الصحافة

مشهدٌ ثابت ومُحزن: هذا ما سيُعانيه الشباب بعد 10 سنوات من التدخين

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

صحيح أن اليوم العالمي للامتناع عن التدخين لم يحلّ بعد ولو اقترب (31 أيار)، وصحيح أن الحملات التوعوية في مثل هذا اليوم تتهيأ للخروج الى النور، غير أن ثمة كلاما يجب أن يقال في كل يوم وكل زمان طالما المشهد الثابت والمحزن في كل مكان هو مشهد مراهقين وبالغين لا يفارقهم شيئان: الهاتف والسيجارة الإلكترونية، وحين يأتي من فئتهم العمرية من يخرج عن السرب ويكتفي بالهاتف من دون السيجارة، ينظر اليه مجايلوه ورفاقه وكأنه خارج عصره وزمانه ويعاكس المسار البديهي لسلوكية شباب اليوم.

في لبنان، ثمة ما يؤرق صحيا طالما هذا البلد الصغير، ووفق آخر الأرقام هو في مقدمة دول العالم في نسبة المدخنين (المرتبة الثالثة في العالم)، وطالما قانون منع التدخين الصادر في العام 2011 تنطبق عليه مقولة «اسمع تفرح جرب تحزن»، حاله حال قوانين لبنانية كثيرة سلكت طريق التشريع لا التنفيذ.

ولأن الشباب في لبنان وقعوا في شرك السيجارة الإلكترونية IQOS التي أصبحت وللأسف أقرب الى «الترند» أو الموضة الشبابية، ما ضاعف من نسبة المدخنين بدلا من حسرها، حذّرت الاختصاصية في أمراض الحساسية والربو والمناعة دكتورة كارلا عيراني في حديث الى «الأنباء» الكويتية من «تأثير المجموعة أو المحيط على الفرد ودفعه الى التدخين باعتبار أن الشاب المدخن هو لذيذ وcool فيما غير المدخن غير مهضوم وليس على الموضة»، مؤكدة أن«خطورة الـ IQOS أولا تكمن في أن الشباب وفي عمر مبكر يبدأون بالسيجارة الإلكترونية، وبدلا من أن تكون جسرا انتقاليا للإقلاع عن السيجارة العادية كما زعم صناعها، أصبحت هي البديل عنها».

وعمّا إذا كانت آثار السيجارة الإلكترونية على الصحة هي أقل من السيجارة العادية، قالت دكتورة عيراني إن «الدراسات بدأت تظهر أن الإدمان في الحالتين هو نفسه بسبب مادة النيكوتين التي يستقبلها الدماغ، والتأثير يطال وظائف الرئة ويؤدي بشكل خاص الى الربو والى انسداد رئوي مزمن لا يمكن الشفاء منه، أي أن الشاب الذي بدأ بالتدخين في سن الـ 25 سيعاني بعد 10 سنوات مشاكل في التنفس، وسيتأثر حتما نشاطه اليومي ونوعية حياته».

وشرحت د. عيراني أن «الربو هو حساسية لكن مترافقة مع التهاب inflammation، والأمراض الصدرية سواء الربو أو الالتهاب الرئوي المزمن مرتبطة مباشرة بالتدخين وتنطوي على عامل الالتهاب في الجسم»، مضيفة إن «في جهاز المناعة خلايا وإفرازات تكون دوما مستنفرة وعلى سلاحاتها بسبب عامل الالتهاب وتفرز طيلة الوقت مادة السيتوكين التي ينجم عنها بلغم السعال وأشياء أخرى».

أما مريض الربو في الأساس الذي يختار التدخين، فيكون كما تقول الطبيبة كارلا عيراني «كمن يصب الزيت على النار، فيضاعف الالتهاب الذي تسببه حساسية مثل الربو، وبدلا من أن تؤدي علاجات الحساسية الغرض منها، يحول الالتهاب الناجم من ناحية ثانية عن التدخين من دون السيطرة المنشودة على الربو».

وتعليقا على الدراسات التي تتحدث عن تأثير التدخين على الجهاز المناعي وجعله أكثر عرضة للعدوى والأمراض، قالت د. عيراني إن«جهاز المناعة يحارب كل ما هو غريب، وبالتالي عندما تتوافر العوامل السامة والمؤثرة سلبا على الخلايا التائية T cells التي تلعب دورا مهما في جهاز المناعة، من البديهي أن يؤدي ذلك الى إضعاف المناعة».

في أيار من العام الماضي، كان شعار الحملة الوطنية في لبنان لمكافحة التدخين «علقتها علقة» كتعبير عن الإدمان السريع للتبغ وصعوبة مواجهته، والأكيد أنه في أيار المقبل سيكون شعار رسمي آخر وشعارات أخرى قد تعلق في أذهان غير المدخنين بدلا من انتشال المدخنين من هذه «العلقة»، وباكورة الإجراءات هي تفعيل تطبيق قانون منع التدخين في الأماكن العامة.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا