وكأن لبنان بات محكوماً بالحرب الى الأبد... فماذا عن الأرض؟؟؟
بين زيارة دولية من هنا، وأخرى من هناك. وبين وعود محلية بالعمل الحثيث على تطبيق القرارات الدولية، وإعلاء شأن السلطات المحلية على كل الأراضي اللبنانية، غارة من مسيّرة أو من طائرة حربية إسرائيلية هنا، وأخرى من هناك، وذلك رغم أنه من المُفتَرَض أن الحرب انتهت منذ تشرين الثاني الفائت، بالتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار، وموافقة الجميع على مندرجاته وشروطه.
حرب دائمة؟
فهل بات لبنان محكوماً بحرب دائمة والى الأبد؟ وهل من الطبيعي أن تستمر الهجمات بين يوم وآخر، رغم الإعلان عن وقف الأعمال الحربية؟ وماذا عن دور السلطة المحلية السياسية والأمنية في تلك الحالة، والتي تؤكد يومياً أنها تقوم بكل ما يتوجب عليها، على مستوى الالتزام بالقرارات الدولية، من جهة، وبمندرجات اتفاق وقف إطلاق النار، من جهة أخرى؟
قوات برية...
أكد العميد المتقاعد جورج نادر أن "ما يجري حالياً من خروقات قد يتطوّر، وهو لن يقف عند غارة بمسيّرة، بل قد يصل الى حدّ إدخال قوات برية. فالإسرائيليون كانوا هدّدوا بأنه إذا لم يُطبَّق الاتّفاق بنزع سلاح "حزب الله"، فإنهم هم من سيفعلون ذلك. وفي هذا الإطار، ترتفع احتمالات تجدُّد الحرب وإدخال قوات برية، لأن الغارات الجوية وبالمسيّرات تغتال وتدمّر، بينما فرض مندرجات وبنود اتّفاقيات يحصل بواسطة جيوش على الأرض".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب تكلّم مرات عدة منذ ما قبل وما بعد بَدْء ولايته الرئاسية الثانية عن وجوب نزع سلاح "حزب الله"، وصولاً الى الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي أعادت الكلام نفسه في زيارتها الثانية أيضاً، وتحدثت عن وجوب نزع سلاح "الحزب" في أسرع وقت ممكن. ومعنى أسرع وقت ليس بعد ثلاث سنوات، وكلّما تمّ ذلك بمدة أقرب، كلّما جنّبنا لبنان مزيداً من الدمار والدماء".
دعم لن يتكرّر
ولفت نادر الى أن "لا مانع قانونياً من أن يقوم الجيش اللبناني بوضع يده على كل المراكز الحزبية والسلاح. فلدى الدولة اللبنانية والجيش شرعية شعبية ودستورية، بالإضافة الى دعم عربي وأممي. وبالتالي، لا نفهم ماذا تنتظر الحكومة والسلطة بعد؟".
وأضاف:"كل الأفرقاء المحليين، ومن ضمنهم "حزب الله" وحركة "أمل"، يقولون إنهم يدعمون الجيش وعمله على تطبيق القرارات الدولية، فليتفضّلوا وينفّذوا. وبالتالي، من أين تنبع الصعوبات والموانع؟ يُظهر الواقع أن كلام الدعم قد يكون إعلاناً إعلامياً لإبعاد العزلة، ولشدّ عصب الجمهور. ولكن فعلياً، الوضع ليس كذلك، والموانع لا تزال على حالها. وهنا نذكّر بما حصل في الأمس القريب في منطقة حوش السيد علي، حيث تعرّض الجيش للشتائم، وقيل له إن السلاح هو الذي يحمي الناس. وبالتالي، توجد قناعة لدى جماهير "حزب الله" بأن سلاحهم هو الذي يحميهم. ولكن هل حماهم هذا السلاح بالفعل، ووفّر توازن الرّعب، أم دمر لبنان؟".
وختم:"نعاني اليوم من مشكلة أساسية تتفرع منها كل باقي المشاكل الأخرى، وهي سيادة الدولة على أراضيها. ومن هنا، لا مجال لأي إصلاح سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، ولا لإعادة إعمار، ولا لأي شيء آخر، إلا إذا فرضت الدولة سيادتها على كل الأراضي اللبنانية. والفرصة متاحة الآن بدعم دستوري وشعبي وداخلي وعربي وأممي كبير لن يتكرّر في كل مرة".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|