الصحافة

هل تُسْقِطُ “الصواريخ اللقيطة” اتفاق وقف النار؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قد يكون التوقيت مصادفةً، فالغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت جاءت غداة مرور أربعة أشهر على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمَّ التوصل إليه في السابع والعشرين من تشرين الثاني الفائت، وعلى الرَّغم من دخول هذا الاتفاق شهره الخامس، فإنّ إسرائيل أرادت من شنّ الغارة أن تُفهِمَ لبنان ولجنة المراقبة الدولية أنّ أيّ خرق لوقف النار ستقابله بردودٍ عسكرية عنيفة، بصرف النّظر عن “مرور الزمن”.

جاءت الذريعة لإسرائيل على دفعتيْن، الأولى أواخر الأسبوع الفائت، والثانية أواخر هذا الأسبوع، وتحديدًا أمس: “صواريخ على منصّات بدائية جدًا، أُطلِقت الأسبوع الماضي من شمال الليطاني، وبالكاد لامست الخطّ الأزرق قبل أن تُسقطَها الدفاعات الإسرائيلية، ثم جاءت الدفعة الثانية من الصواريخ أمس الجمعة”.

مطلقو الصواريخ “معلومون مجهولون”، فأرض الجنوب، ليست “سائبة”، على الأقلّ بالنسبة إلى حزب الله المُسيطِر عليها والذي لا يسمح بأيّ خرقٍ أمني فيها، وقد تأكّد هذا الأمر قبل الثامن من تشرين الأول 2023 حين انخرط في حرب “الإسناد والمشاغلة” دعمًا لـ”طوفان الأقصى”، واستمرّ الوضع على هذه الحال حتّى بعد انتهاء الحرب وتوقيع اتفاق وقف النار الذي وافق عليه الحزب. ولإنعاش الذاكرة فإنّ عودة أهالي الجنوب بعد اتفاق وقف إطلاق النار، تمّت بتنظيم من حزب الله الذي واكب هذه العملية ووزَّع اعلام الحزب وشعاراته بين العائدين”.

يريدُ حزب الله أن يقول مِن وراء كلّ ذلك: “أنا هنا”، لكنّ هذا الكلام لا يمرّ بسهولة، سواء في عواصم المنطقة، أم في العواصم المؤثّرة في العالم. بهذا المعنى، صحيح أنّ الصواريخ التي أُطلِقَت “لقيطة”، لكن يصعب ألّا تكون معروفة “الأبوَّة”، فمَن يستطيع أن ينقل ثمانية صواريخ، بين الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع، من دون أن يُدرِك أنّه يخاطِر بهذا العمل، وأنّه قد يُضبَط سواء من الجيش اللبناني أم من قوات الطوارئ الدولية، لكن أن ينقلها “بكلّ ثقةٍ بالنفس”، فهذا يعني أنه يحوز على “تسهيل مرور”، وقد سبق لحزب الله أن أعطى “تسهيل مرور” لاستخدام الجنوب كمنصّة لإطلاق صواريخ على إسرائيل، واستفادت من ذلك حركة “حماس” وبعض الأحزاب اللبنانية.

طالما حدث ذلك في السابق، فما الذي يمنع أن يحدث اليوم في مشهد جديد من مشاهد “الإسناد والمشاغلة”؟

لا يكفي أن ينفيَ حزب الله مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ، وأن ينفيَ معرفته بمن يقف وراء إطلاقها، ما يُفترض فيه أن يفعله، هو تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، “فمَن يُسلِّم يسلَم”. وما لم يفعل فإنّ إسرائيل ستجد دائمًا الذّريعة لتواصل ضرباتها، وعندها تكون “الصواريخ اللقيطة” أصابت وقف إطلاق النار وأسقطته، بدل أن تصيب إسرائيل.

 جان الفغالي -”هنا لبنان”

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا