عربي ودولي

مفاوضات أم "لعبة أوراق".. علاقة أمريكا وإيران إلى أين؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في وقت تزداد فيه المؤشرات حول احتمالات إجراء مفاوضات "مباشرة" أو "غير مباشرة" بين إيران والولايات المتحدة، يطرح مراقبون تساؤلات حول الأبعاد الحقيقية لهذا التحول في العلاقة بين الطرفين، وما إذا كانت تلك المفاوضات المرتقبة تمثل فرصة لتقارب فعلي، أم أنها جزء من لعبة استراتيجية معقدة تخوضها طهران وواشنطن لتحقيق أكبر قدر من المكاسب.

يأتي ذلك مع ما كشفه رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، عن أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، أصدر موافقته على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ردًا على رسالة رسمية بعث بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى طهران.

ويشير تحليل لموقع "نورنيوز" التابع لمجلس الأمن القومي الإيراني، إلى أن التفاوض بين إيران وأمريكا ليس مجرد أداة ضمن أدوات السياسة الخارجية، بل هو ساحة يتم من خلالها استخدام أوراق الضغط المتاحة.

وبينما يُظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ميلًا للتفاوض المباشر، تؤكد طهران أن أي مفاوضات يجب أن تجري ضمن شروط تحافظ على مصالحها الاستراتيجية.

ويرى الموقع أن أوراق طهران وواشنطن على الطاولة، حيث تمتلك إيران مجموعة من الأوراق المؤثرة في المعادلة الإقليمية والدولية، من أبرزها: موقع جغرافي حيوي يتحكم في طرق الطاقة العالمية، خصوصًا مضيق هرمز، وعلاقات وثيقة مع الصين وروسيا، ونفوذ إقليمي واسع ضمن ما يُعرف بـ"محور المقاومة"، بالإضافة إلى قدرة عسكرية وبرنامج نووي قابل للتفعيل.

وأضاف الموقع، أنه في المقابل، تعتمد الولايات المتحدة على أوراق ضغط كبرى، من أبرزها: نظام عقوبات اقتصادية ومالية واسع، وهيمنة على النظام المالي العالمي، وتحالفات عسكرية تقليدية، ودعم إسرائيلي قوي، وأدوات إعلامية ودبلوماسية فاعلة.

وبحسب التقرير، فإن نجاح إيران لا يُقاس بعدد الأوراق التي تمتلكها، بل بكيفية استخدامها في الوقت المناسب، مبينًا أن إيران تمارس ما يوصف بـ"الرد المتأخر المدروس"، وهو تكتيك يسمح لها بتحقيق مكاسب من أخطاء خصومها دون الدخول في مواجهات مباشرة.

ويشير الموقع إلى أن المراقبين يرون أن تزامن تحركات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع تصريحات ترامب حول الحوار مع إيران يشير إلى تنسيق ضمني بين الجانبين، لكن طهران تتعامل مع هذا العامل بحذر، وتُفضّل إدارة اللعبة بطريقة تحفظ لها موقعها الاستراتيجي.

ويخلص التقرير إلى أن المفاوضات المباشرة المحتملة بين إيران والولايات المتحدة لا تمثل نهاية اللعبة السياسية، بل مرحلة جديدة من التفاعل، تسعى كل جهة من خلالها لتثبيت قواعد اللعبة بما يخدم مصالحها الأمنية والسياسية والاقتصادية.

وبينما تستعد واشنطن لتفعيل أوراق ضغط جديدة، تواصل طهران إعادة ترتيب أوراقها على رقعة شطرنج إقليمية معقدة، حيث الفوز لا يُمنح للأقوى، بل للأذكى في إدارة اللعبة.

وقد أثارت تصريحات ترامب بشأن استعداد إيران للتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، وسط صمت رسمي من جانب طهران، ما فتح باب التأويلات حول حقيقة هذا التوجه.

وفي كلمة ألقاها مؤخرًا، قال ترامب: "انسوا قصة الرسائل... أعتقد أن إيران باتت تريد التفاوض المباشر؛ إنهم يشعرون بالقلق ويشعرون بالضعف".

وجاءت تصريحات ترامب في وقت لا تزال فيه سياسة "الضغط الأقصى" الأمريكية ضد طهران قائمة، دون مؤشرات فعلية على تخفيف العقوبات أو تغيير في النهج تجاه الاتفاق النووي.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا