طي صفحة عون وصهره في رئاسة الجمهورية!
ليس من السهولة أن تتّفق كلّ الأطراف السياسية على انتخاب رئيسٍ للجمهورية، كما أنه ليس من الممكن أيضاً أن يلتقي أطراف الحلف السياسي الواحد على التأييد لمرشّح واحد، وذلك، سواء في محور المعارضين والمستقلين والتغييريين، الذين أعلنوا عن مرشحيهم، أو في محور "حزب الله" وحلفائه الذين ما زالوا يمتنعون عن تسمية مرشّحهم.
وقد يكون هذا المشهد الضبابي هو الذي دفع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، إلى نقل الملف الرئاسي بكل تفاصيله والتباساته وتناقضاته، وحتى اعتراضاته الشخصية، إلى العاصمة الفرنسية. ولذا، فإن زيارة النائب باسيل إلى باريس، تأتي في سياق الإتصالات التي يجريها على الصعيد الدولي، ولا سيما في ما يتعلق منها بالملف الرئاسي، حيث يعتبر المحلّل والكاتب السياسي علي حماده، أن النائب باسيل، هو مرشّح لرئاسة الجمهورية، مؤكداً أنه "مرشّح حقيقي، بالرغم من أن حظوظه تضاءلت كثيراً، وبالرغم من أن هناك شبه استحالة لانتخابه، نظراً للخلافات التي تعصف بعلاقاته مع الحلفاء كما مع الخصوم".
وإذ يشير المحلّل حماده إلى أن انتخاب باسيل رئيساً للجمهورية هو "شبه مستحيل"، يوضح أنه يستطيع أن يلعب دوراً آخراً ودوراً مهماً في الإستحقاق الرئاسي، كونه يرأس كتلةً نيابية تضم 19 نائباً، وهي كتلةٌ مسيحية مُعتبرة وأساسية، إذ يستطيع أن يلعب دوراً كأحد الأطراف الأساسيين في "صناعة الرئيس".
وأمّا بالنسبة للموقف المعلن من ترشيح رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية، فيؤكد حماده، أن لموقف باسيل، وزنٌ في هذه المسألة، لأن "حزب الله، لا يستطيع أن يعلن صراحةً أن مرشّحه هو فرنجية، لتصبّ أصوات الحلفاء له في صندوق الإقتراع، وذلك، في حال لم يعلن باسيل تأييده، خصوصاً وأن هذا الأمر سوف يضعضع التحالف من جهة، كما أنه ومن جهةٍ أخرى، لن يستطيع أن يحقّق فرنجية نتيجةً وازنة".
وعليه، يعتبر حماده، أن الحزب "يحتاج إلى موافقة باسيل على انتخاب فرنجية لأن الحزب غير قادر على إيصال باسيل، لكنه يعتبر أن هناك إمكانية لإيصال فرنجيه".
ورداً على سؤال عن نتائج زيارة باسيل إلى باريس، يلفت حماده، إلى أن النائب باسيل، التقى باتريك دوريل المسؤول عن الملف اللبناني في قصر الإيليزيه، كاشفاً عن "عدم وجود أي اجتماع مع باسيل، على جدول أعمال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لا من قريب ولا من بعيد، وذلك لسببٍ واحد وبسيط، أن ماكرون منشغلٌ بأمورٍ ذات طابع دولي أهمّ بكثير من أن يلتقي شخصيات سياسية لبنانية يستطيع دوريل أن يعالج العلاقة معها، لأن باسيل يريد أن يفتح آفاقه الدولية، لأنه عانى كثيراً في المرحلة الأخيرة من عزلة عربية وعزلة دولية، لأنه حتى لو كان الفرنسيون يتحدثون مع باسيل، لكن رأيهم به سلبي جداً.
ووفق حماده، فإن المناخ الدولي، سواء الأميركي أو الفرنسي، يريد أن "يطوي صفحة ميشال عون ومحيط عون في رئاسة الجمهورية، وهم يتعاطون معه كطرف سياسي مهمّ، ولكنهم لا يريدون التعاطي معه في موضوع رئاسة الجمهورية، ويريدون الإنتقال إلى إسمٍ آخر، ومن هنا، لا يبقى أمام باسيل، سوى محاولة لعب دورٍ في انتخاب الرئيس، ويُمكن أن يستغلّ هذا الدور في ما بعد لتحسين موقعه داخل السلطة، وللحفاظ على المكاسب التي حصل عليها "التيّار الوطني الحر" خلال الأعوام الستة من عهد ميشال عون".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|