باسيل يدعو "للاستفادة من دروس الحرب الأهلية"

أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل خلال كلمة ألقاها في السحور الرمضاني الذي أقامته جمعية "بترونيات" في حضور مشايخ وفعاليات من الشمال والبترون، أن اللبنانيين قادرون على الصمود في مواجهة التحديات المختلفة. وقال باسيل: "نلتقي في ليلة من ليالي القدر التي لها الكثير من المعاني"، مشيرًا إلى أن هذه الليلة تعكس روح العيش المشترك التي يجسدها لبنان بين طوائفه المختلفة.

وفي حديثه عن روح التعاون بين اللبنانيين، أكد باسيل أن "العيش المشترك هذا العام يترجم بأن الصوم لدى المسيحيين يتزامن مع المسلمين"، مشدداً على أن "الصوم ليس فقط عن الطعام، بل عن القيام بأعمال الشر والأذية لبعضنا البعض".

وأضاف أن التحدي الأكبر هو أن نتمكن من "تطوير قدرتنا على العيش مع بعضنا البعض"، مؤكدًا أن الاختلافات الدينية يجب أن تتحول إلى مصدر قوة لا إلى خلافات.

وأشاد باسيل بتنوع لبنان الديني والطائفي، قائلاً: "التنوع يساعدنا على اكتساب خبرة لفهم بعضنا البعض". وأضاف أن اللبنانيين يحققون النجاح في مختلف دول العالم التي أصبحوا جزءًا منها، وهذا يعكس قدرة الشعب اللبناني على التأقلم والتفوق في بيئات متعددة.

وتحدث باسيل عن الأزمات المتتالية التي مر بها لبنان، قائلاً: "لبنان أصيب بأكبر أزمة اقتصادية في تاريخه، بالإضافة إلى العديد من الأزمات الأخرى مثل الانهيار الاقتصادي، وفقدان الودائع، وكورونا، وانفجار المرفأ، والنزوح السوري، وأيضاً التوترات المستمرة على الحدود الشرقية مع إسرائيل". وأوضح باسيل أن تداعيات هذه الأزمات على لبنان كبيرة، ورغم ذلك، فإن اللبنانيين استطاعوا الصمود. وقال: "ليس بالأمر السهل أن يتحمل اللبنانيون كل هذه الأزمات دون أن تتفاقم المشاكل الطائفية".

وفي إشارة إلى التحديات التي يواجهها لبنان بسبب النزوح السوري، قال باسيل: "يسقط نظام في سوريا فيتوافد النازحون إلينا، ويعين نظام سوري جديد فيأتينا نازحون إضافيون"، مؤكدًا أن لبنان بحاجة إلى معالجة هذه القضية بشكل مستدام.

كما دعا باسيل اللبنانيين إلى الاستفادة من دروس الحرب الأهلية التي مر بها لبنان منذ عام 1975، مشيراً إلى أن "الأهم من عدم تكرار تجربة العنف بيننا هو تطوير قدرة قبول بعضنا البعض، والدفاع عن بعضنا البعض". وأضاف: "نحن في تحدي أكبر من مجرد العيش معًا، وهو أن نعيش سويا بسلام".

وختم باسيل حديثه بتأكيده على أن البترون تمثل نموذجًا للعيش المشترك بسلام، قائلاً: "نستقبلكم في البترون لنؤكد لكم أن هذه المدينة كانت وستبقى مركزًا للعيش بسلام بين أبنائها، ونحن أبناء السلام وعندما نضطر للحرب، نفعل ذلك دفاعًا عن وطننا، استقلالنا وحدودنا".