مماطلة أم سعي للتفاهم مع الصين.. كيف تخطط إيران للرد على ترامب؟
ءأكد خبراء أن رد طهران على رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإعراب عن استعدادها لإجراء مفاوضات غير مباشرة، مع رفضها لإجراء مفاوضات مباشرة في الوقت الحالي، يُعد رفضًا فعليًا لشروطه بشأن عقد اتفاق جديد، موضحين، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إيران تهدف من هذه الاستراتيجية إلى "المماطلة" وكسب الوقت، سعيًا للتوصل إلى تفاهمات مع قوى أخرى، في مقدمتها الصين، لتعزيز موقفها التفاوضي أمام الولايات المتحدة.
وأشاروا إلى أن رفض إيران لشروط ترامب يزيد من احتمالية لجوء واشنطن إلى الحل العسكري أو الجمع بين التفاوض والضربات العسكرية، من خلال توجيه ضربات مؤلمة للحرس الثوري، لإجبار طهران على القبول بشروطها.
وأكد مستشار المرشد الإيراني، كمال خرازي، أن طهران لم تغلق جميع الأبواب أمام حل خلافاتها مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى استعدادها لخوض مفاوضات غير مباشرة.
وفي السياق ذاته، أوضح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن رسالة ترامب احتوت على تهديدات، لكن إيران ردّت عليها بما يتناسب مع ذلك، مشددًا على أن بلاده لا تغلق باب الدبلوماسية، لكنها لن تتفاوض تحت الضغط والتهديدات.
تزامن هذا الموقف الإيراني مع تحذير شديد اللهجة من ترامب لطهران، أكد فيه أن "أمورًا سيئة" ستحدث إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
شروط ترامب الصارمة
تضمنت شروط ترامب للتفاوض مع إيران عدة مطالب رئيسة، أبرزها: إنهاء دعمها للأذرع العسكرية في المنطقة، بما في ذلك تفكيك ميليشيا "الحشد الشعبي" في العراق، والكشف عن الجوانب السرية لبرنامجها النووي، وخفض تخصيب اليورانيوم، والقبول برقابة دولية مشددة ودائمة على منشآتها النووية، إضافة إلى تقليص مدى صواريخها الباليستية وإنهاء العمل بالنماذج بعيدة المدى، وتغيير نهج النظام الإيراني داخليًا.
يؤكد الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور محمد المذحجي، أن الرد الإيراني هو في الواقع رفض لشروط ترامب، الذي يسعى إلى مفاوضات مباشرة، رغم وجود قنوات تواصل غير مباشرة بالفعل.
وأشار إلى أن طهران تهدف إلى كسب الوقت من خلال البحث عن توافقات مع قوى أخرى، مثل الصين، لتعزيز موقفها في مواجهة واشنطن.
وأوضح المذحجي لـ"إرم نيوز" أن ترامب وضع مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق، وليس فقط لبدء المفاوضات، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أرسلت حشودًا عسكرية ضخمة إلى المنطقة، تشمل طائرات قاذفة بعيدة المدى، وحاملات طائرات، وسفنًا حربية، ما يؤكد جدية واشنطن في استخدام الخيار العسكري إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال هذه الفترة.
وأضاف أن إيران تواجه مأزقًا داخليًا بسبب الانقسام بين الحرس الثوري والحكومة الإصلاحية برئاسة مسعود بزكشيان، حيث تسعى الحكومة إلى التفاوض، بينما يرفض الحرس الثوري ذلك، ويراهن على دعم بكين، ما يجعل الأزمة الرئيسة داخل إيران نفسها، وليس فقط في صعوبة شروط ترامب.
وأشار المذحجي إلى أن الحرس الثوري، الذي يسيطر على ما لا يقل عن 50% من الاقتصاد الإيراني، يمتلك القدرة على منع الإصلاحيين من التفاوض مع ترامب، وهو ما دفع طهران إلى تبني خيار المفاوضات غير المباشرة، ما يعكس رفضها لشروط واشنطن، ويزيد من احتمالية لجوء الولايات المتحدة إلى توجيه ضربات عسكرية للحرس الثوري لإجبار إيران على التفاوض بشروط أمريكية.
دور أوروبا في المفاوضات
من جانبه، يرى الباحث في الشأن الإيراني، أصلان الحوري، أن طهران تسعى إلى كسب الوقت عبر المماطلة، لأن شروط ترامب تهدد أسس النظام الإيراني، الذي حافظ على سياسته الحالية لأكثر من 40 عامًا.
وأشار الحوري لـ"إرم نيوز"، أن إيران تدفع باتجاه مفاوضات غير مباشرة لضمان مشاركة الأوروبيين فيها، بهدف الحصول على ضمانات وحوافز اقتصادية من الدول الأوروبية التي ستكون جزءًا من الاتفاق المحتمل.
وأضاف أن إدخال الأوروبيين في المفاوضات يهدف أيضًا إلى محاولة تقديم عرض تفاوضي جديد، قد يتضمن تعديلات على شروط ترامب القاسية، إلا أن ذلك قد يقابل برد فعل عنيف من الرئيس الأمريكي، الذي يسعى إلى تحقيق إنجاز في الملف النووي الإيراني لتعزيز موقفه السياسي، خاصة في ظل مواجهته المستمرة مع الديمقراطيين، الذين يتهمهم بالتساهل مع إيران، وهو ما أدى وفقًا له، إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|