل خطوة". وأما لبنان، فقد شهد تغييرات معيّنة، غير جذرية، تترك بلدنا وشعبه ضمن دائرة "النصّ نصّ".
الجامعة العربية
وأمام هذا الواقع، أين ستقف جامعة الدول العربية في ما لو نشبت مشكلة ديبلوماسية أو أمنية بين لبنان وسوريا مستقبلاً؟ هل في وسط الطريق، مع إمساك العصا من وسطها؟ أم في الضفّة السورية التي تُظهر ثقة أكبر بالنّفس، وقدرة على تحديد الخيارات السورية بشكل أدقّ مما هو عليه حال الحكم اللبناني الذي لا يزال متأرجحاً ومتردّداً على مستويات داخلية وخارجية متعدّدة؟
التوفيق والتنسيق
أشار الكاتب والمحلّل السياسي أسعد بشارة الى أن "الجامعة العربية والقوى والدول العربية المؤثرة ستقف دائماً الى جانب خيار التوفيق والتنسيق بين الدولتَيْن اللبنانية والسورية، من دون انحياز لأي طرف. ولكن يتوجّب على هاتَيْن الدولتَيْن أن تلتزما بمعايير العلاقة الندية التي تقوم بين أي بلدَيْن، وبمعايير عدم الاعتداء".
وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "من ناحية لبنان، فإن الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن ضبط حدودها، وعن عدم استمرار "حزب الله" بتوريط البلد في مشاكل مع الداخل السوري. وفي المقابل، من واجب الدولة السورية أن تضبط هي أيضاً حدودها بواسطة قواها الرسمية والشرعية، وأن لا تُفسِح المجال لأي اعتداء أو انتهاك".
فرصة تاريخية
وشدد بشارة على أن "لبنان وسوريا كدولتَيْن مستقلّتَيْن، هما اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة تصحيح العلاقة التي شوّهها نظام الأسد، وإعادة وضعها في الإطار الصحيح. وهذه الفرصة التاريخية يجب استثمارها والعمل على تطويرها لإرساء علاقة طبيعية وصحية".
وأضاف:"المطلوب من الدولة اللبنانية عربياً ودولياً اليوم هو المضيّ قُدُماً في نزع السلاح، وفي وضع خطة الإصلاح موضع التطبيق، حتى تتم مساعدة لبنان واحتضانه. فصحيح أن الأمور لا تحصل بـ "كبسة زرّ"، إلا أن السير على طريق الإصلاح واستعادة التعافي لا يجب أن يحصل على طريقة النّملة أيضاً".
عدم التأخير
ولفت بشارة الى أن "التعافي السوري والاستقرار والتقدّم في سوريا وبناء دولة حقيقية هناك، هو عامل مساعد يعطي نموذجاً ينعكس على لبنان واستقراره بشكل إيجابي. والاضطراب في سوريا يؤثر على لبنان سلباً أيضاً".
وختم:"تشهد بلدان المنطقة سباقاً نحو التنمية والاستقرار وتطوير الاقتصادات وإقامة دولة العدالة والقانون. وهذا السباق لا يحتمل التأخير، أي انه يتوجب على لبنان أن يركب هذا القطار، وأن لا يتأخر أو يتخلّف عنه".
أنطون الفتى - وكالة "اخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|