قرى الجنوب الحزينة: لا عيد قبل إعادة الإعمار
غابت مشاهد الفرح بعيد الفطر في قرى منطقة مرجعيون الحدودية، إذ تحولت فرحة الأهالي إلى حزن ومأساة وألم على فراق الأحباء والاصدقاء بسبب الحرب وما نتج عنها من دمار هائل حلّ بالبلدات المتاخمة من بلدة الوزاني مروراً بكفركلا، العديسة، مركبا، حولا وصولا إلى ميس الجبل.
لم يتمكن الأهالي هذا العام من إحياء عادات وتقاليد العيد، جراء تمركز الجيش الإسرائيلي عند تخوم البلدات وتدميرها، حيث اختفت المعايدات بين الأهالي وإقامة الاحتفالات على أنواعها التي تجدد الحياة وتوثّق العلاقات العائلية والاجتماعية المتجذّرة في النفوس منذ مئات السنين.
في كفركلا، يخيّم الحزن. لم يشعر أهاليها بمعنى العيد بسبب ما حلّ بهم من مأساة ودمار. في هذا السياق، يقول حسين شيت "حاولنا التأقلم مع الواقع الجديد لإحياء تقاليد العيد ولكن من دون جدوى. هذا الوضع السيئ سيطر علينا وعلى غيرنا من القرى والبلدات الحدودية الملاصقة للمستوطنات الاسرائيلية".
أما إحدى السيدات في الوزاني فأكّدت أنّ "العيد حمل معه كل الحزن، فلا بيوت لدينا ولا شباب، مع الأسف معظمهم قٌتلوا في الحرب، فلا شيئ يدل على فرحة العيد، وإذا قررنا أن نعايد بعضنا ماذا نقول، أولاد عمي استشهدوا وغيرهم الكثير من الاقارب والأحباب والجيران". أضافت: "في السنوات الماضية كنا نبدأ بالتحضيرات قبل أسبوع ولكن هذه السنة، لم نشعر بالفرح والسعادة".
وتشير زهرة المحمد إلى أنّ "الناس يسألون عن معنى العيد في ظل هذا الدمار الهائل وأعداد الضحايا. هذه السنة قاسية جداً على الأطفال فلا ثياب جديدة ولا العاب نارية ولا أي مظاهر للبهجة. وسط هذا الدمار لا نشعر بالعيد والأحوال صعبة جدّاً ومأسوية". واعتبرت أن "لا فائدة من توجيه أي رسالة للمسؤولين في لبنان فإنهم لا يكترثون لحال الشعب".
اجواء العيد في بلدة كفركلا حزينة جداً فلا يوجد أي شيء يدل على العيد فلا حجر ولا بشر، هذا ما أشارت إليه مفيدة أبو طعام، مؤكدة "أن لا عيد قبل إعادة الإعمار وانسحاب إسرائيل من لبنان، عندها فقط يكون العيد". وأضافت: "أتينا الى قرانا كي نعايد شهداءنا"، مشددة على أن "هذه الارض لنا ونتمسّك بها حتى آخر نفس، ولو اضطررنا لبناء الخيم سنبني ونبقى في أرضنا".
من جهته، يسأل حسن يحيى بحرقة: "اين كفركلا من العيد؟ هذه القرية التي كانت تعجّ بالمواطنين لم تعد موجودة. أين العيد فلا وجود للعيد في هذه القرية المنكوبة، حيث لا منازل ولا مقومات حياة".
وتابع: "كانت كفركلا مقصداً للقرى المجاورة، لا سيّما في العيد، حيث يأتي الناس من كل مكان للتسوق والفرح. أما اليوم فهو أتعس يوم شهدته هذه القرية"، مضيفاً "خسارتي كبيرة، منزلي ومنزل أولادي ومؤسستي ومحالي التجارية دمرت بالكامل، فلا مكان يأوينا، ننتقل كلّ يوم من قرية إلى أخرى من بيتٍ إلى آخر"، لافتاً إلى أن "أغلب بيوت كفركلا كانت جميلة وفخمة". وختم قائلاً: "لن نسامح من كان السبب في هذا التدمير وهذه الكوارث".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|