ترامب هزّ العالم... اجراءات جمركية بنكهة سياسية!

خاص - "أخبار اليوم"

رسوم ترامب الجمركية هزت العالم، بعد القرار الذي وقعه في "يوم التحرير" وشمل 180 دولة ومنطقة، فدخلت الأسواق العالمية في حالة من القلق وعدم اليقين، وهبطت الاسهم وسارع المستثمرون للبحث عن ملاذ آمن في السندات والذهب والين، خوفا من أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة إلى تكثيف حرب تجارية تهدد بدفع العالم إلى الركود.

كان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد أكد مرارًا أن الهدف من هذه الرسوم هو تحقيق توازن تجاري لصالح الولايات المتحدة وحماية الصناعات الأميركية من المنافسة الخارجية.

وأثار قرار ترامب، تهديدات بالرد، وسط تقييم الشركات والحكومات لتداعيات حرب تجارية متصاعدة، فيما أقر الرئيس الأميركي، بالصدمة التي أحدثها إعصاره الجمركي، لكنه قال إن اقتصاد الولايات المتحدة سيخرج "أقوى"، حتى مع تراجع الأسواق العالمية.

وبحسب مرجع اقتصادي، فان هذه الاجراءات هي الافضل من وجهة النظر الاميركية، اذ ليس من العدل ان تكون الرسوم التي تفرضها دول عدة على الصادرات الاميركية تبلغ ضعفي او اكثر الرسوم التي تفرضها اميركا على صادرات تلك الدول اليها، علما انه في حال استمرت اميركا بسياستها الضريبية السابقة ستصل الى العجز وستتعثر عن دفع سندات الخزينة وهذا ما سيؤدي الى فوضى كبيرة ليس فقط على المستوى الاميركي بل ايضا على مستوى العالم.

وفي هذا السياق، علق المرجع على كلام ترامب، وفيه: "هذه الإجراءات تهدف إلى محاسبة الدول التي تعامل الولايات المتحدة بطريقة غير منصفة"، ليقول: هذا الكلام يدفعنا الى سؤال، ما الفرق بين الاجراءات الحمائية والعقوبات؟ ويشرح: مثل هذه الاجراءات "تعقّد" التبادل التجاري وقد تصل الى حدّ وقفه، وفي هذه المرحلة لا تختلف عن العقوبات.

ويضيف: لذا يمكن الاستنتاج ان الاجراءات الحمائية التي فرضها ترامب ذات بُعد سياسي من اجل توجيه الرسائل، وهو في نفس الوقت فتح الباب امام التفاوض، اذ قال ترامب وردا على سؤال بشأن ما إذا كان سينظر في إبرام صفقات مع البلدان المتأثرة: "الرسوم ستمنح الولايات المتحدة "قوة كبيرة" للتفاوض".

وماذا عن لبنان، اعتبر المرجع ان الرسوم الاميركية على المنتجات اللبنانية التي بلغت 10% اسوة بالعديد من الدول العربية، تأتي في اطار المعاملة بالمثل، ولا يمكن ادراجها في اي خانة سياسية، مع الاشارة الى ان الرسوم التي فرضت على اسرائيل، البنت المدللة للولايات المتحدة، بلغت 17% من هنا قد يكون هناك مطالب سياسية معينة لترامب.