توقيف مواطنين وضبط آليات في منطقة الهرمل - البقاع والعبودية - الشمال
حزب الله يعيد هيكلة "سرايا المقاومة"...
وسط اشتعال الجبهات واحتدام التحديات في المنطقة، يقف "حزب الله" في موقع التصعيد لا التهدئة، متحدياً الدولة اللبنانية وضغوط المجتمع الدولي المتزايدة.
يُصرّ "الحزب" على المضي في نهجه التصادمي، ويستمر في تعزيز قبضته المحكمة على القرارين السياسي والعسكري، غير مكترث بتداعيات سلاحه غير الشرعي، ولا بالمطالبات المتكررة بتسليمه.
تحذير أميركي حاسم
في هذا السياق، أفادت مصادر دبلوماسية أميركية خاصة لـ "نداء الوطن" بأن على الدولة اللبنانية الإسراع في تفكيك الترسانة العسكرية التابعة للحزب، والعمل الجاد على تنفيذ القرار 1701، الذي نصّ صراحةً على تفكيك الميليشيات المسلحة خلال مهلة لا تتجاوز 60 يوماً من توقيع الاتفاق. إلا أنّ الوقائع الميدانية أظهرت أن "حزب الله" لم يحتفظ بسلاحه فحسب، بل عمل على تعزيز حضوره وتوسيع نفوذه على مختلف المستويات .
لبنان إلى عزلة أو مواجهة
كما أفادت مصادر أميركية، بأن الولايات المتحدة، التي منحت لبنان فرصة ذهبية لاستعادة سيادته، أصبحت اليوم على يقين تام بأن سياسة المماطلة والتسويف التي يعتمدها المسؤولون اللبنانيون لا تؤدي إلا إلى مزيد من الانحدار نحو الهاوية.
ويهدد "حزب الله"، الذي يواصل فرض سيطرته المطلقة على القرار اللبناني من دون أي مقاومة فعلية من الدولة، مستقبل لبنان ويضعه في مهب الريح. ويثير هذا الواقع قلقاً دولياً بالغاً، إذ إن لبنان قد يواجه قريباً عزلة كاملة، أو في أسوأ السيناريوات، تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية الواسعة على أراضيه.
"سرايا المقاومة"...
وفي تطوّر لافت، أكّدت مصادر جنوبية لـ "نداء الوطن" أنّ "حزب الله" يعمل بشكل حثيث على تنفيذ خطة شاملة لإعادة هيكلة "سرايا المقاومة". ولا تقتصر هذه الخطة على تعزيز الكفاءة القتالية فحسب، بل تسعى إلى تحويل "السرايا" إلى قوة شعبية عسكرية متكاملة، قادرة على التأثير في التوازنات السياسية والعسكرية في لبنان. فبعد أن كانت "السرايا" ميليشيا محلية الطابع، تسعى إلى أن تكون جزءاً لا يتجزأ من المنظومة العسكرية لـ"حزب الله"، وفي استعداد تام للتصدي لأي عدوان إسرائيلي على القرى الجنوبية أو البقاعية. إنها خطوة استراتيجية تهدف إلى ترسيخ حضور "الحزب" كقوة محورية لا يمكن تجاوزها في المعادلة اللبنانية.
وبحسب المصادر نفسها، فإن إعادة الهيكلة تتجاوز الأبعاد العسكرية، وتحمل في طياتها رسالة واضحة إلى الداخل والخارج معاً: "حزب الله" ليس مجرد قوة مسلحة، بل هو من وجهة نظره "الحامي الأول للبنان". اليوم، تُطرح "سرايا المقاومة" كنموذج حيّ لما يُسمى "المقاومة الشعبية"، التي تجمع بين التماسك العسكري والتنظيم المتقن، في سعيها لتحقيق هدف استراتيجي واحد: حماية لبنان، ولكن وفق أجندة "الحزب"، لا الدولة.
إعادة ترتيب التحالفات
كما أفادت مصادر جنوبية بأن "حزب الله" لا يكتفي بإعادة هيكلة "سراياه"، بل يسير بالتوازي في مسار إعادة ترتيب تحالفاته السياسية. ففي وقت بدأ فيه بعض الحلفاء التقليديين يُظهرون علامات التردد، سارع "الحزب" إلى اتخاذ خطوات حاسمة لضبط الإيقاع داخل صفوفه. وكان أبرز الأمثلة "حزب التوحيد العربي" بقيادة وئام وهاب، الذي تراجع عن دعم "الحزب" في معركة إسناد غزة. وفي خطوة عقابية سريعة، سحب "حزب الله دعمه المالي والتنظيمي منه، موجهاً رسالة صارمة إلى جميع الحلفاء: التحالف مرهون بالولاء الكامل، وأي انحراف عن الخط يُقابل بالعزل والإقصاء .
يرسّخ هذا التوجه سياسة "الولاء أو العزل"، حيث يسعى "الحزب" إلى ضبط التباين داخل محوره، وجعل الالتزام التام بأجندته المعيار الوحيد لاستمرار الشراكة في دائرة النفوذ. فبالنسبة لـ "حزب الله"، ليست التحالفات مبنية على تقاطع المصالح أو الحوار السياسي، بل على مبدأ الطاعة الكاملة للقيادة والمشروع.
إن إعادة هيكلة "سرايا المقاومة" وتصفية التحالفات السياسية ليست مجرد خطوات تنظيمية، بل هي جزء من استراتيجية أوسع لفرض معادلات جديدة، في بلد يعيش خطر التفكك وفقدان السيطرة. في غياب الدولة، لا صوت يعلو فوق صوت السلاح.
طارق أبو زينب - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|